- كتب: شاكر فريد حسن
فقدت الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني أحد رجالاتها وأبنائها البررة، ابن بلدتنا الحبيبة "مصمص"، الرفيق المناضل المثقف رياض حسين اغبارية (أبو أيمن)، الذي يُعد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والوطنية، الذي وافته المنية بعد مسيرة زاخرة بالعطاء قضى جلّها في معترك العمل النضالي السياسي والثقافي، تاركًا إرثًا من المواقف القومية والعروبية والناصرية.
عاش الراحل وترعرع في بيت يحب القراءة ويهتم بالثقافة، فوالده كان مفوّهًا، واخوته المرحوم الشاعر الوطني المعروف راشد حسين، والأديب والمفكر والمثقف الراحل احمد حسين، والكاتب والشاعر المربي الأستاذ كمال حسين، وفي هذا الجو نشأ واكتسب المعارف واغترف الثقافة، فقرأ الكثير من الكتب الثقافية المتنوعة، وكان شغوفًا بقراءة الصحف، وكان له اهتمامات في الكتابة، ونشر العديد من المساهمات والمقالات السياسية والاجتماعية نشرت في صحيفة "نداء الأسوار" العكية المحتجبة.
وكان الصحفي عمر محاميد قد أجرى لقاءً معه حول القضايا الاجتماعية، نشر في حينه بصحيفة "الاتحاد" العريقة. أما في مجال العمل الصحفي فقد أجرى المرحوم حوارًا مع الأديب الراحل بروفيسور فاروق مواسي حول مسيرته وتجربته الإبداعية ومسائل ثقافية أخرى.
عمل المرحوم ردحًا من الزمن في مدينة عكا، التي أحبها حتى درجة العشق بمجال العمل الاجتماعي، دخل المعترك السياسي وكان مناصرًا وداعمًا للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ودعا لنصرة كتلة الجبهة الديمقراطية في انتخابات نقابة المعلمين من خالل مقال نشره آنذاك في مجلة "التقدم"، ثم انتمى لصفوف حزب التجمع الوطني الديمقراطي وظل بهذا الالتزام الحزبي والسياسي حتى الرمق الأخير من حياته. وكان أيضًا عضوًا في لجنة أحياء تراث الشاعر راشد حسين، وفي جمعية "الصوت" لنشر الفكر الوطني الفلسطيني والثقافة الملتزمة.
وأكثر ما تميز به الراحل صراحته المعهودة، وحبه لبلده وأهله ومجتمعه ووطنه، قابضًا على جمرة الموقف الوطني والسياسي الحُرّ.
رحيل أبو أيمن خسارة للعمل السياسي الحزبي، ولكن العزاء إنه ترك وراءه سيرة ومواقف وذكريات لن تنسى أبدًا.
وداعًا وداعًا يا صديقنا ورفيقنا رياض حسين، وإن رحلت جسدًا فإن صورتك لن تفارق مخيلتنا ما حيينا.
نم قرير العين، هادئ البال، وبلّغ سلامنا لمن سبقوك في الموت، ولك الرحمة والسكينة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت