أكد جوزيف حزبون المدير الإقليمي للبعثة البابوية في القدس، على ان المؤسسات الكنسية المسيحية لا تزال تلعب دورا رئيسيا في خدمة الشعب الفلسطيني دون تمييز ومنذ عقود طويلة، خاصة في قطاع الصحة والتعليم والخدمة والحماية الاجتماعية.
وان منظمات الإغاثة المجتمعية تقدم خدمات لما يقرب من 37٪ من السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، فيما تحسن خدمات المنظمات التنموية والاغاثية المسيحية جودة الحياة لأكثر من 1.9 مليون فلسطيني كل عام.
كما وتعمل البعثة البابوية منذ تأسيسها على دعم عدد من هذه المؤسسات لمساعدتها على مواصلة تقديم خدماتها النوعية والمتميزة، إضافة الى برامج الشباب والكشافة والأندية الثقافية والرياضية والبرامج الرعوية. كما وتنشط البعثة في تقديم برامج الإغاثة خلال الأزمات والحروب، لتخفيف معاناة المتضررين دون تمييز عرقي أو ديني.
وأشار حزبون، الى انه وبحسب نتائج الدراسة المسحية للمؤسسات المسيحية العاملة في فلسطين، وأثرها على المجتمع الفلسطيني، تبين انه وبالرغم من تضاؤل اعداد المسيحيين في فلسطين بسبب الهجرة فقد استمر العمل المسيحي التنموي والإنساني في الازدهار، من خلال تقديم الدعم اللازم والحيوي لأفراد الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاتهم.
وهدفت الدراسة التي اعلنت نتائجها في الثلث الأول من العام 2021، بدعم مشترك ما بين البعثة البابوية وجامعة دار الكلمة، ونفذها المستشار التنموي جورج عكروش من مدينة القدس، الى استكشاف طرق للحفاظ على وجود وحضور مسيحي قوي وحيوي في فلسطين.
وأضاف: تبين الدراسة مدى التأثير الهائل للمسيحيين في فلسطين، حيث شملت 299 مؤسسة مسيحية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة؛ تشمل 93 مدرسة وجامعة ومركزا مهنيا و19 مرفقا للرعاية الصحية و47 مؤسسة حماية اجتماعية و77 مركزا ثقافيا وسياحيا و38 مركزا للشباب والكشافة ومركزا بيئيا واحدا و21 وكالة تنمية محلية ودولية والتي تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات لمئات الآلاف من الفلسطينيين كجزء من هويتها وثقافتها المسيحية.
وتبين الدراسة بان المنظمات المسيحية هي ثالث أكبر مشغل للشعب الفلسطيني بعد السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين وقد تجاوزت طاقتها التشغيلية أكبر الشركات الفلسطينية العاملة في القطاع الخاص بإجمالي قدرة تشغيلية بلغت 9098 موظفًا (5017 مسيحيا و4081 مسلما).
أما فيما يتعلق بالموارد المالية المستثمرة، فيتم استثمار 416 مليون دولار أمريكي على أساس سنوي في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية والتدريب المهني وتدخلات المساعدة الإنمائية.
أما بالنسبة للعدد الإجمالي للمستفيدين المستهدفين فإن منظمات الإغاثة المجتمعية تقدم خدمات لما يقرب من 37٪ من السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس كما وأثبتت هذه الدراسة أن خدمات المنظمات التنموية والاغاثية المسيحية تحسن جودة الحياة لأكثر من 1.9 مليون فلسطيني كل عام.
البعثة البابوية لفلسطين
وأوضح حزبون انه في عام 1949، بعد الحرب العربية الإسرائيلية واحتلال فلسطين، أسس البابا بيوس الثاني عشر البعثة البابوية لفلسطين (PMP) لتكون بعثة قداسة البابا للإغاثة والتنمية في الشرق الأوسط، وإبراز قرب قداسة البابا والكنيسة الكاثوليكية من الشعب الفلسطيني في مصابه الأليم ومعاناته التي تتواصل منذ أكثر من سبعين عامًا.
وقد عهد الحبر الأعظم بقيادتها وإدارتها إلى الجمعية الكاثوليكية للرفاه الشرق الأدنى (CNEWA) في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، التي سبق أن أسسها البابا بيوس الحادي عشر في عام 1926 لدعم أعمال وأنشطة الكنائس الشرقية في شمال شرق إفريقيا والهند وأوروبا الشرقية.
وأضاف قائلا: بدأت البعثة البابوية لفلسطين تنفيذ البرامج والمشاريع من خلال ثلاثة مكاتب إقليمية في بيروت والقدس وعمان. وبعد حرب 1967 واحتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبمباركة البابا بولس السادس، بدأت البعثة بدعم شبكة من المنظمات المجتمعية والمؤسسات التابعة للكنيسة في جميع أنحاء الأرض المقدسة، حيث كان تأسيس جامعة بيت لحم ومؤسسة "افتح" للصم والبكم من أهم نتائج زيارة البابا بولس السادس، أول بابا يزور فلسطين وذلك في العام 1964.
وتعمل البعثة مع مؤسسات المجتمع المدني والكنائس المحلية ومن خلالها، وتخصص أموال المانحين للبرامج والمشاريع التي تدعم المؤسسات الكنسية وقادة المجتمع في فلسطين، حيث يشرف مكتب عمان الإقليمي على مشاريع في الأردن والعراق بينما يشرف مكتب بيروت الإقليمي على مشاريع في لبنان وسوريا ومصر.