- "حماس" : "أبلغنا مصر أن قضية الأسير أبو هواش، تُوتِّر الشارع الفلسطيني، وأن هناك حالة غضب وغليان جرّاء استمرار تجاهل إسرائيل لمعاناة الأسير"
تجري قيادة جهاز المخابرات المصرية اتصالات حثيثة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جهة وحركة الجهاد الإسلامي من جهة أخرى، بشأن إنهاء قضية الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 141 يومًا احتجاجًا على اعتقاله الإداري.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لموقع صحيفة "القدس" الفلسطينية، إن الجانب المصري يسعى لأن يتم التوصل لاتفاق يقضي من خلاله بإنهاء الاعتقال الإداري للأسير أبو هواش ومنع تمديده مجددًا.
وبينت المصادر بأن مصر تسعى للوصول لحل وسط يسمح بالإفراج عن الأسير أبو هواش في السادس والعشرين من فبراير/ شباط المقبل، مع انتهاء قرار الحكم الإداري بحقه حاليًا وعدم التجديد له.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المساعي قد تفضي إلى اتفاق خلال الساعات أو الأيام المقبلة، لافتةً إلى أن القرار سيكون بيد الأسير أبو هواش بنفسه وليس بيد أي جهة أخرى، رغم انتمائه التنظيمي لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم عبر "فيسبوك"، إن "جهود حثيثة تبذل في هذه الأثناء عبر اتصالات دولية وإقليمية تسابق الزمن للإفراج الفوري عن هشام أبو هواش".
وقالت عائشة حريبات زوجة الأسير هشام أبو هواش، " إن الحالة الصحية للأسير هشام أبو هواش في تدهور مستمر".
وأضافت حريبات في حديث لقناة "الأقصى" الفضائية "هشام في غيبوبة متقطعة ونحن من نوقظه فترة بعد فترة(..) هشام لا يحرك أي شيء من أطرافه ووضعه الصحي مقلق جداً. "
وذكرت حريبات بأنه "تم الاعتداء على أهل هشام والمتضامنين معه خلال وقفة تضامنية معه في الداخل المحتل (..)نشكر كل الجهود المتواصلة لدعم هشام وإسناده في معركته مع الاحتلال ".
وطالبت الكل الفلسطيني باستمرار حراكه نصرة لهشام.
وقالت حركة "حماس"، إنها تواصلت مع مصر، لبحث قضية الأسير هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام لليوم الـ141 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري.
وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم الحركة، في تصريح لوكالة "الأناضول"، "أبلغنا مصر أن قضية الأسير أبو هواش، تُوتِّر الشارع الفلسطيني، وأن هناك حالة غضب وغليان جرّاء استمرار تجاهل إسرائيل لمعاناة الأسير".
وطالب جميع الأطراف الحقوقية والإنسانية، الدولية والأممية، بالضغط على "الاحتلال لوقف غطرسته في تجاهل معاناة الأسير".
وأوضح أن "كافة الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني لمنع ووقف التغول والاستفراد بالأسير أبو هواش".
وجدد تحذير حركته من أن "المقاومة لن تسمح للاحتلال، بالاستفراد بأبو هواش، وأنها ستنتصر لقضيته".
وأضاف إن قضية أبو هواش تُمثّل "قنبلة موقوتة، ستتسبب بانفجار المنطقة بأكملها، إن تعرّض للموت بسبب تجاهل معاناته من الاحتلال".
وأشار إلى أن "حماس في حالة تشاور دائم مع الفصائل الفلسطينية لمواجهة السلوك (الإسرائيلي) الإرهابي في التعامل مع الأسير أبو هواش".
ودعا إلى "توسيع المظاهرات في الضفة الغربية، ومدينة القدس، واستدامة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني"، في إطار دعم أبو هواش.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني، أنّ الجهود مستمرة وعلى عدة مستويات بشأن قضية الأسير هشام أبو هواش ، إلا أنّه وحتى اللحظة لا توجد حلول جدّية تليق بمستوى معركته، والاحتلال يواصل جريمته ويرفض الاستجابة لمطلبه.
وقال نادي الأسير في بيان مقتضب "كل دقيقة إضافية تمر على إضرابه (هشام)، تضاعف من احتمالية تعرضه للوفاة المفاجئة. "
وأضاف "ما يزال (هشام) يقبع في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، بوضع صحيّ حرج.
والإثنين، بحث إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، مع زياد النخالة، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، عبر اتصال هاتفي، تطورات قضية الأسير أبو هواش.
وقال بيان صدر عن حركة "حماس"، آنذاك، إن هذا الاتصال، يأتي "امتدادا للقاءات التي عقدتها القيادتان السياسية والعسكرية للحركتين في قطاع غزة ومتابعة نتائجها".
وتتخوف مصر من أن تؤدي قضية الأسير أبو هواش إلى جولة تصعيد جديدة على جبهة غزة، ما يؤثر على محاولات التوصل لاتفاق تهدئة.
وهددت حركة الجهاد الإسلامي في الأيام الأخيرة من أنها ستعتبر أي مساس بالأسير أبو هواش عملية اغتيال، فيما عقدت قيادة الحركة اجتماعات مع قيادة حماس، واتصل إسماعيل هنية بزياد النخالة وبحثا تطورات قضية إضراب أبو هواش.
وحمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية، يوم الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة" عن حياة الأسير هشام أبو هواش، مؤكدةً أنّ "عليه أن يتحمل التداعيات المترتبة على حدوث أي مكروه له".
وقالت الفصائل في بيانٍ لها بقطاع غزة إن "المساس بحياة الأسير هشام أبو هواش سيمثل قلباً للطاولة وعدواناً على شعبنا وستبقى المقاومة هي الدرع والسيف المدافع عن أسرانا ومسرانا".
ودعت في بيانها الشعب الفلسطيني "في الضفة الغربية والـ48 إلى استمرار المسيرات والتضامن مع الأسير وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني في نقاط التماس في الضفة"، كما دعت "المنظمات الحقوقية والانسانية العربية والدولية للقيام بواجبها تجاه أسرانا وملاحقة قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
كما طالبت السلطة الفلسطينية "للقيام بواجبها تجاه الأسير أبو هواش والمعتقلين الإداريين بوقف التنسيق الأمني ورفع اليد عن المقاومة في الضفة الغربية"، مؤكدةً أنها "في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات موضوع الأسير والتعامل مع أي تطورات بالخصوص".
ودعت الفصائل إلى "جعل يوم الجمعة يوم غضب شعبي ولتخرج المسيرات في أرجاء الوطن ومخيمات اللجوء والشتات إسناداً للأسير أبو هواش ورفضاً للاعتقال الاداري".
بدوره، أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، أنّ هناك "تعمد اسرائيلي لإطالة مدة الإضراب، واستمرار المماطلة والاستهتار دون التجاوب مع مطلب الأسير المضرب، بغية بث الإحباط واليأس وإجبار الأسير على إنهاء إضرابه دون نتائج تذكر".
وأشار فروانة إلى أنّ "الهدف الاسرائيلي الأكبر يتمثل ببث الإحباط لدى الآخرين في محاولة للقضاء على الإضرابات عن الطعام، وخاصة الإضرابات الفردية التي باتت تشكل ظاهرة وملحمة في مواجهة الاعتقال الاداري خلال السنوات العشر الأخيرة".
وكان مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين أعلن، اليوم ، مواصلة الأسير هشام أبو هواش إضرابه عن الطعام لليوم الـ141 على التوالي ضدّ اعتقاله الإداري، مؤكداً أن وضعه الصحي خطير جداً.
وعمّ الإضراب الشامل، اليوم، بلدة دورا، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تضامناً مع الأسير أبو هواش.
واعتقلت إسرائيل الأسير أبو هواش في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وحوّلته إلى الاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، لمدة تصل إلى 6 شهور قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهام.
وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي نحو 4600، بينهم نحو 500 أسير إداري، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.