141 يوما إضراب

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  • د.خالد معالي

أوجع الأسير  المضرب عن الطعام لليوم 141 هشام ابو هواش من دورا الخليل قلب كل حر وشريف، وهو ما يستدعي جعل الأسرى اداريين وامنيين وغيرهم، في الهم الأول لكافة القوى الفلسطينية، وليس البحث والضغط لتحسين شروط اعتقالهم، وتركهم لوحدهم يصارعون المحتل، فالحرية هي المطلب لكل حر وشريف.

 مهما حصل مع الاسير المضرب ابو هواش  لاحقا، فهو قد حقق بعض النقاط وسجل اهداف في مرمى الاحتلال، وهو بذلك يتكامل مع الحالة النضالية العامة للشعب الفلسطيني حتى كنس المحتل.

بداية العبر المستقاة من اضراب ابو هواش الطويل، هي أن روح الأخوة والوحدة الوطنية، هي السائدة داخل السجون وخارجه في التضامن مع الاسير ابو هواش، وما جرى وما سيجري من فعاليات هي ما زالت اقل من الحد الادنى المطلوب، ومطلوب اكثر من ذلك، فحكومة "نفتالي بينت" لا تفهم سوى لغة الضغوط وتصارع القوى وليس الحقوق.

مطلقا لا يصح أن يبقى  الاسير ابو هواش لوحده، وهذا معناه أن الكل أخفق في هذه المعضلة وكيفية حلها، في حال مواصلة تعنت الاحتلال، ولدى الشعب الكثير ليقوله، ولا بد من استثمار الطاقات بالشكل الانسب، وتوحد قوى غزة حول ابو هواش يعتبر بوصلة صحيحة.

فلسطينيا، حالة الأسير  ابو هواش أوجعت الكل والجميع،  وهو ما يعني أن سرعة الافراج عن الاسرى لا تحتمل التلكؤ، ولا تترك لعوامل الزمن، ولا  يصح تجاهلها ولو للحظة، ويجب دوما البحث عن طرق وأساليب تجبر الاحتلال الإفراج عن الاسرى، فهم الهم والملف الذي يجب أن يغلق لا أن يظل جرح مفتوح.

حاليا كل الأنظار تتجه لغزة لأنها هي من تملك حل الجزء الأكبر من ملف ابو هواش والاسرى عموما، والأسرى يأملون أن يفرج عنهم ضمن صفقة وفاء الأحرار الثانية كما وعدت المقاومة، على غرار صفقة "شاليط"،  وهو ما يخفف من وجع الاسرى والشعب الفلسطيني، ما دام هناك امل كبير.

العبر الأخرى المستقاة هي أن الأسرى محل اتفاق وإجماع لدى الكل الفلسطيني، وهذا ما يجعل من يحاول أن يقترب منهم للتفرقة ودق الاسافين يبوء بالخسران، ومن يقف سدا امام الاجماع الفلسطيني وثوابته، حتما يخسر.

في كل الاحوال، حصل خير،  فاضراب ابو هواش اعادنا جميعا لمعرفة الصديق من العدو وكشفت الكثير من الأمور وامكنة النقص، وما هو يجب أن يكون  من ترتيب الأولويات، وانظر معي كيف أن قصته أبرزت وكشفت خفايا ونفوس ما كان لها أن تكتشف، وان نعرف مكامن الخطر افضل بكثير من عدم المعرفة، لأنه أن تم تشخيص الحالة جيدا تم علاجها جيدا، فالكل يتقدم للامام، والتاريخ لا يقف عند حد.

 بالمحصلة، يجب اعداد الخطط المحكمة، وتوحيد الطاقات بين الاخوة والقوى الفلسطينية، لمحاسبة كل من  يفكر بتخطي الخطوط الحمر الفلسطينية، من شهداء واسرى وغيرهم، وحالة ابو هواش يجب ان توحد الكل وتطوي صفحة الانقسام، والانتقال من مربع التفاوض، لمربع حشد القوى والطاقات، والتقدم قدما لكنس الاحتلال، فهل من مجيب!؟

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت