أصدر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” مرصده الشهري عن شهر كانون الأول 2021 حول عمليات الهدم والمصادرة والاستيلاء والإخطارات ضد منشآت الفلسطينيين سواء الدينية أو السياحية أو الصناعية أو التجارية أو التعليمية أو الرسمية أو الزراعية وبالتركيز على السكنية منها. من قبل "إسرائيل" السلطة القائمة بالاحتلال، يذكر أن مركز "شمس" يصدر دورياً مراصد متخصصة شهرية ونصف سنوية وسنوية حول هذا النوع من الانتهاكات وانتهاكات أخرى.
استند التقرير الرصدي على منهجية تقوم على الرصد الميداني من قبل طاقم وباحثي مركز "شمس"، والذين قاموا برصد وحصر الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنشآت الفلسطينية خلال الفترة 1/12/2021- 31/12/2021 في كافة محافظات الضفة الغربية لغايات إصدار هذا المرصد الشهري، ومن ثم العمل على تحليل البيانات وتفكيكها وإخراجها على شكل جداول، وفقاً لخارطة مؤشرات تحليلية كمية ونوعية شاملة. خلال شهر كانون الأول 2021، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (134) منشأة يملكها فلسطينيين/ات، سواء بالهدم أو بالإخطارات أو المصادرة بنيّة استهداف هذه المنشآت مستقبلاً.
تركزت أبرز الانتهاكات في عمليات الهدم التي طالت (104) منشآت، (8) منها تم إجبار مالكيها على هدمها ذاتياً تحت طائلة التهديد بالغرامات والسجن. فيما صادرت قوات الاحتلال (4) منشآت، فقد صادرت قوات الاحتلال في منطقة الصوانة التابعة لبلدة بيت فوريك في نابلس 3 خيام تعود ملكيتها للمواطن عرفات محمود أحمد نصاصرة، وأجبرته على مغادرة المنطقة، وصادرت قوات الاحتلال "كرفان" في المنطقة الشمالية الشرقية من بلدة بروقين غرب سلفيت، تعود ملكيته للمواطن أحمد عاصي من بلدة قراوة بني حسان.
أما من حيث الإخطارات، فقد أخطرت قوات الاحتلال (27) منشأة بالهدم أو وقف العمل او الإخلاء، معظمها سكنية، بالإضافة إلى حظائر ماشية ومنشآت زراعية، وقبة مسجد، ومزرعة أبقار.
وقد ركز المؤشر الأول على توزيع المنشآت التي تم استهدافها بالهدم أو المصادرة أو الإخطارات وفقاً لنوعها، والتي شملت هذا الشهر: مساكن بيوت (41) منشأة، غرف سكنه (4)، مساكن خيام (6) منشآت، مساكن بركسات (11) منشآت، غرف زراعية (16) منشأة، آبار وبرك وخطوط مياه (3) منشآت، منشآت تجارية (11) منشآت، حظائر وبركسات ماشية (5) منشأة، جدران استنادية وأسوار (2)، كرفانات متنقلة (1)، مزرعة أبقار (1)، بركس زراعي (30)، محطة وقود (1)، منشأة دينية (1)، نادي رياضي (1)، حدائق ومتنزهات (1).
فيما ركز المؤشر الثاني على توزيع المنشآت التي تم هدمها وفقاً لمناطقية الاستهداف، فقد كانت ذروة الاستهدافات في محافظتي طوباس (44) منشأة، تليها محافظة القدس (31) منشأة، ثم محافظة الخليل (12) منشأة
وبالنظر إلى الإخطارات سواء بالهدم أو المصادرة أو وقف أعمال البناء وغيرها من الانتهاكات التي تمنع الفلسطينيين من إعمال حقهم في بناء وإعمار واستثمار منشآتهم، فقد بلغ عدد الإخطارات (27) إخطار في مناطق مختلفة. تشير الإخطارات إلى اتجاهات تمركز الاستهدافات الإسرائيلية القادمة لمنشئات الفلسطينيين، وقد جاءت محافظتي القدس وبيت لحم في أعلى نسبة.
ركز المؤشر الثالث على السكان المستهدفين، بما أن هذه العمليات التي تستهدف المنشآت الفلسطينية لا تجري في نطاق معزول عن السكان، فقد بلغ عدد السكان المتضررين منها خلال شهر كانون أول (168) شخص على الأقل، منهم (32) أطفال، و(7) نساء، وذلك وفق ما توفرت من معلومات.
أما بالنظر إلى الحجج التي تستخدمها "إسرائيل" السلطة القائمة بالاحتلال في محاولتها شرعنة الجريمةـ في شهر كانون أول، جميع المنشآت التي تم هدمها من قبل قوات الاحتلال كانت بحجة البناء بدون ترخيص في مناطق (C) وعددها (104) منشأة.
أما فيما يتعلق بالإخطارات، فكانت (19) منشأة من أصل (27) منشأة أخطرت، بحجة عدم الترخيص ووقوعها في مناطق (c). و (2) منازل بحجة إنشاء مدارس عليها، فقد سلمت سلطات الاحتلال في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، قراراً يقضي بإخلاء 2 من المنازل تعود ملكيتهما للمواطن محمود صالحية، والاستيلاء على قطعة الأرض المقام عليها المنزلين والبالغ مساحتها 6 دونمات، وأمهلته حتى يوم 25. 01. 2022، بحجة إنشاء مدارس عليها، و(1) منزل بحجة ملكيته للجمعيات الاستيطانية، فقد سلم نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس آريه كينج، برفقة عدد من المستوطنين، المواطنة فاطمة سالم قراراً من دائرة الإجراء الإسرائيلية، بإخلاء منزلها القائم في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح، شمالي البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، بحجة ملكيته للجمعيات الاستيطانية. وتعيش في المنزل مع أبنائها الثلاثة وعائلاتهم البالغ مجموعهم 10 أفراد، و(5) منازل كعقوبة جماعية ضمن سياسة الاحتلال التي تتبعها تجاه منفذي العمليات ضدها، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وأخذت قياسات أربعة منازل تمهيدا لهدمها وسلمت أصحابها قرارات بإخلائها تمهيداً لهدمها. وهي منزل المواطن أحمد محمد ياسين جرادات والد الأسيرين غيث وعمر، اللذين يتهمهما الاحتلال باطلاق نار على مستوطن على شارع جنين نابلس، ومنزل خالهما الأسير محمد يوسف جرادات، ومنزل الأسير إبراهيم موسى طحاينة، والأسير محمود غالب جرادات، وتأوي المنازل المهددة بالهدم أكثر من 30 مواطناً،و أبلغت قوات الاحتلال عائلة الشهيد فادي أبو شخيدم من سكان مخيم شعفاط بالقدس، أنه سيتم هدم منزلها. وكان أبو شخيدم نفذ عملية إطلاق نار في البلدة القديمة في الحادي والعشرين من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة آخرين.
أما المنشآت التي تم الإستلاء عليها ومصادرتها والبالغ عددها (4) كانت بحجة عدم الترخيص.
واستعرض المؤشر الأخير عمليات “الهدم الذاتي” والإمعان في القهر بإجبار الفلسطينيين بأنفسهم على هدم منشآتهم وفي مقدمتها منازلهم تحت طائلة التهديد بالغرامات الباهظة، خلال شهر كانون الأول بلغ عدد المنشآت التي أجبرت سلطات الاحتلال مالكيها على هدمها ذاتياً (8) منشآت من أصل (104) منشأة، جميعها منازل في محافظة القدس، منها 4 منازل في بلدة سلوان، منزلين في بلدة جبل المكبر، منزل في بلدة بيت حنينا، ومنزل في صور باهر، جميعها هدمت بحجة عدم الترخيص.
فقد أجبرت سلطات الاحتلال في حي جبل المكبر بمدينة القدس، المواطن عمار أبو حسين، على القيام بنفسه بهدم جزء من منزله (غرفة ومنافعها ملحقة بالمنزل)، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، وأجبرت سلطات الاحتلال في حي جبل المكبر بمدينة القدس، المواطن محمد جعابيص، على القيام بنفسه بهدم منزله البالغ مساحته 60 متراً مربعاً، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بهدم المنزل، وكان يسكن فيه والده، ثم انتقل إليه قبل 10 أعوام، ليسكن فيه مع زوجته وأطفاله الأربعة. وأجبرت سلطات الاحتلال في منطقة وادي الحمص في قرية صور باهر، المواطن محمد عميرة، على القيام بنفسه بهدم منزله البالغ مساحته 165 متراً مربعاً، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، وأجبرت سلطات الاحتلال في حي سلوان بمدينة القدس، المواطن بهاء زيتون، على القيام بنفسه بهدم الطابق الثاني من منزل عائلته، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، ويعيش فيه مع زوجته وأطفاله الأربعة، وأجبرت قوات الاحتلال عائلة نصار، بهدم 3 منازل لها في حي وادي قدوم ببلدة سلوان، جنوبي البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، تعود ملكيتها للمواطن منذر نصار، ونجله محمد وشقيقه جواد. ويسكن في منزله مع زوجته ووالدته المسنة وأبنائه الستة، ونجله محمد يقطن مع زوجته وأطفاله الثلاثة، وشقيقه جواد ويقطن مع زوجته وأطفاله الأربعة. وأجبرت سلطات الاحتلال في بلدة بيت حنينا المواطن معاذ الرجبي، على القيام بنفسه بهدم منزله البالغ مساحته 55 متراً مربعاً، ويأوي 7 أفراد بينهم خمسة أطفال، بعد أن أخطرته في وقت سابق، تفادياً لدفع غرامات باهظة في حال قيام سلطات الاحتلال بعملية الهدم، بحجة عدم الترخيص.