- د. طلال الشريف
مبادرة انتخاب المجلس الوطني قفزة في الهواء إلا إذا عرفنا أين نقف كشعب فلسطيني؟ وهذا يحتاج موقف من عملية السلام الجارية واقرار أنها انتهت ونحن في حل من الإلتزام بتنفيذ بنود أوسلو وبعد ذلك نتفق على ماذا نريد تطوير منظمة التحرير الذي يمثل المجلس الوطني أعلى هيئة تمثيلية، لتكون بوصلتنا ذات هدف واضح، والأهم أن تتفق سلطتي وحزبي الانقسام في مع غالبية التنظيمات الباقية وكذلك الشعب الفلسطيني على طريق جديد، وهذا قد لا يصبح متحققا في الأصل، لأن التجربة الطويلة لعقد ونصف تقريبا تقول بعدم إمكانية تحقيق ذلك.
مادامت السلطة وحركة فتح يعملون ويتصرفون ويقررون بناءا على شروط أوسلو وخاصة قانون الانتخابات العامة التي دعى إليها وأجلها أو ألغاها الرئيس وتهافت الجميع عليها بكل ما فيها من أعطاب وتحكم بمراسيمها وتغيير حتى بنود قانون الانتخابات الأوسلوي قد تحكم فيها الرئيس ورفض مطالب الفصائل ومظاهرات نقابة المحامين دون الأخذ بمطالبهم التي تؤسس لحالة انتخابية وديمقراطية أفضل.
الأصل مادام قانون انتخابات أوسلو باقيا ونتعامل به وبقاء السلطة الفلسطينية ملتزمة بالاتفاق فيجب أن تجرى انتخابات التشريعي والرئاسة أولا لكي نسير في ترتيب الأمر بشكل جدي وصحيح إلى انتخابات للمجلس الوطني وليس العكس.
... أما أن كل جماعة سياسية مستقلة أو حزبية تريد ما يتناسب مع رؤيتها ومكانها ليبقى الحال خطأ كما تم الهرب من الانتخابات التشريعية والرئاسية من قبل الرئيس عباس وحركة فتح وهربوا لانتخابات البلديات ...
الدعوة لانتخاب المجلس الوطني مشروطة وتصبح أولا اذا فك عباس العلاقة مع اسرائيل ويصبح أوسلو لاغيا فعلا عندها تصبح الخطوة صحيحة .. الهروب من ترتيب الامر بشكل صحيح يزيد الطين بلة ويؤدي لتشرذم أكبر ..
البدء باصلاح المنظمة مرتبط بتوضح الوضع السياسي والرؤية من عملية السلام وأدواتها بمعنى لإجراء انتخابات المجلس الوطني كأعلى هيئة تمثيلية تقود الشعب الفلسطيني وقضيته فما هو الاساس لذلك؟ وكيف نفسر حالتنا غير الواضحة لنبني المنظمة من جديد ويدخل الجميع برؤية واضحة لأعلى هيئة تمثيلية والا كل واحد من الحزبين والسلطتين يبقى مكانه ..هذا ما سوف يحدث فقد عرفنا الطرفان وكيف يفكران، فحدث التدمير للقضية والمؤسسات التمثيلية بسلوكهم الآني .. المشكلة ليس بتوفر أداة الانتخابات أو بحق الجميع الفلسطيني في الداخل والخارج فهذه أبسط الأشياء ولا يختلف أحد عليها. بل المشكلة في سلوك ومكاسب وصراع الحزبين ...
فعلى أي أساس وأي رؤية سنبني ونصلح المنظمة ونجري انتخابات للمجلس الوطني منفردا؟
المبادرة بانتخابات المجلس الوطني صحيحة لو ما في انقسام وصراع على السلطة واختلاف البرامج الذي فاق كل الحدود، وستصبح في الحالة الراهنة لو اجريت الانتخابات للمجلس الوطني عبارة تقاسم للهيمنة وشراسة اكبر على النفوذ، دون التزام ودون اهتمام لمعاناة المواطنين كما خبرناهم، فقد ضربوا بعرض الحائط كل شيء وهما الآن خارج الوعي بالمخاطر التي صنعوها ... الحل بسيط يعلنوا التزامهم بأوسلوا وقوانينه وانتخاباته أو يعلنوا انهاء اوسلو وما سيترتب عليه لنبدأ على رؤية صحيحة ...
نحتاج لتيار واسع اكبر من الحزبين يمكن فرض الاصلاحات حينها بعد أن يثبت هذا التيار وزنه في الساحة بإحدى طريقتين إما الحراك الشعبي القادر على فرض هذا التيار رؤيته، ويقف خلفه الناس بقوة والطريقة الثانية أن يحصل هذا التيار على مقاعد وازنة في التشريعي .
انتخابات منفردة للمجلس الوطني دون إنهاء الانقسام هو خيال أو سراب لن يكون، وعدم معرفة التفاصيل والحالة المعقدة في فلسطين سيوصلونا لإنقسام اكبر.
لن يكون إلا حلا ثوريا اذا أردنا حلا دون موافقتهم وخضوعهم لانتخابات تشريعية ورئاسية أعني فتح وحماس، ولكنه حل صحيح وثمنه كبير ومن يريد التغيير يقبل بالثمن.
وجهة نظري اوضحتها لست مع خطوات لن تحدث في الواقع ولذلك لن اكون مع المؤسسين أو الموقعين .. أما الموافقات الدارجة في كل البيانات دون قناعة ومجاملة لن تفيد
مع كل الاحترام لأي مبادرة للخروج من محنتنا وهذا لا يمنع أن نتحدث عن المطلب نناقشه ونبحث عن أي أمل ولكن بالطريقة الصحيحة الناتجة من فهم الواقع، لكي لا يضيع الوقت دون فائدة، وعلى شعبنا أن يشمر عن سواعده للخروج وتغيير الواقع وفرض ما يريد بإرادته جماهيره .. هي ليست امنيات التغيير بل هذا هو الواقع الذي يهرب منه الجميع ويتصدى لما يفرضه عباس وحماس على الواقع الفلسطيني لمصالح حزبية تابعة لتحالفات ليس هدفها شعبنا وقضيتنا للأسف، و يمنعون كل شيء بالحديد واانار.
لا تٌدخٍلوا المجلس الوطني في آتون التخريب القائم لكل شيء وفي الصراع على التمثيل والسلطة وتفجيرالمجلس الوطني اذا تمت الانتخابات دون انهاء الانقسام وبعدها اجراء الانتخابات في وجبة واحدة وإلا سيتشرذم الوطني وقد نصل لمجلس منقسم كما وصلنا بالانقسام في الجغرافيا والادارة وشطبنا التشريعي سابقا، وعندها لن يتبقى أي مؤسسة تمثيلية للفلسطينيين، وبعدها بسطوا عالشارع نشم الهوا أو نبيع خردة...
المجلس الوطني هو المنظمة والمنظمة تحتاج تطوير وتفعيل وليس ادخالها في الصراع على السلطة والقرار الفلسطيني.
النهوض يحتاج أحد طريقين
١- اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وبعدها الوطني أو في وجبة واحدة ، ومن ثم تطوير المنظمة اذا بقينا تحت سقف وقوانين أوسلو، أو إنهوا كل ما ترتب على أوسلو وأجروا أي انتخابات تريدون وبقوانين مناسبة للحالة الجديدة.
٢- أو الشعب يقوم بأخذ قراره بالنزول للشوارع لفرض ما يريد واجبار حماس وعباس على انهاء الانقسام واجراء الانتخابات، أما أي تشبيص آخر هو وصفة في سياق الهلاك وتدمير كل شيء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت