أبو طه: الجهاد الإسلامي وضعت قوانين جديدة في التعامل مع الاحتلال

الدكتور أنور أبو طه

قال الدكتور أنور أبو طه، عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن "انتصار الأسير هشام أبو هواش، حلقة في سلسلة نضالات وانتصارات الحركة الأسيرة منذ بدء النكبة الفلسطينية"، مؤكدا أن "الاعتقال الإداري وفق القانون الدولي والأخلاقي، اعتداء صارخ وفاضح على كرامة وحق الإنسان بدون تهمة"، ومشددا على "أن حركة الجهاد الإسلامي بقيادة الأمين العام زياد النخالة وضعت قوانين جديدة في التعامل مع الاحتلال."

جاء ذلك في لقاء مع الدكتور أبو طه عبر برنامج "المدار" الذي بثته قناة فلسطين اليوم الفضائية يوم الخميس 6/1.

وأضاف د. أبو طه: "ألم الحركة الأسيرة شاخص على الدوام أمام التفاعل مع الأسرى من عموم الشعب الفلسطيني، وهشام حقق الوحدة حول قضية الأسرى".

وتابع بالقول: "الاعتقال الإداري وفق القانون الدولي والإنساني والأخلاقي هو اعتداء صارخ وفاضح على كرامة وحق الإنسان بدون تهمة، وحركة الجهاد الإسلامي بقيادة القائد زياد النخالة وضعت قوانين جديدة مع الاحتلال، حيث لم يعد العدو طليق اليد في مهاجمة المجاهدين والعبث بأمن قطاع غزة، وبات الاحتلال يحسب حساب أي خطوة أو اعتداء أو اغتيال لأي مجاهد".

وأوضح د. أبو طه أن الأسير هشام أبو هواش، هو أحد قادة الجهاد الإسلامي والحركة الاسيرة، لافتا إلى أن أبو هواش وأمثاله هم ضمير الشعب الفلسطيني وبوصلته التي لا تغيب ولا تنحني ولا تتنازل عن الحق الفلسطيني ولا تمارس الفهلوة السياسية.

وأشار إلى أن " تكوين أفراد الجهاد وعناصرها هو تكوين ذو طابع استشهادي بطولي للدفاع عن حقوقهم"، مذكرا بما قاله القائد النخالة بعد معركة سيف القدس بأن أي عملية اغتيال لقائد أو عنصر في الجهاد الإسلامي يستوجب الرد المباشر باستهداف مدن ومستوطنات الاحتلال بما فيها تل أبيب.

وقال د. أبو طه: كان أمام الاحتلال خياران، إما أن يذهب للتصعيد في حال استشهاد أبو هواش، أو أن يرضخ لمطالب الأسير، والاحتلال في مأزق إقليمي، ولا يريد الذهاب لمواجهة المقاومة خشية من العواقب، خاصة بعد معركة سيف القدس، وهو يعلم جيداً أن أي جولة مستقبلية لن تكون كسابقاتها ولا يعرف حدودها، وهل سيكون لها امتدادات إقليمية.. الاحتلال يحاول رسم حدود إقليمية لإيران ولا يريد أن يفجر الأراضي الفلسطينية، فرضخ نتيجة إصرار هشام أبو هواش وموقف حركة الجهاد وأمينها العام والالتفاف الجماهيري وموقف قوى وفصائل المقاومة في غزة".

 

لقاء عباس غانتس

 وبيّن د. أبو طه أن الحكومة الإسرائيلية الحالية حكومة هشة وليس في برنامجها السياسي أي توجه نحو السلام مع السلطة، مضيفا بالقول: لابيد قال بعد لقاء عباس غانتس لا توجد عملية سلام، لأول مرة تقفل عملية السلام لأن الإسرائيليين لديهم أهداف لتصفية القضية الفلسطينية وطي هذه القضية بالذهاب لاتفاق أبراهام والتفرغ للتهديد الإيراني".

واستطرد قائلا: لقاء غانتس عباس كان له معارضون في الحكومة الإسرائيلية، لكن بينت ولابيد حاولا طمأنة القوى المشاركة في الحكومة أن هذا اللقاء ضرورة أمنية وليس محادثات سياسية ، لقاء عباس وغانتس محاولة  للالتفاف على الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت تتأجج في القدس والضفة وباب العمود ونابلس ورام الله، وعلى أكثر من 30 نقطة اشتباك قرب الحواجز.. مهاجمة المستوطنين في برقة وبيتا وهذه الاحتكاكات أصبحت تؤجج الغضب، وهي فاتحة انتفاضة جديدة".

ولفت د. أبو طه إلى أن السلطة الفلسطينية في مأزق، وأن الرهان على أوسلو باء بالفشل، وأن فكرة حل الدولتين لم تعد مطروحة عند الإسرائيليين والأمريكيين، بينما يعيش النظام الرسمي الفلسطيني على الأوهام.كما قال

 

المصالحة فشلت

د. أبو طه، أكد خلال المقابلة أن المصالحة الفلسطينية موضوع فشل وانتهى، وأن كل ما يدور حولها هو لغو سياسي لا أكثر ولا أقل، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر في كل الخطاب السياسي الفلسطيني.

وقال: إعادة المشروع الوطني الفلسطيني والحديث عن المصالة وبناء م.ت.ف، كل هذا الخطاب استهلاكي لم يثمر شيئا، ما يتهدد الشعب الفلسطيني وقضيتنا أكبر من هذا الاحتراب والنزاع الداخلي، بينما المشروع الصهيوني يعمل اليوم على إنهاء القضية الفلسطينية بإهمالها والتحالف مع الأنظمة العربية".

ودعا د. أبو طه الحركة الوطنية لدراسة القضية الفلسطينية وما آلت اليه في ضوء إنجازات المقاومة وفشل مشاريع التسوية، والذهاب إلى مؤتمر وطني جامع يعيد التأسيس للمشروع الوطني على قاعدة تحرير الأرض الفلسطينية لا قاعدة مكتسبات سياسية وإقامة سلطة تحت الاحتلال".

وردا على سؤال حول دور السلطة الفلسطينية في قضية الأسير هشام أبو هواش، قال د. أبو طه: السلطة الفلسطينية لم يكن لها دور بارز في قضية الأسير هشام أبو هواش وكان لها موقف سياسي أعلنت عنه وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، السلطة تدير الظهر للحركة الأسيرة منذ اتفاق أوسلو"، مشددا على أهمية أن تكون الحركة الأسيرة جزء من الجغرافية الفلسطينية السياسية.كما قال

وبيّن أن تحرير فلسطين وقضية الأسرى وجهان لعملة واحدة، مؤكدا ضرورة العمل على تحرير الأسرى وفي المقابل العمل على حضورهم في القرارات الفلسطينية كونهم قادة المقاومة.

وأشار د. أبو طه إلى أن الاعتقال الإداري من أهم الملفات على أجندة المقاومة، إلى جانب الاعتداء على المعتقلين، موضحا أن قضية الأسرى حساسة وترمز إلى المعاناة الدائمة على المستوى الفردي والمستوى الجماعي.

وجدد التأكيد على "أهمية التحرك عربيا وإسلاميا لنصرة القضية الفلسطينية ، كون فلسطين رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، وإسرائيل رأس المشروع الغربي لسلب المنطقة وتطويعها ونهب ثرواتها وإعادة تشكيلها وفق معتقدات العدو."

وتابع بالقول:" جزء من النظام العربي يحاول التخلص من عبء القضية الفلسطينية تحت دعاوى أن هناك مشكلة إنسانية يجب حلها، بدأوا بالأرض مقابل السلام والأمن مقابل السلام والسلام مقابل السلام حتى وصلنا للغذاء مقابل السلام، البعض يحاول ألا يجعل من القضية الفلسطينية مصدر إزعاج له على المستوى الإقليمي".

وأكد د. أبو طه أن "هناك خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية ما لم يحدث اشتباك مع المحتل الإسرائيلي."

وزاد بالقول:" نعمل على مراكمة القوة وفي نفس اللحظة إدامة الاشتباك حتى يبقى الفلسطيني مصدر تهديد لوجود الاحتلال، ولا يعتقد أن القضية أصبحت مختصرة في الطعام والشراب، بل هي قضية وطنية كفاحية".

وأوضح د. أبو طه أن ما يهم أمريكا وإسرائيل الآن هو تصفية القضية الفلسطينية وحصار جبهة المقاومة وقواها وإشغالها بمشاكل داخلية وإضعاف المنطقة العربية خدمة للمشروع الصهيوني والأمريكي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بيروت