النقب نقبنا

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  •  د. خال معالي

تتسارع الاحداث في النقب المحتل جنوب فلسطين المحتلة، فالاحتلال اعلن عن تحريش قرية عرب الاطرش، وراح يطبق مخطط التهجير، الا ان وعي وارتباط اهالب النقب من بدو وغيرهم غير المعادلة هذه المرة.

استخدم الاحتلال اسلوب التحريش قديما لطرد الفلسطينيين، ومن ثم يعلن المنطقة محمية طبيعية، ومن ثم يقيم مستوطنة ويهجر الفلسطينيين، وهو ما تنبه له عرب وبدو النقب الفلسطينيين، الذي سبق وسرق الاحتلال غالبية اراضيهم تحت هذه الحجة والاسلوب الماكر، بل ان بعضهم هجر وطرد خارج فلسطين، لمصر والاردن.

لا يتوانى الاحتلال عن استخدام أي طريقة واي اسلوب لطرد الفلسطينيين، من ارضيهم سواء في الضفة الغربية، او الاراضي المحتلة عام 48، او النقب المحتل، فجل هم وفكر الاحتلال هو زيادة عدد المستوطنين، وطرد الفلسطينيين، في مخالفة واضحة للقانون الدولي الانساني الذي يعتبر التهجير والطرد والاستيطان جريمة حرب.

وقفة بدو النقب والدفاع عن اراضيهم هو امر عادي جدا، لكن ما يقوم به الاحتلال هو اعتداءات وممارسات قمعية مخالفة للقانون الدولي، ولا يصح ترك النقب وحده يقاوم ممارسات الاحتلال واساليبه من طرد وتهجير، بل ان تواجه ممارسات الاحتلال بتحد من قبل الكل الفلسطيني والعربي والاسلامي، لكن للاسف الاكثر يتفرج دون أي حراك، ولا حتى بيانات الشجب والاستنكار والتي باتت شحيحة.

سينتصر اهالي النقب، فالنقب نقبنا، وليس للاحتلال، والاحتلال هو طارىء وعابر ودخيل، والمقبرة في قرية عرب الاطرش، في النقب عمرها 400 سنة يعني اكثر من عمر الاحتلال بمرات عديدة.

صور اعتقال الاطفال وملاحقة الفتيات والنساء والاعتقالات في صفوف بدو النقب، لن تفت من عضد مقاومة النقب لمخطط التحريش والتهجير، بل شهد حملة تضامن واسعة، وتمتد وتكبر، فما عاد الفلسطيني يقبل او تنطلي عليه اساليب التهجير والطرد الماكرة، فقد خبرها وعرفها مع طول مدة الاحتلال الغاشم.

الاحتقان والغضب المتراكم لدى 15 مليون فلسطيني، ومعهم 400 مليون عربي، و1700 مليون مسلم، سيتترجم قريبا بانهاء الاحتلال وكنسه الى مزابل التاريخ، فالزمن بعد سيف القدس، ليس كقبله، فبالنسبة للاحتلال، يعني قرب زواله، والا كيف نفسر انه ولاول مرة يتم تهديد الاحتلال بقصف عاصمته وينفذ التهديد بالتوقيت والزمان المعلن عليه، لا يفهم هذا غير ان هيبة وقوة الاحتلال ما عادت كالسابق، ونفذ زمانه ووقته واساليبه وما عاد الردع له، بل للمقاومة وكل من يؤيدها.

في لحظة غفلة من التاريخ، وضعف عربي واسلامي استطاع الغرب ان يزرع ما يسمى ب"اسرائيل" في قلب العالم العربي والاسلامي، لكن هذه الزراعة ليست اصلية بل غريبة وطارئة وغير متجذرة والجسد لم يقبلها، وعمر وستوات الاحتلال لا تقاس بطولها او قصرها، بل تقاس بشموليتها من ناحية ان طور الطفولة والشباب للاحتلال قد انتهى، وحان طور الشيخوخة والتراجع، ولاحقا الانهيار التام وعودة كل مستوطن لدولته التي اتى منها: "ويسالونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت