حذر خبراء ومختصون في العلوم السياسية من مخاطر مشروع الابراهيمية علي المنطقة العربية وليس فقط علي القضية الفلسطينية وانها محاولة لتجاوز الحلول السياسية التى تضمن حقوق الشعب الفلسطيني باستبدالها بحالة من الدمج السياسي والروحي لإسرائيل في المنطقة العربية وخلق شرق اوسط جديد تهيمن فيه اسرائيل والامبريالية العالمية علي المنطقة باكملها
جاء ذلك في تدوة فكرية وسياسية نظمها المركز الفلسطيني للحوار الثقافي والتنمية السياسية في مقرة بغزة وعبر تطبيق الزوم بعنوان ( فلسطين والشرق الأوسط في ضوء مشروع الديانة الإبراهيمية (الآفاق والتداعيات )، وذلك بحضور ومشاركة الدكتورة هبة جمال الدين الأستاذ بالمعهد القومي للتخطيط عضو المركز التخطيط القومي المصري، والدكتور وليد سالم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، ونخبة من الأكاديميين والباحثين والسياسيين العرب والفلسطينيين.
من جهته ، أوضح الدكتور منصور أبو كريم ، مسير الورشة ، أن تنظيم هذه الندوة يأتي تجسيدا لأهداف المركز الفلسطيني لتعزيز الوعي الوطني بالقضايا والمشاريع المطروحة على الساحة الدولية والإقليمية.
بدوره، أكد الدكتور وجيه أبو ظريفة مدير المركز الفلسطيني للحوار الثقافي على أهمية عقد هذه الورشة لبحث مخاطر الترويج لفكرة الديانة الإبراهيمية التي تستهدف خلق شرق أوسط جديد وفق الرؤية الأمريكية والإسرائيلية عبر إدماج إسرائيل في المنطقة من خلال مثل هذه المشاريع.
أما الدكتورة هبة جمال الدين ، فتطرقت في مداخلتها عن بعد التي حملت عنوان المشترك الديني والدبلوماسية الروحية، كم عرضت مخطط مشروع نشر ما يعرف بالديانة الإبراهيمية في الشرق الأوسط.
وأضافت جمال الدين “أنها مشروع متكامل الأركان يهدف إلى إحداث تغيرات جذرية على المستوي الفكري والسياسي والديني، مؤكدة أن المشروع يهدف إلى جعل الدين نافذة للحل والسلام العالمي، وليس مصدر لاستمرار الصراع، من خلال توفير نسق ديني يعمل على التعايش وتقبل الآخر.
وقالت:” إن المشروع يعمل على الاستفادة من بعض رجال الدين والصوفية العالمية ومؤسسات المجتمع المدني لنشر أفكاره، كما أوضحت دور الولايات المتحدة الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية في نشر مثل هذه الأفكار”.
وأظهرت الدكتورة هبة مسار الحج الإبراهيمي الذي يراد من خلاله تعميم مشروع الديانة الإبراهيمية التي يراد بها الجمع بين تعليم اليهودية والمسيحية والإسلام في مكون ديني واحد يهدف إلى تعزيز السلام العالمي والمشترك الديني، بهدف خلق شرق أوسط جديد.
وقالت :” إن هدف هذا المشروع هو تصفية القضية الفلسطينية، لان المشروع يهدف إلى تغير مفاهيم الصراع القائمة بمفاهيم أخرى لا ترى في الأرض مصدر للصراع، بهدف خلق أمة جديدة بذاكرة ثقافية مشتركة بين أتباع الديانات الثلاث، مع إعادة تعريف الصراع باعتباره ليس صراع على الأرض بل صراع داخل أسرة سدينا إبراهيم يمكن حله بسهوله”.
أما الدكتور وليد سالم في خلال مداخلته التي تناولت تأثير مشروع الديانة الإبراهيمية على القضية الفلسطينية، فقد أكد أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز فصل القدس وغزة والضفة الغربية عن بعضهم البعض.
وأشار إلى أن هذا المشروع هو محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية بعد فشل السلام السياسي والتطبيع الثقافي في تجاوز القضية الفلسطينية.
وبين سالم أن مشروع الديانة الإبراهيمية هو حلقة جديدة من حلقات التسوية القائمة على الرؤية الإسرائيلية، التي بدأت مع انطلاق المفاوضات متعددة الأطراف التي كان يراد منها دمج إسرائيل في البيئة الإقليمية من خلال اتفاقيات التعاون التجارية والثقافية والبيئية.
وأضح أن المشروع يهدف إلى تحقيق النصر الكامل على الفلسطينيين من خلال فك كامل للارتباط بين الدول العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية وهو ما ظهر من خلال ما يعرف باتفاقيات السلام المجانية التي تم التوقيع عليها بين إسرائيل وبعض دول الخليج. وأكد أن المشروع يهدف إلى إنشاء تكتل جديد ونوعي بين بعض الدول العربية وإسرائيلي كدولة استعمارية عنصرية.
وخلال الحوار والنقاش الذي دار أكد الأستاذ توفيق أبو شومر الكاتب الصحفي أن هذا المشروع يهدف إلى السيطرة على العقل العربي والإسلامي كما تم السيطرة على العقل الغربي والمسيحي من خلال المسيحية الإنجليكية التي أصبحت متحالفة مع المشروع الصهيوني العالمي.
كما أكد الدكتور عماد أبو رحمة على خطورة المشروع وأكد على انه مشروع سياسي يهدف إلى تصفية ما تبقي من القضية الفلسطينية من خلال النسق الديني المراد تعميمه، بينما أكد المهندس عماد الفالوجي أن المشروع يهدف إلى منح إسرائيل والمشروع الاستيطاني في القدس والضفة الغربية على المشروعية الأخلاقية والدينية بإزالة الحدود والأفكار التي تدعوا لمواجهة إسرائيل على أساس ديني.
وفي نهاية الندوة طرح بعض الحضور بعض التساؤلات، تمت الإجابة عليها من قبل المتحدثين وقدمت توصيات على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبناء إستراتيجية وطنية لمواجهة مثل هذه المشاريع التي يراد من خلال تصفية القضية الفلسطينية عبر إحداث تغيير جوهري ونوعي في المفاهيم الدينية والسياسية التي ترى في إسرائيل كدولة احتلال وفصل عنصري لصالح تعميم فكرة التعايش والسلام معها بدون التخلي عن الأراضي العربية المحتلة.