صفعة "بينت" القاتلة

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  •  د. خالد معالي

طوى "نفتالي بينت" صفحة "اوسلو" "كطي السجل للكتب"؛ بتصريحاته الاخيرة، ووجه صفعة قاتلة لمن كان يعول على المفاوضات والدور الامريكي النزيه لحل القضية الفلسطينية، ولا غرابة في ذلك، فكما يقول المثل العربي العامي: القوي عايب.

كيف سيكون حال "نفتالي بينت" بعد تصريحاته الاخيرة  من ناحية جمهور ناخبيه، وهو بيت القصيد له، سيكون في احسن حال، فالضرب دوما في الخاصرة الضعيفة وهي الضفة الغربية، لتحقيق مكاسب انتخابية وتشكيل رأي عام يوجهه " بينت" كما اراد وشاء، كونه الاقوى في المعادلة، وازداد تألقا لدى جمهوره بتصريحاته، بنفيه لدولة فلسطينية.

فلسطينيا، كما هو الحال، وما باليد حيلة، وشجب واستنكار لاستبعاد "بينت" حل الدولتين، وان "اوسلو" خلف ظهره، وعمل على تأزيم الوضع الفلسطيني  لدى من كانوا يراهنون على حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية عبر المفاوضات، وافقدهم رصيد لدى جمهورهم واحرجهم، وجعلهم في وضع لا يحسدون عليه.

 هكذا اذن يريد "بينت" تعاون اقتصادي وامني دون ثمن سياسي يدفعه للفلسطينيين، ودوما يبقى الضغط على السلطة وابتزازها، كونها لا تملك أوراق قوة وضغط عليه، فالانقسام يستنزفها؛ وسيتواصل الاستيطان وضم الضفة قطعة قطعة، وإذلال الفلسطينيين على الحواجز، وحملات الاعتقال اليومية في مختلف مناطق الضفة الغربية.

 " بينت " يعلم أنه في عالم السياسة اليوم لا يعترفون بالضعيف وحقوقه؛ بل بالمصالح، وبالقوي وشروطه والتي يتبجح بها صباح مساء، بفعل الدعم الغربي والأمريكي له، فهو ثعلب ماكر يجيد فن السياسة- بمفهومه-  بخبث ومكر وكذب لا نظير له ، وفاق "نفتالي بينت" ، سيده ومعلمه "نتنياهو".

" بينت" كونه ثعلبا ماكرا؛ يستغل حالة التيه العربي والانقسام الفلسطيني الفلسطيني والفتن العربية المشتعلة لأبعد درجة؛ ولسان حاله يقول: ما دام الميدان خاليا؛ ولا توجد ضغوط حقيقية، والعرب والمسلمون يكتفون بالفرجة، ولا يتقنون غير الشجب والاستنكار، فلماذا أتوقف عن تهويد القدس والضفة واضم الاغوار ومناطق "ج" والغي "اوسلو" ودولة فلسطينية؟!

من المفارقات انه يوجد بحكومة "بينت"، وزير المالية "ليبرمان" الذي كان يتهم "نتنياهو" انه خضع لحم اس وسمح لها أن تبتزه، ويدفع لها 30 مليون دولار شهريا – خاوة- نظير عدم التصعيد، وبقائه في سلطته وعدم احراجه أمام جمهوره.

صحيح ان "بينت" لا يريد أن تكون حربا تقصف فيها (تل أبيب) من قبل حم اس كما حصل في سيف القدس عام 2021، وهو وإن كان يملك قوة أكبر بأضعاف من الفلسطينيين إلا أنه يعلم أن هناك حدودا لاستخدامها لا يمكنه القفز عنها؛ وإلا وقع في المحظور الاستراتيجي الإقليمي والعالمي.

في كل الاحوال، سيواجه"بينت" مأزقا حقيقيا على جبهة غزة، وسيواجه جبهة فلسطينية قوية وعنيدة؛ صلبها وقوامها؛ الإيمان والإرادة والأحقية بالنصر وانتزاعه من الظلمة، والضفة الغربية لا تنام على ضيم، وليتحمل نتاج سياساته الخرقاء المتعجرفة.

 برغم تصريحات "بينت"، الا انه فلسطينيا يمكن البحث عن أوراق القوة التي يمكن من خلالها الضغط عليه وإخضاعه كما أخضعته غزة وهدم من قبله شارون، 20 مستوطنة واندحر منها يجر أذيال الهزيمة والعار والشنار، فالشعب الفلسطيني يملك طاقات خلاقة وكثيرة، ان اجيد تفعليها، وهذا يبقى منوط بقيادات الشعب الفلسطيني، فهل ينجحوا هذة المرة باستثمار اللحظة التاريخية، وتفعيل الطاقات الخلاقة ودحر الاحتلال، ننتظر ونرى؟!

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت