استضافت جامعة دار الكلمة في مدينة بيت لحم، مساء الجمعة الموافق الرابع من شهر شباط حفل اشهار كتاب بعنوان "ذكريات في تقاطع الالوان" للكاتبة ناهد الزعبي – نسيب.
وافتتح الحفل الدكتور ايهاب بسيسو - نائب رئيس جامعة دار الكلمة للاتصال والعلاقات الدولية بكلمة رحب خلالها بالحضور، وأكد: "ان جامعة دار الكلمة اليوم تحتضن الناصرة من خلال اطلاق كتاب "ذكريات في تقاطع الالوان" واستضافة معرض "أبواب وشبابيك" للفنانة خزيمة حامد يوم الخميس القادم 10/2، انها رسالة الجامعة التي تحتضن الكلمة واللون والروح المبدعة، كما احتضنت بيت لحم الميلاد المقدس والكلمة والروح التي أصبحت رسالة فلسطين للعالم.
وأضاف: " الكتاب الذي بين أيدينا ينتصر للذاكرة الشخصية عبر بوابة اللون وقدرة البوح الذاتي على صناعة حياة موازية. نجدها في النصوص التي تستعيد الناصرة والطفولة، وشجرة الميلاد وصندوق العروس ودوار الساعة في يافا من قبضة الهيمنة الفولاذية للاحتلال وتواجه الحاجز العسكري والاضطهاد بالقدرة على صناعة امل ممكن رغم الالم. اليوم تقدم ناهد الزعبي بعضاً من ملامح حياة ما زالت تسكنها رغم مرور الأزمنة، لهذا نجدنا في جامعة دار الكلمة ونحن نصنع أسبوعاً ثقافياً للناصرة ونحتفي مع ناهد الزعبي وخزيمة حامد. اننا نجسد هذا التلاحم الشعبي الثقافي الذي يمثل فلسطين والذي نؤمن به في حياتنا واحلامنا اليومية، كما واننا من خلال هذه الفعالية نثمن دور الفنانة القديرة عناية الزعبي والدة الكاتبة والتي حرصت الكاتبة أن يكون حضورها متوهجاً في الذاكرة من خلال اللوحات المرافقة في الكتاب، كما نرحب بكم الحضور الكريم على وجودكم معنا في جامعة دار الكلمة".
وقد ناقش كل من الاديب والناقد الدكتور محمد هيبي، والشاعر والكاتب زاهر بولس - عضو الأمانة العامّة لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين- كرمل ٤٨، والرسام والنحات الفلسطيني عبد عابدي الكتاب مع الكتابة ناهد الزعبي – نسيب، وبعد ذلك ناقشت الكاتبة مداخلات الحضور التي تميزت بالأسئلة والاستفسارات الثرية، وقد ادارت الجلسة الاعلامية رنا ابو فرحة.
واستهل الرسام والنحات الفلسطيني عبد عابدي حفل اشهار الكتاب بكلمة قال خلالها: " في السرد النصي لوصف الحالة الفلسطينية في كتاب ناهد الزعبي، نجد مشاهد لونية في مصنف طبوغرافي لألوان الأرض وبشرة الإنسان الفلسطيني الساكن فيه بداءاً من الجاعونة شمالاً حتى ام الرشراش في أقصى الجنوب".
وذكر الاديب والناقد الدكتور محمد هيبي: "من بعض مزايا النصّ، أن يكون متملّصا لا يخضع بسهولة لقبضة القارئ، وما يزيد نصوص ناهد زعبي قدرة على التملّص، هو وقوعها في تقاطع الألوان.عتبات الكتاب ونصوصه، تكشف قدرة الكاتبة على التعامل مع الألوان وتوظيفها في نصّ أدبي، وإدراكها أنّ التعامل مع نظريّة الألوان في الرسم، لا يختلف كثيرا عنه في الأدب، قد تمتزج الألوان في الرسم والأدب، وقد تأتي فرادى، وفي الحالين، يكون لكل لون، فردا كان أو ممتزجا بغيره، دلالاته التي قد لا تخطر ببال القارئ".
كما وقال الشاعر والكاتب زاهر بولس: "إنّ مجرّد نقل ذاكرة تحمل الطابع الذاتي المرتبط حواسيًّا، من الدماغ إلى الحجر أو الورق أو حتّى اللسان، يجعل منها حقيقة، وإن كانت مزيّفة أو مزوّرة، وشتّان ما بينهما. فما بالكم حين نلتقيها بعد عصرٍ أو عصور؟!"
وأضاف: "فما دام التوثيق على أشكاله قادرًا على خلق عوالم جديدة، ففي مفاصل الصراع الوجودي يصبح هذا التوثيق، من جهة، أو فضح الزائف منه من جهة أخرى، على رأس سلّم الاولويات التعبويّة. وجزء من ساحات التصدّي للعبث بالوعي الحيّز الأدبي بفروعه، لقد بسطت الكاتبة العراقة في مخطوطات لوحاتها، فتجاوز النّص الأدبي تجريف الذاكرة، وبهذا تكمن أهميّة النصوص التوثيقيّة بأشكالها، وأهميّة تقنيّة الريشة الناعمة المستخدمة في سرديات هذا الكتاب، ضمن مشروع التصدّي الجَمْعِي، ولكن بصياغات جميلة جاذبة لا يمكن إلّا الوقوف عندها والتمعّن فيها".
واختتمت الكاتبة ناهد الزعبي – نسيب حفل اشهار الكتاب بكلمة قالت خلالها: "لكم منّي جميعا، شكرٌ
ومحبّةٌ بالوان قوس المطر..ولونِ ازرقِ ياف... ولونِ اصداف شواطئنا فبريقه رموز الذكريات… ولونِ شقائق النعمان في آذار...ولونِ سنابل البيادر في موسم الحصاد...ولونِ شجر الصنوبر..في شتاء كانون .. ولونِ اخضرار التّين والزّيتون والأمل الوفير..شكرٌ للقاءٍ كان بيننا "في تقاطُع هذه الالوان".
ومن الجدير بالذكر ان كتاب "ذكريات في تقاطع الالوان" أول اصدار للكاتبة وهي تؤمن بأن لتوثيق أحداث الماضي أهمية كبيرة في تاريخنا لكي لا ننسى!، حيث ان الكاتبة ناهد الزعبي – نسيب فلسطينية من مواليد مدينة الناصرة خريجة الجامعة العبرية في القدس- كلية الطب / قسم الصيدلة ، اشغلت عدة وظائف في هذا المجال منها: إدارة اقسام الصيدلة في عدد من مستشفيات القدس، إدارة مركز لعلاج وأبحاث الإدمان في بيت لحم، إدارة قسم للإنتاج الدوائي، وفي عدة تخصصات منها: إستشارة في الصيدلة الإكلينيكية، إستشارة في علاج الإدمان على المخدرات.