- سهيله عمر
النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين به، المتمردين على شرعه، المكذبين لرسله، وهي عذابه الذي يعذب فيه أعداءه، وسجنه الذي يسجن فيه المجرمين، وهي الخزي الأكبر والخسران العظيم، الذي لا خزي فوقه ولا خسران أعظم منه. قال تعالى: "رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192)" [آل عمران: 192] . اللهم اننا نعوذ بالله العظيم رب العرش العظيم من عذاب القبر وعذاب النار.
1. اتباع كل أناس لإمامهم:
في ختام يوم الحساب يحشر الله أهل النار إلى النار، ويطلب من كل أمة في آخر ذلك اليوم أن تتبع الإله الذي كانت تعبده، ثم إن هذه الآلهة الباطلة تتساقط في النار، ويتساقط عبادها وراءها في السعير. كما قال تعالى في فرعون: "يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98)" [هود: 98] .
2. تغيّظ النار عند رؤيتها للكفار:
الذي يقرأ النصوص من الكتاب والسّنّة التي تصف النار، يجدها مخلوقا يبصر ويتكلم ويشتكي. ففي الكتاب العزيز أن النار ترى أهلها وهم قادمون عليها من بعيد فعند ذلك تطلق الأصوات المرعبة الدالة على مدى حنقها وغيظها على هؤلاء المجرمين. قال تعالى: "إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12)" [الفرقان: 12] .
3. أبواب النار:
أخبر الحق تبارك وتعالى أن للنار سبعة أبواب، قال تعالى: "وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) "[الحجر: 43- 44] . قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: ( أي قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس يدخلونه لا محيد لهم عنه أجارنا الله منها وكل يدخل من باب بحسب عمله ويستقر في درك بحسب عمله) .
4. دركات النار:
النار متفاوتة في شدة حرها وما أعده الله من العذاب لأهلها فليست دركة واحدة. وقد قال الحق تبارك: "إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً "(145) [النساء: 145] .
5. سعة النار وبعد قعرها:
النار شاسعة، واسعة، بعيد قعرها، مترامية أطرافها. قال تعالى: "يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)" [ق: 30] .
6. خزنة النار: يقوم على النار ملائكة، خلقهم عظيم، وبأسهم شديد، لا يعصون الله الذي خلقهم، ويفعلون ما يؤمرون. قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)" [التحريم: 6] .
7. وقود النار:
الأحجار والفجرة الكفار وقود النار. قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ" [التحريم: 6] . وقال تعالى أيضا: "فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ" [البقرة: 24] . قال ابن رجب: (إن فيها خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها: سرعة الإيقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها إذا حميت).
8. شدة حرها وعظيم دخانها وشرارها:
قال الله تعالى: "وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44)" [الواقعة: 41- 44] . وقد أشارت هذه الآية إلى ما يتبرد الناس به في الدنيا من الكرب والحر وهي ثلاثة أشياء: الماء والهواء والظل. وبينت الآية أن هذه لا تغني عن أهل النار شيئا بل هي مزيد من العذاب فهواء جهنم السموم وهو الريح الحارة الشديدة وماؤها الحميم الذي قد اشتد حره وظلها اليحموم وهو قطع دخانها.
9. عظم خلق أهل النار:
يدخل أهل الجحيم النار على صورة ضخمة، هائلة، لا يقدر قدرها إلا الذي خلقهم.
10. شدة ما يكابده أهل النار من عذاب:
إن شدة النار وهولها تفقد الإنسان صوابه وتجعله يجود بكل أحبابه لينجو من النار وأنى له النجاة: "يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)" [المعارج: 11]. وهذا العذاب الهائل المتواصل يجعل حياة هؤلاء المجرمين في تنغيص دائم وألم مستمر.
11. تفاوت عذاب أهل النار:
لما كانت النار دركات بعضها أشد عذابا وهولا من بعض، كان أهلها متفاوتون في العذاب. ففي الحديث الذي يرويه مسلم وأحمد عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أهل النار: (إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته ) .
12. زفير أهل النار وشهيقهم:
أهل النار حينما يعذبون فيها، ويذوقون أصناف وألوان العذاب، يكون تنفسهم فيها شهيقا وزفيرا، زيادة في تعذيبهم وهوانهم. قال الله تعالى:"فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)" [هود: 106] .
13. تبديل الجلود التي أنضجتها النار:
إن نار الجبار تحرق جلود أهل النار، والجلد موضع الإحساس بألم الاحتراق، ولذلك فإن الله يبدل لهم جلودا أخرى غير تلك التي احترقت لتحترق من جديد، وهكذا دواليك، قال تعالى: إ"ِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (56)" [النساء: 56] .
14. الصهر وتقطيع الأمعاء:
من ألوان العذاب: صب الحميم فوق رؤوس أهل النار. والحميم: هو الماء الذي تناهى في حره، فلشدة حره تذوب وتنصهر أمعاؤهم، وما حوته بطونهم. قال تعالى: "فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)" [الحج: 19- 20] . وقال تعالى: "وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ" [محمد: 15] .
15. اللفح:
أكرم ما في الإنسان وجهه، ولذلك نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه. ومن إهانة الله لأهل النار أنهم يسحبون في النار ويكبون على وجوههم. قال تعالى: "يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)" [القمر: 48] . وقال تعالى: "وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"" (90) [النمل: 90] وتلفح النار وجوههم فتشويها. قال تعالى: "وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (104)" [المؤمنون: 103- 104] حال سحبهم في النار أنهم مقيدون بالقيود والأغلال والسلاسل. قال تعالى:"فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71)" [غافر: 70- 71] . قال قتادة: (يسحبون مرة في النار وفي الحميم مرة) . وقال تعالى: "يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)" [القمر: 48] .
16. تسويد الوجوه:
يسود الله في الدار الآخرة وجوه أهل النار. قال تعالى: "يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)" [آل عمران: 106] وهو سواد شديد كأنما حلت ظلمة الليل في وجوههم. قال تعالى: "وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (27)" [يونس: 22] . قال تعالى: "وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)" [عبس: 42] .
17. إحاطة النار بالكفار:
لما كانت الخطايا والذنوب تحيط بالكافر إحاطة السوار بالمعصم، فإن الجزاء من جنس العمل، ولذا فإن النار تحيط بالكفار من كل جهة. كما قال تعالى:"وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ" [التوبة: 49] . إن النار تحيط بالكافرين من كل اتجاه، فلا أمل في مهرب ومخرج وعند ما يريد بعضهم الخروج ويأخذون ببعض الأسباب لذلك تعيدهم الملائكة إلى النار وتوبخهم. قال تعالى: "كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ" [السجدة: 20] . فالذين أحاطت بهم ذنوبهم ومعاصيهم فلم تبق لهم حسنة فمأواهم النار خالدين فيها. كما قال الله تعالى في الرد على اليهود الذين قالوا: "لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَة".ً قال الله تعالى: "بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (81)" [البقرة: 81]
18. اطلاع النار على الأفئدة:
إن النار تدخل في أجساد أهلها حتى تصل إلى أعمق شيء فيهم وهي الأفئدة. قال تعالى: "نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)" [الهمزة:6- 7] قال ثابت البناني عندما قرأ هذا الآية قال: (تحرقهم النار إلى الأفئدة وهم أحياء) .
19. اندلاق الأمعاء في النار: في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالرّجل يوم القيامة فيلقى في النّار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرّحى. فيجتمع إليه أهل النّار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه) .
20. قيود أهل النار وأغلالهم وسلاسلهم ومطارقهم:
أعد الله لأهل النار في سلاسلا وأغلالا وقيودا ومطارقا. قال تعالى: "إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً (4)" [الإنسان: 4] .
والأغلال توضع في الأعناق: قال تعالى:""وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ" [سبأ: 33] والسلاسل نوع آخر من ألوان العذاب التي يسلكون فيها كما تسلك حبات الخرز في الخيط.
قال تعالى: "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32)" [الحاقة: 30- 32] .
وقال تعالى: "إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً (12)" [المزمل: 12] . والأنكال القيود سميت أنكالا لأن الله يعذبهم وينكل بهم بها. وأعد الله لأهل النار مقامع من حديد وهي المطارق التي تهوي على المجرمين، وهم يحاولون الخروج من النار فيعادون مرة أخرى إلى سواء الجحيم.
قال تعالى: "وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22)" [الحج: 21- 22] . طعام أهل النار الضريع والزقوم وشرابهم الحميم والغسلين والغساق. قال تعالى:"ما لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)" [الغاشية: 6- 7] .
الضريع: قال ابن كثير عن مجاهد: (نبات يقال له: الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم) . وقال قتادة: (من شر الطعام وأبشعه وأخبثه) وقال تعالى: "لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)" [الواقعة: 52- 56] .
شجرة الزقوم شجرة خبيثة جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها. وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر ولذلك شبهه في آية أخرى برؤوس الشياطين. ومع خبث هذه الشجرة إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفرّا من الأكل منها حتى تمتلئ بطونهم فإذا امتلأت أخذت تغلي في أجوافهم كغلي الزيت. فإذا بلغت بهم الحال مبلغا اندفعوا إلى الحميم وهو الماء الشديد الحر الذي تناهى في حره فشربوا منه وعند ذلك يقطّع الحميم أمعاءهم. قال تعالى: "وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ." [محمد: 15] .
وقال تعالى: "وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ (37)" [الحاقة: 36- 37] . قال ابن عباس رضي الله عنهما الغسلين: الدم، والماء يسيل من لحومهم.
وقال علي بن أبي طلحة: الغسلين: صديد أهل النار. قال تعالى: "لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) " [النبأ: 24- 25] . قال الربيع بن أنس: (فأما الحميم: فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموه.
والغساق: هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم فهو بارد لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه) وأما لباس أهل النار فقال الله تعالى: "فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ" [الحج: 19] .
وقال تعالى: "سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)" [إبراهيم: 50] . السرابيل هي الثياب جمع سربال، والقطران هو شيء اسود منتن يُطلي به الابل الجَرْبَي؛ فيصير كالقميص عليهم، وهي مادّه شديدة الاشتعال. والمعني ان هؤلاء المجرمين يرتدون ثيابا من قَطِران شديد الاشتعال. ...
وكان يقول ابن عباس رضي الله عنهما: القطران هو النحاس المذاب. «..اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ..».
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت