عندما تتحول المشاركة المجتمعية إلى ديكور

بقلم: نعمان فيصل

نعمان فيصل
  •  بقلم/ نعمان فيصل

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: ما دواعي فتور المشاركة المجتمعية في الشأن الفلسطيني؟
 ربما كان ذلك عائداً إلى ردة فعل وسمة من سمات المجتمع الفلسطيني الذي يعاني تشويهاً لإرادته يبلغ حد الشعور بالاغتراب أمام أوضاع تغلب عليها ضحالة القيم وهشاشة المؤسسات، وتفشي داء اللامبالاة، وفي تقديري أن القيام بدور حقيقي في استرداد عملية الفعل الاجتماعي أمر بعيد المنال، ويتطلب جهوداً مجتمعية واعية ومتواصلة، ويحتاج إلى توحيد الوجهات مع الاعتراف بالتعددية وديمقراطية المشاركة، وتأصيل هذه المشاركة وتعميق سلوكياتها دون أن تتحول إلى هامش ديكوري مفرغ من المضامين والأهداف.
وجِدَ تسجيل لأهل أثينا يقول: سنناضل إلى الأبد من أجل المُثل والأفكار المقدسة للمدينة، سنعمل على نقل هذه المدينة نحو الأفضل، وأكثر جمالاً مما كانت عند انتقالها إلينا،
 وفي محاولة متأخرة تمكن "إدوارد غيبسون" من تشخيص أسباب عدم استمرار مواطني أثينا على ولائهم لتلك المبادئ والأهداف النبيلة، بقوله: (وأخيراً، أرادوا الأمن أكثر من الحرية، أرادوا حياة مريحة، فخسروها جميعاً: الأمن، الحياة المريحة، الحرية، لأنهم امتنعوا عن العطاء لمجتمعهم، وطالبوه بمزيد من العطاء، ورغبوا أكثر من أي شيء بالحرية، ولكن حرية التحرر من المسؤولية، وعندئذ توقفوا عن أن يكونوا أحراراً !!

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت