أعلن الديوان الملكي المغربي في بيان، الليلة، وفاة الطفل ريان على إثر الحادث الذي تعرض له بعد سقوطه في البئر.
وقال البيان، إنه "على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، أجرى الملك محمد السادس، اتصالاً هاتفياً مع خالد أورام، ووسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر"، وذلك بعد لحظات من إخراجه من طرف فرق الإسعاف من النفق الذي استغرق تشييده أربعة أيام للوصول إليه.
وعثرت فرق الإنقاذ المغربية، مساء السبت، على الطفل ريان الذي كان عالقًا داخل بئر منذ الثلاثاء الماضي في شفشاون شمال المغرب، جثة هامدة.
وجرى إخراجه وسط تكبيرات جمهور من المواطنين الذين ظلوا محتشدين حول مكان الحادث، ودعوات “لا إله إلا الله ريان حبيب الله”، في أجواء جنائزية رهيبة تحت أضواء كاشفة.
وكانت قناة "الجزيرة" الفضائية، ذكرت أن طواقم طبية وصلت إلى المكان، ودخلت إلى داخل النفق، لاستلام الطفل من قبل فرق الإنقاذ.
وأشار مراسل القناة، إلى أن والدي الطفل وصلا إلى المكان قبل دقائق من إخراجه، وتوجها مع الفريق الطبي إلى داخل النفق عند وصول فريق الإنقاذ إليه.
وجرت عملية إخراج الطفل من البئر وسط تغطية إعلامية محلية وعربية ودولية، وترقب واهتمام في شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من مختلف أنحاء العالم.
وبُذلت جهود مضنية منذ الثلاثاء للتمكن من إخراج ريان حيًا.
وعملت فرق الإنقاذ على تزويد الطفل ريان بالماء والأوكسيجين خلال الأيام الأخيرة، لكنها لم تتأكد من أنه استعملهما، حسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وكان اعتقاد ساد الجمعة بأن العملية اقتربت من نهايتها، لكن العمل تباطأ ولجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي طوال الليلة الماضية بسبب مخاوف من انهيار للتربة وبعدما واجهت فرق الإنقاذ صخرة، حيث تخلصت منها فرق الوقاية المدنية بعد ثلاث ساعات مستعينة بأدوات كهربائية صغيرة، لتفادي إحداث شقوق قد تؤدي إلى انهيار كل شيء حوالي البئر.
وسعت الفرق الى تأمين فتحة أفقية تمتد على ثلاثة أمتار تقريبًا أملاً بالنفاذ منها لاخراج الطفل، حسب السلطات المحلية، بعد دراسة تقنية لمهندسين طوبوغرافيين وأخصائيي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر بهدف تأمين جنبات الفتحة.
وكان الطفل البالغ خمس سنوات سقط عرضًا بعيد ظهر الثلاثاء في هذه البئر ذات القطر الضيق والتي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وحاول متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ في البداية النزول إلى البئر لانتشال الطفل لكنّ قطرها الضيق حال دون ذلك.
وجرى التفكير أيضا في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليتم العمل على حفر نفق مواز وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.
وأثار الحادث متابعة وتعاطفًا على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب والخارج. وغرد مدونون من بلدان كثيرة مثل الجزائر والعراق واليمن وكندا والولايات المتحدة بلغات متعددة للتعبير عن رجائهم إنقاذ الطفل.
وكانت تقارير ذكرت بأن فرق الإنقاذ المغربية تمكنت ، الليلة، من إنقاذ الطفل ريان، من بئر على عمق 32 متراً بعد خمسة أيام من بقائه عالقاً، في واقعة أثارت تعاطفاً محلياً ودولياً.
وخرج الطفل ريان محملا على سيارة إسعاف، دون توضيحات من لجنة الإنقاذ ، فيما توجه والدا الطفل ريان نحو فتحة النفق لاستقباله ، قبل أن يعلن عن وفاته.
قال عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل المغربي ريان في إقليم شفشاون، عبد الهادي الثمراني في وقت سابق، "إن المسافة الفاصلة بين فرقة الإنقاذ والطفل العالق في حفرة مائية لا تتجاوز ثمانين سنتيمترا."
وحسب موقع صحيفة "هسبريس" المغربية ، كانت تسير أشغال الحفر اليدوي في الاتجاه الصحيح، وفق عناصر الإنقاذ بعين المكان، وعمل خبراء طوبوغرافيون، بمعية تقنيين جدد ملتحقين بالطاقم، على الإرشاد إلى مكان تواجد الطفل ريان بدقة كبيرة.
وتوقع مراد الجزولي المهندس بفريق إنقاد الطفل ريان: "إخراج ريان هذا اليوم"، مشيرا إلى أن "صخور ضخمة وانهيارات للتربة أبرز الصعوبات التي واجهتنا".
وأفادت قناة "الجزيرة" عن تجهيز مروحية وطاقم طبي متخصص في الإنعاش لتوفير الرعاية للطفل ريان بعد إخراجه.
وذكر موقع "هسبريس" في وقت سابق بأن فريق طبي يرأسه طبيب مختص في الإنعاش وممرضون دخل إلى داخل النفق الذي يتواجد به الطفل ريان، بعدما استطاع فريق الإنقاذ الوصول إليه، وفق ما أكدته مصادر من عين المكان.
ورابطت سيارة إسعاف بالقرب من مكان سقوط الطفل ريان الذي سقط في ثقب مائي بالقرب من منزله بمركز تمروت.
صرح رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، في تدوينة على فيسبوك، بأنه "يشعر بالأسى والحزن لخبر وفاة الطفل ريان بعد أيام من المعاناة، والأمل في الوصول إليه حيا".
وقال أخنوش: "بهذه المناسبة الحزينة، أتقدم، باسمي ونيابة عن جميع أعضاء الحكومة، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى والدي الطفل ريان".
وأكمل: "أتوجه بالشكر لجلالة الملك نصره الله على الرعاية الخاصة التي أولاها لعملية إنقاذ الطفل ريان رحمة الله عليه".
ولفت أخنوش إلى أن "مختلف المصالح، محليا ووطنيا، بذلت مجهودات استثنائية وجبارة لإنقاذ الطفل ريان رحمة الله عليه، حيث استمرت عمليات الحفر لمدة 5 أيام، وسخرت لها جميع الإمكانيات الضرورية، لكن مشيئة الله كانت أكبر من الجميع".
وأكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ضمن تصريحات صحفية، على أن السلطات المختصة ستعلن تطورات وضع الطفل ريان.
وتناقلت مواقع التواصل صور لـ "العم علي الصحراوي" وفريقه الذين قادوا عملية الحفر اليدوي الأفقي خلال عملية العثور على الطفل ريان نظراً لخبرتهم بالحفر