- رامز مصطفى
- كاتب فلسطيني
أنهى المجلس المركزي اجتماعات دورته الحادية والثلاثين في مدينة رام الله المحتلة، التي عُقدت في ظل انقسام فصائلي بين مشارك ومقاطع، ولكلٍّ أسبابه ومبرراته. مع ما صاحب تلك الاجتماعات، قبلها وخلالها ومؤكد ما بعدها، من سجالات واتهامات، لم تشهده أية دورة سابقة عقدها المجلس المركزي.
بعد صدور البيان الختامي الذي تلاه عزام الأحمد، وبما تضمنه من قرارات، لا يستطيع أحد إلاّ ويُقر بأنها جيدة. ولكن تلك القرارات متخذة في دورتي المجلس المركزي عام 2015، والمجلس الوطني عام 2018. ولم تجد أية ترجمات عملية لها بعد مضي ست سنوات، بل على العكس فقد جرى التنكر وإدارة الظهر لها، على الرغم من المطالبات المستمرة لتطبيقها، وأخرها كانت في اجتماع الأمناء العامون في أيلول 2020، وحوارات القاهرة في شباط وأذار 2021.
المخرجات التي أتت بها الاجتماعات السابقة في 2015 و 2018، وحتى الدورة الأخيرة للمجلس المركزي، لا تغيير فيها من حيث الجوهر، حيث في كل مرة كان التأكيد على مطالبة اللجنة التنفيذية تقديم تقارير دورية للمجلس المركزي حول تنفيذ القرارات التي اتخذها، وتكليفها وضع الآليات المناسبة لتنفيذ هذه القرارات وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
ما تضمنه البيان الختامي، وما سبقه من بيانات هو تكرار لمكرر من قرارات قد تمّ اتخاذها سابقاً من دون وضعها موضع الترجمة وفق آليات توصلنا لذلك. وعلى مبدأ أسمعُ قرقعةً ولا أرى طحناً.
وهذه البيانات تعيد بنا الذاكرة إلى مختار مسرحية ضيعة تشرين التي تحاكي واقعاً معاشاً على غير صعيد ومستوى، ولعلّ من أبرزها بيانات تلك الانقلابات التي شهدتها فصول المسرحية، لدرجة تطابقها تماماً، مما دفع أهل ضيعة تشرين ومن كثرة ما سمعوا ما تضمنته بيانات تلك الانقلابات، البدء في قرأتها عن ظهر قلب قبل أن يبدأ المختار بتلاوتها. وعندما راجعهم المختار أي قائد الانقلاب، قالوا نحنا حافظينها يا مختار، بمعنى روح خيّط بغير مسلة.
المشتركات بين مخرجات المركزي وضيعة تشرين واضحة. أولها، المايسترو لكليهما متشابه، من حيث النص والدور لكل من السلطة التي تغوّلت داخل المنظمة وعلى حسابها، ولمختار الضيعة الذي تغوّل على حساب ناسه وأهله. وثانيها، الحرامي في كليهما أيضاً واحد، حرامي ضيعة تشرين، سيطر على الكرم وقتل ما قتل، بعد أن أفشى المختار خطة الدفاع عن الكرم.
وحرامي الكيان ارتكب ويرتكب جرائمه وضح النهار وعلى مرأى وسمع الجميع بما فيهم السلطة وأجهزتها الأمنية التي تتفاخر بأنها تُنسق مع الاحتلال وأجهزته الأمنية. وليس أخر جرائم هذا الحرامي، جريمة اغتيال ثلاثة مقاومين من كتائب شهداء الأقصى في مدينة نابلس، وجلسات المجلس المركزي لم تنتهي بعد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت