شقيق ناصر أبو حميد : الوضع الصحي لناصر تدهور بشكل خطير .. لا يوجد أي تقدم من المؤسسات الدولية

وقفة تضامنية مع ناصر ابو حميد
  • الأسيرة القاصر نفوذ حماد تروي تفاصيل الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له خلال عملية اعتقالها واستجوابها

قال شقيق الأسير ناصر أبو حميد ، إن الوضع الصحي لناصر تدهور بشكل خطير داخل عيادة سجن الرملة وبعد حالة من المماطلة تم نقله إلى مستشفى برزلاي.

وأكد ناجي أبو حميد شقيق في مقابلة هاتفية مع (APA) أن شقيقه عانى من تدهور خطير على وضعه الصحي أول أمس ولم يتمكن من التنفس حتى بواسطة الاكسجين، وبيّن أنه تم نقله إلى قسم الباطنة في مستشفى برزلاي لإجراء عملية شفط للسوائل الموجودة على الرئتين.

وكان  شقيق الأسير ناصر أبو حميد حذر في وقت سابق من الممارسات اللاإنسانية التي يتعرض لها ناصر داخل عيادة سجن الرملة وحرمانه من العلاج اللازم لحالته الصحية، وتابع :" إن ما جرى لناصر يؤكد ما كنا نُحذر منه وما كنا نطالب به بإبقائه في المستشفى".

ويُعاني الأسير ناصر أبو حميد من مرض "سرطان في الرئتين"، وقد تعرض لأكثر من انتكاسة صحية بعد العملية التي أجراها في مستشفى برزلاي لاستئصال ورم سرطاني في الرئتين، كما واجه بعد نقله إلى عيادة السجن انهيار في جهازه المناعي، فضلًا عن تعطل رئتيه بسبب دخول جرثومة لجسمه وتعاظم الخطر على حياته في ظل إبقائه في عيادة سجن الرملة الذي يفتقر للأجهزة اللازمة للتعامل مع حالته بسرعة.

وشدد أبو حميد على أن كافة الاحتجاجات والمطالبات من العائلة والمؤسسات الحقوقية بالإفراج عن ناصر أو حتى إبقائه في مستشفى مدني بعد تدهور حالته الصحية باءت بالفشل لافتًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد المماطلة في تقديم الخدمة الصحية للأسرى المرضى حتى يواجهون خطر الموت فيقوم بتقديم العلاج الذي يسمح له بالعلاج فقط.

وقال أبو حميد إن المجتمع الدولي يغض الطرف عن قضايا كثيرة تتعلق بحقوق الفلسطينيين وليس فقط بقضية الأسرى المرضى أو قضية ناصر.
وأكد أنه حتى الآن لا يوجد أي تقدم في إحراز المؤسسات الدولية انتصارًا لناصر والأسرى المرضى فهم يُعانون الموت البطيء.

هذا وروت الأسيرة القاصر نفوذ حماد (15 عاماً) من حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، لمحامية هيئة الأسرى حنان الخطيب تفاصيل اعتقالها وما تعرضت له من تنكيل واعتداء وحشي ومعاملة مهينة خلال اقتيادها من مدرستها واستجوابها داخل أقبية الاحتلال.
وفيما يلي تفاصيل شهادة الطفلة نفوذ حماد :

وأفادت حماد بأنه "بتاريخ 8 كانون أول/ ديسمبر الماضي وحوالي الساعة التاسعة صباحاً ، كنت بالمدرسة وكنا بالحصة الأولى، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي على المدرسة، (مدرسة بنات الروضة الحديثة الثانوية) وبدأوا بتفتيش الطالبات، وأوقفوا عدة طالبات بجانب الحائط لتفتيشهن، وبعدها أمروا جميع الطالبات والمعلمات والعاملين في المدرسة بالخروج إلى الساحة، وأوقفوا الجميع على شكل طوابير، وتم فصل الطالبات اللواتي تم تفتيشهن وعندما وصل دوري بالتفتيش سألوني عن اسمي أنا وصديقتي اسمها اسراء غتيت وأجلسونا ومن ثم اقتادوني جانباً، وعندها طلبت أن ترافقني معلمة فرفضوا ذلك، وطلبت أيضا أن ترافقني أختي التي تكبرني بسنة ورفضوا أيضاً، بعدها أخذوني بجانب مكتب المديرة، وقيدوا يديّ للخلف بالأصفاد الحديدية وأحاطوني حوالي 5 جنود وكانوا يسألوني ويصرخون في وجهي ويشتموني بكلام بذيء جداً".

وتابعت "أدخلوني بعدها لأحد غرف المدرسة مع مجندتين قمن بتفتيشي وصادروا مني هاتفي وأعادوا تقييدي بالقيود الحديدية للخلف، وعصبوا عيني بكمامة وأنزلوني على درج المدرسة، وحينها طلبت مرة أخرى مرافقة أختي أو معلمتي فرفضوا ذلك، وقاموا بالصراخ في وجهي مرة أخرى وأمروني بالسكوت، وفيما بعد اقتادوني وقاموا بزجي داخل سيارة عادية وكنت محاطة بجنود الاحتلال من جميع الجهات، ويداي مقيدات للخلف ومعصوبة العينين بكمامة" .

وأكملت حماد"  تم اقتيادي فيما بعد لمركز تحقيق المسكوبية، وتم استجوابي من قبل 6 أو 7 محققين، وأحدهم كان يصرخ بوجهي ويشتمني بألفاظ نابية، وهناك محقق آخر قام بضربي على وجهي بعنف ومن شدة اللكمة اصطدم رأسي بالحائط، كما قام بركلي على خاصرتي وشد شعري، ولم يتوقف عن الصراخ في وجهي وتهديدي باحتجازي داخل الزنازين لفترة طويلة وحرماني من رؤية أهلي، ومن ثم نقلوني إلى زنزانة أخرى، وهناك قام محقق آخر برمي كرسي تجاهي، وتهديدي بهدم بيتي واعتقال والديّ".

وأردفت حماد إفادتها " نقلوني بعدها إلى قسم المعبار في "الشارون" أنا وصديقتي إسراء ولكن منعونا من الكلام، وكانت الساعة 12:30 بعد منتصف الليل تقريباً، وحوالي الساعة 2:30  بعد منتصف الليل أيقظونا ليأخذونا إلى مركز تحقيق "المسكوبية" مرة أخرى، وبقينا على هذا الحال حوالي 10 أيام متتالية، حيث لم نكن ننام سوى ساعتين، عدا عن ظروف النقل القاسية داخل ما يسمى "عربة البوسطة"، فالكراسي حديدية وباردة جداً".  
وذكرت القاصرة حماد أن" ظروف الزنازين في معبار "الشارون" صعبة للغاية، فالنافذة كبيرة ومفتوحة بشكل دائم، وقد طلبنا من السجانين إغلاقها عدة مرات فرفضوا، وأول يومين لم يحضروا لنا طعام ، وفي أحد المرات طلبنا ماء فأحضروا لنا ثلج، وكانوا يماطلون جداً بإحضار وجبات الطعام، بالإضافة إلى ذلك، البطانية التي توفرها إدارة السجن عبارة عن شرشف خفيف والفرشة جلدية ولا يوجد مخدة ورائحتهم كريهة، والزنزانة قذرة جداً ويوجد على جدرانها صراصير وحشرات، وأول يومين لم يكن هناك مياه ساخنة، وبعد حوالي 5 أيام استطاع أهلي إدخال ملابس لي ولكن السجانون تعمدوا احتجاز الأغراض لأيام أخرى قبل إدخالها لنا،  حيث كنا ننام ونستيقظ بنفس الملابس ، وأنا كنت بالزي الرسمي للمدرسة، وبعد حوالي 6 أيام استطعنا تبديل ملابسنا".

وأشارت " بعد حوالي أسبوعين تم إطلاق سراح صديقتي إسراء من المحكمة بكفالة مالية ، بقيت لوحدي بالغرفة لمدة يوم ، وبعدها أحضروا الأسيرة عبيدة الحروب، وحينها طلبت من السجانين إحضار شامبو وفرشاة أسنان،  وعندها دخلت سجانة اسمها نعمة بسجن الشارون وبدأت بضربي والصراخ في وجهي، فقلت لها بأنني لا أفهم العبرية ، وعندها انهالت علي بالضرب فسألتها عن سبب ضربها لي فأنا أطلب شامبو وفرشاة أسنان فقط  ولكنها استمرت بالضرب دون توقف، وكان هناك سجانين آخرين صرخوا في وجهي وشتموني بألفاظ بذيئة، وبعدها قيدوني ونقلوني إلى زنزانة انفرادية وبقيت فيها لمدة 4 ساعات، وفيما بعد اقتادوني لزنزانة أخرى بجانب قسم السجناء الجنائيين، ومن ثم تم استجوابي مرة أخرى بسبب المشكلة التي حصلت بيني وبين السجانة، ومكثت عدة أيام "بالشارون" وبعدها تم نقلي إلى قسم الأسيرات بمعتقل "الدامون" حيث أقبع الآن".

علماً بأن القاصر حماد لا زالت موقوفة حتى الآن ولم يصدر حكماً بحقها.

جدير ذكره بأن دولة الاحتلال تمعن بانتهاك كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حقوق الطفل، فهي ترتكب بشكل يومي انتهاكات وأساليب تعذيب ومعاملة حاطة للكرامة بحق أطفال فلسطين سواء عند اعتقالهم أو أثناء احتجازهم داخل السجون، وهذا ما يشكل وصمة عار بحق المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية التي تعجز عن توفير الحماية لأطفال فلسطين المستهدفين.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله