- المحامي علي ابوحبله
في توقيت متزامن، صعّدت جماعات المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، اعتداءاتها على أهالي حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة، في حين بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملة قمع جديدة ضدّ الأسرى، في محاولة لثنيهم عن خطواتهم النضالية. وفي مقابل ذلك، أوصلت فصائل المقاومة، عبر الوسيط المصري، رسائل تحذيرية إلى دولة الاحتلال، مفادها بأن ما تقوم به في القدس وفي السجون " عبث بالنار ستكون له تداعيات خطيرة" فقد كثّف قوات الاحتلال اعتداءاتها على حيّ الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلّة، بالتوازي مع هجمة شرسة طاولت الأسرى الفلسطينيين في سجونه وسبق ذلك عملية اغتيال ثلاثة فلسطينيين من كتائب شهداء الأقصى في نابلس ، وهو ما قوبل برسائل ساخنة من قِبَل فصائل المقاومة الفلسطينية مهددة بالتصعيد .
وفي خطوة استفزازية غير مسبوقة، قرّر عضو " الكنيست" ، المتطرّف إيتمار بن غفير، افتتاح مكتب له في " الشيخ جراح" ، مُعلِناً أنه سيبقى هناك حتى يَصدر قرار بوضع حراسة دائمة على منزله، زاعماً أن شبّاناً فلسطينيين ألقوا زجاجات حارقة على المنزل يوم السبت، ما أدّى إلى اشتعال النيران في داخله وتسبّب بأضرار كبيرة. وإسناداً لبن غفير، توافد العشرات من عناصر عصابات " شبيبة التلال " » الصهيونية من مستوطنات الضفة الغربية المحتلّة إلى حي الشيخ جراح ، حيث حاولوا اقتحام بيوت فلسطينية مهدَّدة بالإخلاء لصالح المستوطنين، فيما دعا عضو الكنيست المتطرف بن غفير المستوطنين إلى التوجُّه إلى المكان عند الساعة الرابعة مساءً، قائلاً لهم :" لا تخافوا من تهديدات حركة حماس" ، ليردّ أهالي بلدة جبل المكبر على خطوته بالدعوة إلى أداء صلاة المغرب في " الشيخ جراح" وقد ، نصب المستوطنون الطاولات والكراسي في أرض عائدة إلى عائلة سالم المُهدَّدة بيوتها بالمصادرة، ثمّ حضر بن غفير إلى المكان، ليبدأ المستوطنون اعتداءاتهم بالكراسي وغاز الفلفل على العائلة وعلى المقدسيّين المتواجدين في المنطقة، قبل أن تعتقل شرطة الاحتلال الشاب خليل سالم، وتعتدي على والدته أيضاً لدى تَوجُّهها للاطمئنان عليه خلال احتجازه في مركبة المخابرات.
وقد سرد عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، ، العديد من العوامل والأسباب التي قد تدفع إلى تفجر الأوضاع في الضفة الغربية مجددًا ،وبحسب هرئيل في تقرير تحليلي له، فإن عدم الاستقرار الداخلي للسلطة الفلسطينية، وحالة “الانفصال والتمرد” داخل مخيمات اللاجئين – كما وصفها – والاحتكاك المتزايد بين الفلسطينيين ونشطاء اليمين المتطرف في البؤر الاستيطانية، كل هذه الأسباب من الممكن أن تزيد من رفع مستوى الضغط، وتفجر الأوضاع. واعتبر أن عملية اغتيال 3 فلسطينيين، في نابلس، بمثابة حادث يذكر بأيام الانتفاضة الثانية، خاصة وأن العملية نفذت في وضح النهار ووسط مدينة نابلس، مشيرًا إلى أن الأسلحة التي كانت بحوزة عناصر الخلية تعود للجيش الإسرائيلي ويبدو أنها مسروقة من تجار الأسلحة الذين يتاجرون بتلك الأسلحة في الضفة ومدن الخط الأخضر ، وأشار إلى أن ضلوع عناصر من حركة فتح في عمليات إطلاق النار خلال السنوات الأخيرة بأنه حدث نادر جدًا، في حين يتم التعامل مع هذا الأمر في إسرائيل على أنه ظاهرة لمرة واحدة وليست كدليل على انتفاضة فتحاوية خطيرة بقيادة السلطة الفلسطينية ، وأشار هرئيل إلى أنه في المقابل، تسود حالة من الهدوء النسبي خلال الأسابيع الأخيرة، مع استمرار الجهود المصرية والقطرية لضخ الأموال وتسهيل نقل البضائع، وهو الأمر الذي يساعد على التهدئة، رغم أن الجميع يعتبر ذلك أمرًا مؤقتًا ، حكومة بينت تدفع بتوتير المنطقه وتصعد من اعتداءاتها ضد الفلسطينيين ارضاء لليمين المتطرف وكسب تأييدهم على حساب عملية السلام .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت