طفلة أسيرة مقدسية منسية

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  • د. خالد معالي

تخيل وتصور معي أن لك طفلة صغيره كلها براءة ووداعه، بعمر 15 ربيعا، يقوم احد ما بضربها على وجعها ويركلها بخاصرتها، ويشتمها باشد العبارات الهابطة والساقطة، وتصرخ وتستغيث بمعتصم، وحكام العرب، وامة العرب والاسلام ولا مغيث، ماذا ستفعل وقتها؟! هل تقف مكتوف الأيدي؟! أم تحاول ان ترد الصاع صاعين دون تردد؟!

ما سبق هو ما حصل مع الطفلة الاسيرة المقدسية نفوذ حماد من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، والتي تقول على لسانها بانه تم اقتيادها لمركز تحقيق المسكوبية، وتم استجوابها من قبل ٦ أو ٧ محققين، وأحدهم كان يصرخ بوجهها وشتمها بألفاظ نابية، ومحقق آخر قام بضربها على وجهها بعنف ومن شدة اللكمة اصطدم رأسها بالحائط، كما قام بركلها على خاصرتها وشد شعرها.

يوجد 400 مليون عربي، وقرابة 2000 مليون مسلم، لا يحركون ساكنا لطفلة اسيرة، بينما تحرك المعتصم لاجل صرخة امراة واستغاثتها التي دوت باذنه، وسير لها جيوش جرارة وحررها وفتح البلاد طولها وعرضها للحق والنور والهداية، وخلصها من الظلام.

كيف يسكت ويصمت العالم خاصة  ما يسمي نفسه بالعالم المتحضر الغربي، على تعذيب طفله، وما روته الطفلة الاسيرة نفوذ هو جزء يسير مما تعرضت له من بطش وتنكيل واهانة، الطفلة نفوذ الاسيرة المقدسية المنسية مختطفة من مدرستها منذ ٨-١٢-٢٠٢١ بدعوى محاولة طعن،  

ما تعرضت له الاسيرة الطفلة حماد  حصل ايضا اطفال وطفلات كثيرات، وهو ما حصل مع  صديقتها إسراء والتي تم التحقيق معها ل 10 أيام متواصلة في مركز تحقيق المسكوبية، مع السماح لهما بالنوم ساعتين فقط، وكانت نفوذ في زيّها المدرسيّ الذي اعتقلت فيه، بعد مماطلة الاحتلال في إدخال الملابس التي أرسلها اهلها.

 وتصور انه في فصل الشتاء حيث البرد القارص تغلق ابواب بيتك ونوافذه لكن مع الاسيرة نفوذ فان النافذة كبيرة ومفتوحة بشكل دائم في زنزانتها التي تزاحمها الصراصير فيها، وطلبت من السجانين إغلاقها عدة مرات فرفضوا، وأول يومين لم يحضروا لها طعام ، وفي أحد المرات طلبت ماء فأحضروا لنا ثلج، وسط سخرية السجان.

يا لعجزنا وقلة حيلتنا! في سجون الاحتلال توجد قصص وحكايات مأساوية، لالاف الاسرى وعشرات الاسيرات من اطفال وطفلات، وامهات وطالبات،  فهناك من قضى وما زال بالسجن لاكثر من 42 عاما متواصلة، الم يحن الوقت لتخليصهم جميعا، ام نبقى مكتوف الايدي، ننتظر التحولات الاقليمية والدولية؟!

عذابات الاسرى هي من اجل الكرامة والحرية والتطور والازدهار ورفض الظلم المتمثل بالاحتلال، والعيش كبقية الشعوب بدولة وحرية، وان كان هناك امل للاسرى فهو هناك في غزة، حيث منتظر عقد صفقة وفاء الاحرار الثانية، فما دام هناك نفس مقاوم ومخلص وشريف، فلن يخبو الامل، وستشرق شمس الحرية غصبا عن المحتل الغاصب بعون الله.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت