أعلنت الرئاسة الفرنسية ، يوم الأحد، أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيجري محادثات "خلال الساعات المقبلة" مع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة الأوكرانية، في أعقاب مكالمة هاتفية بين ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأفاد قصر الإليزيه بأن الرئيس الفرنسي قد يجري محادثات أيضًا مع رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والإيطالي ماريو دراغي وكذلك مع "شركاء مقربين آخرين".
ويأتي ذلك بعدما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيسين الفرنسي والروسي اتّفقا على "تكثيف الجهود الدبلوماسية" في الملف الأوكراني.
على الصعيد الميداني، أفادت شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، بأن الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية بأن القوات الروسية "تلقت أوامر بالمضي في غزو أوكرانيا".
وأضافت أن "القادة على الأرض يضعون خططا محددة" للغزو المزعوم.
كما نقلت "سي إن إن" عن مسؤول أميركي رفيع (لم تسمه)، أن التقييمات الاستخباراتية تشير إلى أن 75% من القوات التقليدية الروسية بوضعية هجومية ضد أوكرانيا.
من جانبه، نفى السفير الروسي في واشنطنن هذه التقديرات، وشدد على أنه "لا يوجد غزو روسي لأوكرانيا وقواتنا موجودة داخل أراضينا ولا تشكل تهديدا لأحد".
بلينكن: كل شيء يشير إلى أن روسيا توشك على غزو أوكرانيا
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبر قناة "سي بي إس" أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مستعدّ "للقاء" نظيره الروسي، فلاديمير بوتين "في أي وقت وبأي صيغة إذا كان ذلك يسمح بتجنّب حرب" في أوكرانيا.
وقال بلينكن إن كل شيء يشير إلى أن روسيا على شفا غزو أوكرانيا، ومع ذلك أضاف أن الولايات المتحدة ملتزمة حتى آخر دقيقة باغتنام كل فرصة لترى ما إذا كانت الدبلوماسية ستردع روسيا عن الغزو.
وأكد بلينكن، الذي كان تحدث كذلك لقناة "سي إن إن"، موقف واشنطن الذي يرى أن التأثير الرادع للعقوبات سيضيع إذا فُرضت قبل الغزو، رغم مطالبة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس، السبت، بفرضها.
وقال وزير الخارجية الأميركي إن "كل ما نراه يشير إلى أن هذا أمر في غاية الخطورة، بأننا على وشك غزو. سنبذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعه قبل حدوثه"، مشيرا إلى أن الغرب مستعد بشكل متواز إذا أقدمت موسكو على تنفيذ الغزو.
وتابع "إلى أن تتحرك الدبابات بالفعل وتحلق الطائرات، سنستغل كل فرصة وكل دقيقة لدينا لمعرفة ما إذا كانت الدبلوماسية ما زالت قادرة على إثناء الرئيس (فلاديمير) بوتين عن المضي قدما".
وقال بلينكن إن اجتماعه المزمع مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما زال قائما، الأسبوع المقبل، ما لم تقدم موسكو على الغزو.
الكرملين: استفزازات الأوكرانيين "سبب" التصعيد في دونباس
من جانبها، أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، أن بوتين "أشار خلال المحادثة الهاتفية مع ماكرون إلى أن استفزازات العسكريين الأوكرانيين هي سبب التصعيد في دونباس".
وشدد بوتين لماكرون على أن كييف ترفض بشدة تنفيذ اتفاقيات مينسك، بحسب البيان نفسه. كما لفت إلى أن إمداد حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأوكرانيا بالسلاح يدفعها لحل الأزمة في دونباس عسكريا.
وبخصوص مطالب روسيا الأمنية، قال بوتين إن "على الولايات المتحدة وحلف الناتو التعاطي بجدية مع مطالب روسيا الأمنية وتقديم إجابات موضوعية".
واختتم الكرملين بالقول لقد "اتفق بوتين وماكرون على أهمية تكثيف جهود البحث عن حلول للأزمة في دونباس عبر خطوط وزارات الخارجية، والمستشارين السياسيين لصيغة نورماندي".
و"رباعية نورماندي" معنية ببحث سبل حل الأزمة شرقي أوكرانيا، وعقدت قمتها السابقة قبل أسبوعين في العاصمة الفرنسية باريس، وسط توترات متزايدة في المنطقة.
يشار أن قمة رباعية عقدت بين روسيا، وأوكرانيا، وألمانيا، وفرنسا في حزيران/ يونيو 2014 خلال احتفالات الذكرى السبعين لعملية إنزال الحلفاء في النورماندي بفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وعرفت حينها بـ"رباعية نورماندي".
وفي 12 شباط/ فبراير 2015، توصل قادة البلدان الأربعة، إلى اتفاق في العاصمة البيلاروسية مينسك، يقضي بوقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا وإقامة منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة.
وعُرف الاتفاق بـ"اتفاق مينسك 2" ويعتبر تطويرا لـ"اتفاق مينسك 1" الذي وقعه ممثلو الحكومة الأوكرانية والانفصاليون برعاية روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم 20 أيلول/ سبتمبر 2014.
منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعقد اجتماعا طارئا لبحث الأزمة
وتعقد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اجتماعا طارئا لممثليها الدائمين، يوم غد، الإثنين، في محاولة لايجاد حل للأزمة في شأن أوكرانيا، وفق ما أعلنت الرئاسة البولندية للمنظمة، مساء اليوم، الأحد.
وقال نائب وزير الخارجية البولندي، بافيل جابلونسكي، إن "الاجتماع سيعقد الإثنين" بناء على طلب أوكرانيا، وذلك على وقع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب. فيما أوضح مسؤولون أميركيون أن الاجتماع سيبدأ في الساعة 16:00.
ورصد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خلال الأيام الأخيرة، تصاعدا لوتيرة المعارك في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين الموالين لموسكو والجيش الأوكراني، مع تسجيل مئات الهجمات بقذائف الهاون والمدفعية.
وتأتي هذه الخروق لوقف إطلاق النار مع اتهام الولايات المتحدة لروسيا بأنها تعتزم غزو اوكرانيا عبر حشد نحو 150 الف جندي على حدود هذا البلد، الأمر الذي واظبت موسكو على نفيه.
وأوضح ممثل بولندا في منظمة الأمن والتعاون، آدم هالاتشينسكي، أن أوكرانيا طلبت عقد هذا الاجتماع لمناقشة "التدهور السريع للوضع الأمني على الأرض".
من جهته، أوضح جابلونسكي "أن هدف (اللقاء) هو مناقشة كل ما جرى في الساعات الأخيرة وماهية التدابير التي يجب أن تتخذها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ظل هذا الوضع، والهدف خصوصا هو احتواء التوتر".
وأضاف "سنستخدم كل الأدوات المتوفرة لتجنب نزاع مسلح". وتتولى بولندا هذا العام الرئاسة الدورية للمنظمة التي تتذخ من فيينا مقرا لها وبين أعضائها روسيا وأوكرانيا.