عقدت جامعة الاسراء ندوة بعنوان "الكويت ودورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية"، استضافت خلالها السفير رامي طهبوب سفير دولة فلسطين في الكويت، وبحضور الأستاذ الدكتور عبد الخالق الفرا رئيس الجامعة ، والدكتور أحمد الحساينة نائب رئيس الجامعة، والدكتور علاء مطر نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، ولفيف من المشاركين من أعضاء الهيئة التدريسية والباحثين والطلبة.
وافتتح الندوة الدكتور علاء مطر، مرحباً بضيف الجامعة السفير رامي طهبوب، والضيوف الأكارم من الإعلاميين والصحفيين والباحثين، متوجهًا بالشكر لسعادة الأستاذ رامي طهبوب، لمشاركته في هذه الندوة "ولجهوده الجبارة في توطيد العلاقات الكويتية –الفلسطينية".
ولفت الدكتور مطر إلى أن الجامعة تعقد هذه الندوة حول الكويت ودورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية بالتزامن مع احتفالات الكويت الشقيق بعيدها الوطني في 25 من الشهر الجاري، وذلك للتأكيد على أهمية العلاقات الوطيدة التي تربط الشعبين الكويتي والفلسطيني والممتدة عبر التاريخ. حيث حاز ومازال الشعب الفلسطيني على الدعم الكويتي سياسيا واقتصاديا، مضيفًا أن الكويت "أميرًا وحكومةً وشعبًا عودتنا دائما الوقوف وبكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، فكانت ومازالت مواقفها المشرفة في نصرة الحق الفلسطيني، وفي فضح انتهاكات كيان الاحتلال الإسرائيلي في كافة المحافل الدولية، تلك المواقف التي ما زالت حاضرة في أذهان كل الشرفاء والداعمين للقضية الفلسطينية".
وتضمنت الندوة مناقشة عدة محاور منها: العلاقة التاريخية الفلسطينية الكويتية، وأشكال الدعم الكويتي الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية، وسبل تعزيز العلاقات الأخوية الفلسطينية الكويتية.
من جانبه أشاد أ.د. عبد الخالق الفرا، بالدعم الكويتي "اللامتناهي" للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن دولة الكويت "حكومةً وشعبًا قدمت ولا زالت تقدم الكثير للقضية الفلسطينية"، متوجهًا بالشكر إلى الكويت التي "انتصرت لعروبتها عبر التاريخ وقدمت الدعم المتواصل للثورة الفلسطينية وكل ما يخدم القضية الفلسطينية".
ولفت أ.د. الفرا إلى دور الكويت البارز في دعم المؤسسات التعليمية الفلسطينية، ودعمها الدائم للمشاريع التي تخدم تلك المؤسسات، إضافةً إلى تمويل العديد من المشاريع الانسانية والاقتصادية، معربًا عن شكره العميق لدولة الكويت جراء دعمها للجامعة بنحو 250 ألف دولار لتطوير إحدى مختبراتها العلمية ليشكل إضافةً نوعية للمختبرات العاملة في قطاع غزة.
كما توجه رئيس الجامعة برسالة معايدة لسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمناسبة الذكرى الـــ61 للاستقلال، والذكرى الـــ31 للتحرير والتي تتزامن مع انعقاد الندوة.
واستذكر أ.د. الفرا مواقف الحكومة الكويتية المشرفة تجاه دعم القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية، وموقفها الرافض لسياسة التطبيع مع دولة الاحتلال، مستشهداً بموقف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم حين تصدى لرئيس الوفد "الإسرائيلي" في أعمال المؤتمر الــ 137 للاتحاد البرلماني الدولي وطالب بطرده من قاعة الاجتماعات، لافتاً إلى أن هذه المواقف تعبر عن ضمير الشعوب العربية وأحرار العالم.
بدوره أشاد ضيف الندوة السفير طهبوب بالدور التاريخي لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعبًا تجاه القضية الفلسطينية عبر التاريخ، ومساندتهم لجميع القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا على دعم الدولة الكويتية للقيادة الفلسطينية في كافة المنابر الدولية.
وتقدم طهبوب بالتهنئة إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمناسبة الذكرى الــ 61 للاستقلال والــ31 للتحرير.
وأوضح طهبوب أن العلاقات الفلسطينية الكويتية قد بدأت مع بدايات القرن الماضي، معتبرًا أن الشعب الكويتي من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية ما قبل وبعد النكبة التي، مشيرًا إلى أنها الدولة الوحيدة التي سمحت للفلسطينيين بالعمل السياسي على أراضيها عبر افتتاح أول مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في الكويت ودعمها لمنظمة التحرير وللثورة الفلسطينية المعاصرة.
وفيما يخص الدعم الاقتصادي، أكد السفير طهبوب بأن الكويت "استقبلت عام 1936 أول بعثة فلسطينية للعمل في سلك التعليم في المدارس الكويتية، والتي كانت على مستوى كبير من الكفاءة والمهنية"، مبينًا أن الكويت "استقبلت - في عام 2017 - نحو 650 معلماً فلسطينياً يعملون حالياً في المدارس الكويتية من كافة المحافظات الفلسطينية، مشيدًا "بأدائهم المميز وسمعتهم الطيبة".
وبين طهبوب أن إجمالي قيمة الدعم المالي الكويتي لقطاع غزة، عقب العدوان الإسرائيلي في صيف عام 2014، بلغ نحو "200 مليون دولار أمريكي لإعادة الإعمار"، كاشفًا أنها "الدولة الوحيدة التي التزمت ودفعت كل ما عليها من مستحقات لإعادة إعمار المنازل والبنية التحتية"، مضيفًا أن الكويت قدمت "100 مليون دولار أمريكي" دعماً لموازنة الحكومة الفلسطينية خلال الأربع سنوات الأخيرة، ودفعت "50 مليون دولار أمريكي" لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بعد أن كانت المسيرة التعليمية في مدارسها مهددة بالتوقف نتيجة الأزمة المالية التي شهدتها الوكالة.
وفي ختام مداخلته، توجه طهبوب بالشكر لإدارة الجامعة على تنظيم هذه الندوة، وعلى دعوته للمشاركة فيها، متمنيًا للجامعة وإدارتها مزيدًا من التقدم والازدهار.
وشارك عدد من المحاضرين والطلبة بفاعلية مع المنظمين للندوة، وذلك عبر تقديم عدد من المداخلات حول موضوع الندوة، وتوجيه عدد من الأسئلة لضيف الندوة.
وتأتي هذه الندوة ضمن الأنشطة والفعاليات التي تنظمها جامعة الاسراء بهدف تعزيز المعرفة وتطوير مهارات الباحثين والمهتمين وأبنائها الطلبة.