تعيش الحاجة أم باسل اصليح حالة من التوتر والقلق الشديدين بعد أن اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا يوم أمس.
وتتنقل اصليح (68 عاماً) من مخيم البريج وسط قطاع غزة بين التلفاز والهاتف في محاولة للاطمئنان على أبنائها الثلاثة وعائلاتهم الذين يعيشون في أوكرانيا منذ نحو 30 عاماً.
"كل الأسر تعيش حالة من التوتر والقلق والخوف" قال الشاب أنور اصليح واصفا الوضع في المنزل بعد بدء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً ان ما يزيد حالة التوتر أن الحرب بدأت في مدينة خاركييف حيث يعيش شقيقاه وعائلاتهما.
وتابع: حقيقة ان الأوضاع في المنزل كانت متوترة بعد بدء التهديدات الروسية لأوكرانيا قبل عدة أيام وكنا نأمل ان لا تندلع الحرب ونحاول البقاء على تواصل مستمر مع اخوتي.
ويؤكد اصليح أنهم وفور بدء الهجوم الروسي في ساعات الصباح الباكر اتصل مع إخوته مباشرة ورغم تلقيه تطمينات أنهم بخير إلا أن الخوف ما زال مستمراً، مؤكدا أن حالة القلق ستتوقف في حال انتهت الحرب.
وكان أبناء العائلة باسل 48 عاماً وحاتم 47 عاما انتقلوا للدراسة في أوكرانيا قبل 30 عاما وتزوجوا واستقروا في مدينة خاركييف قبل أن يلتحق بهم شقيقهم الأصغر محمد قبل 6 أعوام ليفعل نفس الشيء لكنه استقر في مدينة أخرى قريبة.
وقال اصليح إن حالة الخوف تشمل كافة العائلات الفلسطينية التي يعيش أبناؤها في أوكرانيا، لافتاً إلى أن الوضع اختلف الآن فبعد أن كانوا يطمئنون علينا من أوكرانيا خلال الاعتداءات والحروب على غزة أصبحنا نطمئن عليهم.
وأضاف: الوضع عندهم يختلف بسبب شراسة الحرب والأسلحة المتطورة المستخدمة بين جيشين نظاميين.
بدوره يقول أشرف فهمي النمر مسؤول الجالية الأوكرانية في غزة إن الجالية الأوكرانية والعائلات الفلسطينية التي لها أقارب في أوكرانيا تعيش حالة من الترقب والحذر بعد اندلاع الحرب هناك، مؤكدا وجود تواصل مستمر مع السفير الفلسطيني هناك للاطمئنان على الجالية الفلسطينية.
وأكد في حديث لصحيفة "الأيام" الفلسطينية أن أوضاع الجالية الفلسطينية حتى الآن بخير، متمنيا أن يتواصل هذا الوضع حتى تتوقف الحرب، منوها إلى أنه يتلقى اتصالات مستمرة من أعضاء الجالية للاطمئنان على أقاربهم.
وأشار النمر إلى أن الجالية الفلسطينية في أوكرانيا تعتبر من أكبر الجاليات العربية في أوكرانيا حيث يتجاوز عددها عدة آلاف، مؤكدا أن الوضع معقد هناك بسبب التشابك في العلاقات بين العائلات الأوكرانية والروسية.