- المحامي علي ابوحبله
على أثر التصريحات التي أدلى بها وزير الحرب الصهيوني ، بيني غانتس، في مؤتمر ميونيخ للأمن، وقال فيها إنه سيكون للفلسطينيين في المستقبل، ” كيان وليس دولة كاملة” هذه التصريحات تضعنا أمام تساؤلات عن جدوى الاستمرار في المسيرة السلمية وفق المواقف الاسرائيليه الرافضة لرؤيا الدولتين ضمن سياسة تكريس الفصل العنصري الابرتهايد
كان من الطبيعي أن يظهر غانتس، الذي عاد لتوه من زيارة للبحرين، على خشبة المسرح في مؤتمر ميونيخ الأمني في ألمانيا مع المستشار الدبلوماسي الإماراتي أنور محمد قرقاش ووكيل الوزارة البحريني عبد الله بن أحمد آل خليفة. وكان هناك قبول واسع النطاق في هذا المنتدى الدولي بأن الحل النهائي للصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني هو حل الدولتين على أساس خطوط ما قبل العام 1967.
هنا، تراجع غانتس واختار توضيح أنه لم يكن سياسيًا يساريًا ، وبذلك، قدم أيضًا أكثر مقدمة علنية للغة الجديدة المفضلة لديه لحل محتمل للنزاع؛ لا دولتين، بل كيانين ، وما كان يقصده هو أنه في المستقبل ستكون هناك دولة إسرائيلية و”كيان” فلسطيني. سيكون للفلسطينيين حكم ذاتي، لكن ليس دولة كاملة.
عندما نطق غانتس لأول مرة بكلمات “كيانين”، كان الانفصال بين موقفه الدبلوماسي المتصور ومفرداته كبيرًا للغاية، لدرجة أن المرء كاد أن يعيد اللغة الجديدة إلى حقيقة أنه ليس متحدثًا أصليًا للغة الإنجليزية. بالتأكيد، تخيل المرء، كان يقصد أن يقول “دولتين”.
لكن غانتس أوضح سريعًا للجمهور المذهول أنه تحدث عمداً عن “كيانين”، وليس عن “دولتين” لأنه لا يريد استحضار الوهم بأنه قبل بدولة فلسطينية على خط ما قبل العام 1967، أو في الحقيقة في أي سطر، مفضلاً بدلاً من ذلك كيانًا مستقلًا.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتكلم فيها بهذه الطريقة. في مقابلة أجراها مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية العام الماضي، تحدث غانتس أيضًا عن كيان فلسطيني، وليس عن دولة، لكن كلماته تم التغاضي عنها إلى حد كبير.
بالنسبة لـ”الإسرائيليين”، تعني عبارة “دولتين” قبول الفلسطينيين بتقرير المصير. كما يسمح بإجراء محادثات مع الفلسطينيين حول هذه المسألة. عندما تستخدم كلتا المجموعتين العبارة، من الممكن أن نتخيل أنهما قصدتا الشيء نفسه وأن الفجوة بينهما أقل وضوحًا.
لكن، وبعيداً عن ميرتس والأحزاب العربية، فإن دعم معظم “الإسرائيليين” لعودة “إسرائيل” إلى خطوط ما قبل العام 1967 يعني أي شيء سوى ذلك النوع من الانسحاب
تصريحات غانتس الجديدة لا تختلف عن ما قاله سابقا في لقائه مع جريدة الشرق الأوسط 2020وهي تكريس للنهج الإسرائيلي الرافض أساسا لحل رؤيا الدولتين وأن الوقائع على الأرض التي تنتهجها حكومة” بينت لابيد ” تجاه القضية الفلسطينية وما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين والإنكار الذي تمارسه حكومة الاحتلال لحقوق الفلسطينيين، هي استمرار لسياسة الحكومات المتعاقبة، و لن يكون هناك أي أفق سياسي او تسوية في المدى القريب والبعيد. على الرغم من تمسك القيادة الفلسطينية بمسار التسوية، والحلول السياسية وانتظار وعود بايدن، ولا تزال القيادة تعول على ذلك، وتسير بنفس الرؤية وتعيش حاله من العجز والضعف
ومع تصريحات غانتس التي بددت التفاؤل اثر اجتماعاته مع الرئيس محمود عباس واجتماعات لابيد مع حسين الشيخ والتي اعادت مسار التسويه للمربع الاول ، ما يؤكد أن الحكومة الجديدة التي يشارك فيها غانتس برئاسة نفتالي بنيت، لا تطرح برنامجاً سلمياً. وتعمدت، بسبب تركيبتها من 7 أحزاب يهودية من أقصى اليمين وأقصى اليسار، وحزب عربي هو ” الحركة الإسلامية” ، إهمال الموضوع السياسي. وقد ربطت الخارجية الفلسطينية بين الأمرين، وأشارت إلى “حرص أركان الائتلاف الحاكم في إسرائيل على التفاخر العلني بمعاداتهم للسلام، وتنكرهم لمرجعياته الدولية، بما فيها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومبدآ (الأرض مقابل السلام) و(حل الدولتين)، وانقلابهم المتواصل على الاتفاقيات الموقعة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت