دراسة لمركز الزيتونة تقدم رؤية مستقبلية للعلاقات العربية الصينية سنة 2030

دراسة لمركز الزيتونة تقدم رؤية مستقبلية للعلاقات العربية الصينية سنة 2030.jpg

   أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: "مستقبل العلاقات العربية الصينية سنة 2030" وهي من إعداد خبير الدراسات المستقبلية أ. د. وليد عبد الحي.

 

  وقد قام د. عبد الحي برصد الاتجاهات الأعظمMega Trends  في العلاقات الصينية العربية سعياً لرسم صورتها المستقبلية، وعمل على بناء مصفوفة التأثير المتبادل، لقياس الأثر بين مؤشرات هذه العلاقة وأبعادها بين العرب والصين، كما قام بتوظيف تقنية السلاسل الزمنية، لتحديد الظاهرة في سنة 2030.

 

   وقد كشفت مصفوفة التأثير المتبادل للعلاقات العربية الصينية أن المؤشرات الأكثر تأثيراً في تحديد مستقبل العلاقات العربية الصينية تتمثّل في مستوى التنافس الأمريكي الصيني في المنطقة، والنزوع الصيني لتعميق العلاقة مع "إسرائيل" لتكون جسراً للوصول للتكنولوجيا الغربية المتطورة، ولتوظيف الموقع الجيو-استراتيجي لـ"إسرائيل" في نطاق مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى طبيعة العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، ومحاولة الصين لَجْم تأثيرات هذه العلاقة على تطور العلاقات الصينية الشرق أوسطية.

 

   وعلى صعيد العلاقات العربية الصينية كانت المؤشرات الأكثر تأثراً في تحديد مستقبل العلاقات هي احتمال تسارع تطور العلاقات الإسرائيلية الصينية خلال العشر سنوات القادمة، واحتمال عسكرة نسبية للوجود الصيني على طول محطات مبادرة الحزام والطريق خصوصاً إذا احتدم التنافس الأمريكي الصيني بشكل أكبر، بالإضافة إلى استمرار الحاجة الصينية لمصادر الطاقة العربية على الأقل في العقد القادم.

 

   وبناء على ذلك، حدد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي الصورة المستقبلية للعلاقات العربية الصينية استناداً لمصفوفة التأثير المتبادل، ورأى أن المشهد يميل سنة 2030 باتجاه استمرار نزوع صيني نحو العسكرة النسبية والبطيئة لبعض مرافق مشروع الحزام والطريق الصيني في المنطقة، لضمان أمن المصالح الصينية، دون الوصول إلى درجة المواجهة مع القوى الدولية الكبرى، مع التنبه إلى أن المشروع مُقَّدر له الاكتمال سنة 2035، وأن اتساع جغرافية المشروع إلى 147 دولة حتى الآن يجعل العسكرة أمراً أكثر ضرورة.

 

  ورأت الدراسة المشهد يميل إلى استمرار قوة النزعة البراجماتية في السياسة الصينية، والثبات على استراتيجية عدم دخول الصين في الصراعات الثنائية بين القوى الإقليمية الشرق أوسطية (إيران/ السعودية، أو إيران/ "إسرائيل"، أو تركيا/ مصر...إلخ، أو فلسطين/ "إسرائيل"...إلخ.). كما توقّع انخراطاً نسبياً من الديبلوماسية الصينية في العمل على التحويل التدريجي للعلاقات الدولية الشرق أوسطية من مستوى المباراة الصفرية إلى مستوى المباراة غير الصفرية، وتعزيز إدارة التنافس بما أسماه وليم جيمس "المعادل الأخلاقي للحرب".

 

   وختم الدكتور وليد عبد الحي ورقته موصياً الدول العربية، منفردة أو مجتمعة، أن تبني استراتيجية علاقاتها مع الصين على أساس ما خلصت إليه الدراسة، التي يتوقع أنها ستزداد ثباتاً في الاستراتيجية الصينية تجاه المنطقة حتى سنة 2030.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بيروت