تعزيزاً لروابط الأخوة وتوطيداً للعلاقات الفلسطينية التونسية التاريخية القائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين بين الشعبين الشقيقين ، وتعميقاً للدور العربي والتونسي في دعم واسناد القضية الفلسطينية وتكثيفاً للجهود الشعبية التونسية في مناصرة الشعب الفلسطيني ، تم التواصل ، امس ، الى التوقيع على اتفاقية عمل مشتركة ضمت كل من مؤسسة سيدة الأرض ممثلة برئيسها التنفيذي الدكتور كمال الحسيني ومركز التراث الفلسطيني في تونس ممثلاً برئيسته الدكتورة نوال قطب بن صالح مع جامعة قرطاج ممثلة بمديرها العام الأستاذ أحمد بو عجيلة .
وتم بموجب هذه الاتفاقية على احياء ذكرى يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار الجاري بسلسة من الفعاليات الثقافية والأمسيات والندوات الشعرية واقامة المعارض التراثية على مدار عدة أيام للتأكيد على مكانة وقيمة هذه المناسبة الخالدة في ضمير الشعب العربي عموماً والشعب التونسي في القلب منه ، في اطار الوفاء لشعب يوم الارض وشعب الانتفاضة المجيدة التي قاوم الاحتلال وما يزال من اجل انتزاع حقوقه الوطنية الثابتة والعادلة والمشروعة .
وقال د. كمال الحسيني بهذه المناسبة ، هذه هي تونس الخضراء ، تونس الياسمين التي آوتنا وحملت معنا دائماً الهم العربي والفلسطيني وقدمت من خيرة أبنائها شهداء على طريق فلسطين وحرية فلسطين ، متوجهاً بالتحية والتقدير لجامعة قرطاج ومكانتها التاريخية والأكاديمية والثقافية بصفتها هوية راسخة من الهوية الجمعية للشعب التونسي العريق والوفي .
واوضح الحسيني بأن هناك تحضيرات كبيرة لإحياء ذكرى يوم الأرض الخالد وتخليد ذكرى الشهداء الذين روت دمائهم الطاهرة أرض فلسطين في الجليل والمثلث والنقب ، في انتفاضة يوم الأرض المجيدة التي دارت رحاها في سخنين ودير حنا وعرابة وسائر أرجاء وطننا الغالي ، مضيفاً بأن جامعة قرطاج ستشهد سلسلة من الفعاليات التي تم الاتفاق على تنفيذها في اطار الشراكة بين مؤسسة سيدة الأرض ومركز التراث الفلسطيني – التونسي والجامعة ، والتي ستتخلل العديد من الفعاليات والنشاطات الهادفة لإبراز التراث الشعبي الفلسطيني وتقديم صورة شاملة عن بطولات الشعب الفلسطيني التي تستحق ان تخلد في ذاكرة التاريخ وبشكل خاص هذه الذكرى النديّة الباقية والملهمة في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني .
بدورها حيّت د. نوال بن صالح صمود الشعب الفلسطيني البطل وشجاعته الأسطورية في مقاومة الاحتلال ومواجهة التطبيع ، مؤكدة ان تونس ستبقى الوفية دائماً الى جانب الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه الوطنية الراسخة .
وأكدت بأن الفعاليات المشتركة لإحياء ذكرى يوم الأرض الخالد ستشكل تظاهرة تونسية فلسطينية عربية ودولية من خلال حجم المشاركة فيها من العديد من بلدان العالم ، وهذا جزء من رسالة التضامن مع الحق الفلسطيني ومع شعب فلسطين العربي المناضل من أجل حريته وكرامته الانسانية والوطنية .
وأكد الأستاذ أحمد بو عجيلة بأن جامعة قرطاج تفخر بمد يديها وتقديم كل امكانياتها للاحتفال بمقاومة الشعب الفلسطيني التي تجلت بذكرى يوم الارض الخالد التي تصاف الثلاثين من اذار من كل عام ، والتي عبر من خلالها الشعب الفلسطيني عام 1976 على رفضه للاستيطان ومصادرة الأرض وتهجير المواطنين الآمنين من قراهم وبلداتهم في اطار مشروع تهويد الجليل الذي قامت به حكومة الاحتلال آنذاك .
وعبر بو عجيلة عن تقديره الكبير لمؤسسة سيدة الأرض ومركز التراث الفلسطيني على سرعة البدء بالتحضيرات لإحياء يوم الارض من خلال فعاليات متنوعة وكبيرة ، سيكون لها صداها الكبير وطنياً ودولياً ، مؤكداً بأن هذا أقل واجب اتجاه الشعب الفلسطيني المظلوم تحت الاحتلال ، ومن حقه علينا أن نبرز روايته وثقافته وتراثه ، وأن نقف الى جانبه في معركة الحرية والعودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .