ذكرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت ثلاثة أطفال فلسطينيين في أقل من شهر، وذلك بإطلاق الرصاص الحي صوبهم بشكل متعمد.
وأشارت الحركة العالمية، في هذا السياق، إلى حادثة استشهاد الطفل يامن محمود نافذ خنافسة (15 عاما) من بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة مساء يوم الأحد الموافق السادس من شهر آذار الجاري.
ووفق ما أفاد به شاهد عيان للحركة العالمية، فقد سمع صوت إطلاق ثلاث رصاصات في حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء بالقرب من معسكر لجيش الاحتلال مقام على أراضي البلدة ومعروف بمعسكر "الجبل" يقع في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة ويبعد عن منازل المواطنين حوالي 20 مترا.
وأضاف شاهد العيان أنه سمع بعد لحظات من إطلاق النار بوجود مصاب بالقرب من المعسكر، وقد حضرت مركبة إسعاف فلسطينية للمكان إلا أن جنود الاحتلال منعوها من الاقتراب وأطلقوا صوبها قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلبوا من المواطنين الذين تجمعوا في المكان التوجه إلى ما يعرف بـ"معبر الزيتونة" الذي يفصل بين بلدتي الطور والعيزرية دون الإدلاء بأي معلومات عن المصاب، وهناك على المعبر تم إخبارهم باستشهاد الطفل يامن وذلك في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء.
وفي الثاني والعشرين من شهر شباط المنصرم، قتل جنود الاحتلال الطفل محمد رزق صلاح (13 عاما) في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، فيما بدا أن كمينا نصب له قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي البلدة.
وحسب توثيقات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن الحادث وقع بين منازل المواطنين القريبة من الجدار في حوالي الساعة السابعة والنصف مساء، حيث سمع الأهالي صوت 3-4 رصاصات قبل أن ينتشر خبر الإصابة، ولاحقا الاستشهاد.
ويشير شهود عيان إلى وجود أبواب في الجدار يخرج منها جنود الاحتلال ويختبئون بين الأشجار والكروم لنصب الكمائن لكل من يقترب من الجدار، موضحين أن المسافة بين الجدار ومكان إصابة الطفل صلاح تقدر بـ100 متر.
ووفقا لما تم نشره على لسان أحد العاملين في الطب العدلي، فإن الطفل صلاح أصيب برصاصة أسفل ظهره خرجت من أسفل البطن من الجهة اليمنى، حيث أصابت الشريان الرئيسي وتناثرت شظاياها في أمعائه.
وفي الثالث عشر من شهر شباط المنصرم، قتل قناص إسرائيلي الطفل محمد أكرم أبو صلاح (16 عاما) بأن أطلق الرصاص عليه من مسافة تقدر بـ250 مترا، خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة السيلة الحارثية بمحافظة جنين.
وقد أصيب الطفل محمد، وهو من بلدة اليامون غرب جنين، برصاصة بعينه اليمنى أدت لاستشهاده، فيما أصيب ابن عمه البالغ من العمر 17 عاما بشظايا في يده اليسرى عندما حاول مساعدته.
إن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال تؤكد مجددا وبناء على توثيقاتها، أن قوات الاحتلال مستمرة في استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي ضد الأطفال الفلسطينيين من خلال استهدافهم بشكل متعمد، بسبب انتشار ثقافة الإفلات من العقاب في أوساط جنود الاحتلال وعلمهم المسبق أنهم لن يحاسبوا على أفعالهم مهما كانت نتيجتها.
وأوضحت الحركة أنه وفقا للوائح الجيش الإسرائيلي الخاصة، يجب ألا تستخدم الذخيرة الحية إلا في ظروف تشكل تهديدا قاتلا بشكل مباشر للجندي، مبينة أنه حتى الآن الأدلة تشير إلى أن الأطفال الذين استشهدوا بالرصاص الحي منذ بداية العام الجاري كانوا لا يشكلون مثل هذا التهديد وقت إطلاق النار عليهم.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال العام الماضي 78 طفلا فلسطينيا، 61 منهم في قطاع غزة (60 خلال العدوان على القطاع في شهر أيار 2021) و17 طفلا في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.