وصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ، يوم الأربعاء، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية تستغرق يومين.
وكان في استقبال هرتسوغ لدى وصوله إلى مطار أسن بوغا، الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومسؤولون آخرون.
ويستهل هرتسوغ زيارته بالتوجه إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، ومن ثم المجمع الرئاسي للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان.
ومن المقرر أن يعقد أردوغان وهرتسوغ مؤتمرا صحفيا عقب ترؤسهما اجتماعا لوفدي البلدين.
وذكرت قناة "كان" العبرية بأن الرئيس هرتسوغ غادر مع زوجته ظهر اليوم في أول زيارة رسمية لتركيا تلبية لدعوة نظيره التركي أردوغان، وسيناقش الرئيسان القضايا الثنائية والعلاقات الإسرائيلية-التركية وإمكانية توسيع التعاون في مختلف المجالات.
و قال هرتسوغ : "العلاقات بين إسرائيل وتركيا مهمة لنا ولتركيا والمنطقة بأسرها، آمل أن تؤدي الزيارة إلى حوار أعمق".
في هذه الأثناء، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، مقطع فيديو مصورا لشبان أتراك أثناء قيامهم بإنزال وتمزيق علم إسرائيل في عدد من شوارع العاصمة التركية .
وأظهر الفيديو، مجموعة من الشباب الأتراك التابعين لـ"جمعية شباب الأناضول" في العاصمة أنقرة، وهم يقومون بإنزال وتمزيق وحرق العلم الإسرائيلي المرفوع بموجب البروتوكول الرئاسي، بمناسبة زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للبلاد، قبل أن يقوموا برفع العلم الفلسطيني مكانه.
وشاركت "جمعية شباب الأناضول فرع أنقرة"، مقطع الفيديو، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وأرفقت: "كل فرد يفعل ما يناسب قضيته"، مضيفة أن "من يحتمي خلف إسرائيل يبقى عاريا".
"Herkes davasına yakışanı yapar"
— AGD Ankara Şube Üniversite (@agdankarauni) March 8, 2022
İsrail ile örtünen çıplak kalır@AGDUNi @agdankarasubesi@agdorgtr#birgenclik pic.twitter.com/eUnxVr7ZY5
- سياسي: استقبال الرئيس أردوغان للرئيس هرتسوغ بداية لمرحلة تحسين العلاقات الإسرائيلية التركية بعيداً عن المصلحة الفلسطينية
المحلل السياسي الفلسطيني حسن عبدو، اعتبر، أن استقبال الرئيس التركي أردوغان للرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، هي بداية لمرحلة تحسين العلاقات الإسرائيلية التركية بعيداً عن المصلحة الفلسطينية، التي توقفت لفترة محددة ولم تنقطع بشكل كامل، منذ عام 2008.
وأضاف عبدو في مكالمة هاتفية مع وكالة (APA) إن هذه العودة تمهد لعودة أقوى للعلاقات الإسرائيلية مع تركيا، وذلك يخدم المصلحة الإسرائيلية بشكل مباشر.
وتابع عبدو "يجب أن يدفع الاحتلال الإسرائيلي ثمن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، من خلال ابقائه منعزلاً عن الدول العربية والإسلامية، بعيداً عن تعزيز علاقاته مع أي دولة منهم".
واعتبر أن حالة تعزيز العلاقات الإسلامية والعربية مع إسرائيل، "مكافئة للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني".
ولفت عبدو إلى أن "هذه العلاقات تُشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مزيد من الجرائم، والاستمرار في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، والمقدسات الإسلامية، ونشر التطبيع العرقي."
وأكد على أن الشعب الفلسطيني يرفض مسار تعزيز أي علاقة إسلامية وعربية مع الاحتلال الإسرائيلي، وناشد الدول الإسلامية بالتمسك بالموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية، بقطع العلاقات مع اسرائيل.
ووفقاً لعبدو، انفتاح إسرائيل على الدول الإسلامية والعربية ضد الموقف الفلسطيني "جريمة بحق القضية الفلسطينية، خاصة أن الدول الغربية تدعم الاحتلال الإسرائيلي بجرائمه الذي يرتكبها بشكل مستمر على الأرض المحتلة".
وأكمل "في ظل الدعم الغربي لإسرائيل، يجب على الدول الإسلامية أن تقف بجانب القضية الفلسطينية بكافة القدرات السياسية لكسر شوكة الاحتلال والمشروع الاستعماري في فلسطين".
وتوترت العلاقات بين تركيا ودولة الاحتلال في عام 2008 وتفاقمت الأمور في عام 2010 بعد مقتل 10 مواطنين اتراك على يد قوات بحرية الاحتلال في أسطول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، الا أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين لإعادة السفراء وإعادة العلاقات بين البلدين في عام 2016.
ولم يدم الأمر طويلا حتى عاد التوتر بين البلدين في عام 2018 مع بدء مسيرات العودة.
- فصائل فلسطينية تعلق
حركة " حماس " قالت في بيان لها "إنها تابعت بقلقٍ بالغ زيارات مسؤولي وقادة إسرائيل لعددٍ من الدّول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات "هرتسوغ" لعددٍ من دول المنطقة."
وعبرت حركة حماس في تصريح صحفي اليوم عن أسفها من "تلك الزيارات لأشقائنا في الدّول العربية والإسلامية، التي تعدّها عمقاً استراتيجياً لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، داعيةً إلى عدم إتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لاختراق المنطقة والعبث بمصالح شعوبها."
وجددت الحركة التأكيد على" موقفها المبدئي برفض أشكال التواصل كافة مع عدوّنا الذي ينتهك حرماتنا، ويدنّس ويهوّد القدس والأقصى، ويواصل حصاره وعدوانه على أهلنا في قطاع غزَّة، ويواصل اعتقال الآلاف من الأسرى، ويقتل أطفالنا، ويهدم بيوتنا، ويشرّد شعبنا."
ودعت حماس إلى "مزيد من التلاحم والتكاتف مع شعبنا الفلسطيني، وتعزيز صموده باعتباره القلعة الأولى في الدّفاع عن قبلة المسلمين الأولى وعن مصالح أمَّتنا، التي تتناقض حتماً مع مصالح الكيان الصهيوني الغاصب."
حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين،استنكرت بشدة، استقبال الرئيس الإسرائيلي في تركيا، وقالت في بيان "هذه الزيارة التي تأتي على وقع التصعيد العدواني الصهيوني ضد أهلنا في القدس، ومخططات العدو لتهويد المقدسات واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وتمثل انحيازاً للعدو في مواجهة جهاد الشعب الفلسطيني."
واعتبرت الحركة "أن السعي لاستعادة العلاقات مع العدو بذريعة مصلحة هذه الدولة أو تلك، هو خذلان للقدس وفلسطين."
وأضافت "إننا نثمن عالياً المواقف القوية للشعب التركي المسلم الذي يرفض هذه الزيارة التي تقفز على دماء الشهداء الأتراك الذين ارتقوا لكسر الحصار عن غزة، وتتجاوز موقف الشعب التركي المساند لحقوق الشعب الفلسطيني."
لجان المقاومة في فلسطين، قالت "ندين إستقبال رئيس الكيان الصهيوني المجرم اسحق هيرتسوغ في تركيا ."
واعتبرت لجان المقاومة في بيان لها "إستقبال الرئيس الصهيوني في تركيا في ظل تصاعد العدوان والإرهاب الصهيوني بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني ومقدساته هو امر مرفوض ومدان ."
وقالت "نرفض كل اشكال التطبيع والتواصل والعلاقة مع العدو الصهيوني المجرم ."
وتابعت "نثمن مواقف شعوب الأمة الرافضة للتطيع مع الكيان الصهيوني الذي يحتل ويدنس الأرض الفلسطينية ومقدساتها المباركة."