وقّعت رئيسة مؤسسة أسر الشهداء والجرحى إنتصار الوزير، يوم الأربعاء، كتابها "رفقة عمر: مذكرات انتصار الوزير (أم جهاد)"، من سلسلة ذاكرة فلسطين، الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب.
وشارك في حفل التوقيع، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وعضوا المجلس الثوري آمنة جبريل وفتحي أبو العردات، وعدد من أعضاء إقليم حركة "فتح"، وقائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر وأعضاء قيادة "فتح" في بيروت، والأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، إلى جانب عدد كبير من المثقّفين والكتّاب اللبنانيين والفلسطينيين والعرب وزوار المعرض.
ويتألف كتاب "رفقة عمر: مذكرات انتصار الوزير (أم جهاد)" من 280 صفحة، ويحتوي على إرجاعات ببليوغرافية وفهرس عام، وتروي فيه الوزير سيرتها ورحلة نضالها مع زوجها ورفيق دربها الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، وتوثّق بدايات تأسيس حركة "فتح" كما عاشتها واطّلعت عليها حيث عايشت تحوُّلات ومنعطفات في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، وهي التي أسست أول خليّة نسائية لحركة "فتح"، وتولّت قيادة قوات العاصفة مؤقتاً، كما توثّق أم جهاد تجربتها في العمل النسائي، وتأسيس الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وكيف استطاعت المواءمة بين دورها أمّاً وزوجة ومناضلة، وصمودها في جميع المراحل الصعبة، ولعل أقساها اغتيال رفيق دربها أمام عينيها.
وتروي أم جهاد قصة لقائها الأول مع الشهيد القائد أبو جهاد، وهي في الخامسة من العمر، حين ذهبت مع أمها في عام 1946 إلى الرملة لزيارة عمها إبراهيم الوزير والد أبو جهاد.
وتسرد أم جهاد حكاية الشهيد خليل الوزير منذ وصوله مع عائلته من الرملة إلى غزة في عام النكبة، وكيف عمل في بيع أدوات الحلاقة على بسطة صغيرة، كالشفرات والمقصات، ثم انتهى إلى العمل لدى بائع قماش، وما أن جمع بعض المال حتى اشترى كاميرا تصوير، وراح يصور حياة اللاجئين الفلسطينيين وأطفالهم وخيامهم ويرسلها إلى الصحف ووكالات الأنباء والمؤسسات الدولية. وهذه التفصيلات جديدة إلى حد بعيد حتى على من عرف سيرة طفولة أبا جهاد.
كما أبرزت أهمية هذه المذكرات في أنها توثّق بدايات تأسيس حركة "فتح" كما عرفتها أم جهاد، وهي رواية تضاف إلى كثير من الروايات الأخرى، بحيث يصبح في إمكان أي مؤرّخ أن يستخلص منها كلها رواية تقارب الحقيقة وتقترب مما حدث في عام 1959، عام التأسيس السري لحركة "فتح"، وما تلاه من أعوام، على أيدي عدد من الشبان، أمثال الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، وخليل الوزير، وعبدالله الدنّان، وعادل عبدالكريم، وفاروق القدومي، ومنير سويد، وصلاح خلف، ومحمد يوسف النجار، وسليم الزعنون، ومحمود الخالدي، وحسام الخطيب، وآخرين تزدحم بأسمائهم صفحات الكتاب.