صالون هدى..."بترونة" ضحية عنف اسري... ام نطفة حرام

بقلم: عبد الرحمن القاسم

صالون هدى.
  • عبد الرحمن القاسم

ظهور ميساء عبد الهادي عارية تماما وممددة على السرير في فيلم "صالون هدى" لم يكن مبررا او يخدم الواقعية السينمائية لاقناع المشاهد بانه يخدم نص الفيلم.كثيرة الافلام العربية وحتى الاجنبية التي عالجت الاغتصاب او الابتزاز الجنسي دون ان تظهر المشهد بتفاصيله, او ان واقعية الفيلم تستدعي مثلا الموت او الجرح الحقيقي لابطال الفيلم. ولكنه نجح في اثارة غضب وحنق المشاهد على مشهد العري على حساب الانتباه ان سيناريو الفيلم كان ضعيفا وركيكا وفشل في تقديم ومعالجة مشكلة او قضية بل كان خبيثا ومضطربا هل يعالج مشكلة النساء اللواتي لا يعشن حياة مستقرة مع ازواجهن او مشكلة الابتزاز واسلوب مخابرات الاحتلال واعوانه الساقطين في بئر الخيانة والعمالة. فالاغلب او كل النساء التي تم اسقاطهن وتصويرهن من خلال منال عوض "البترونة" صاحبة صالون هدى في الفيلم والتي ايضا هي كانت منفصلة عن زوجها,

وقدم شخصية "بترونة" مثقفة قادرة على الحوار والمحاججة رغم وقوعها في بئر القذارة. ولها حدود "اخلاقية" لا تتجاوز حد التصوير والابتزاز وربط الضحية بالاحتلال. وذلك حين حاول "الموديل" الشخص الذي يتم تصويره بجانب الفتاة العارية مس الضحية,  منعته "البترونة", وحوارها مع المسئول عن خلية المقاومة والمساواة في كلاهما في "الجبن": جبنها جعلها عميلة وجبنه قائد المجموعة عندما كان طفلا وعمره 11 حاول اقناع صديقه برمي حجر على جنود الاحتلال ففر الطفل وتم القبض عليه, فاعترف على الطفل وقاد الجنود الي بيت الطفل فتم قتل الطفل عوضا عنه. ولم تقدم المقاومة وأعضاء الخلية بطريقة تليق بهم وكانهم مجموعة من الشباب اقتصرت مهمتهم على متابعة فتيات الصالون الساقطات. واطاعة اوامر قائد المجموعة دون الاشارة الى تضحياتهم او انهم يحملون فكرا ورؤية.

وقدم شخصية "بترونة" قوية غير مكترثة بالموت. وعادة الذي لا يكترث بالموت الشحص العقائدي وطنيا او دينيا وغير ذلك يكون متمسك بالحياة وان سبب عمالته وخسته هو تمسكه بالحياة باي ثمن او شكل وعلى حساب كرامته وعلى حساب حياة الآخرين,

وحتى الضحية "ريم " ميساء عبد الهادي والتي رفضت التعامل احتفظت برقم ضابط الارتباط الإسرائيلي وحاولت الاتصال به ليسهل لها مغادرة الوطن بحجة ان زوجها اضعف من ان يحميها او يتفهمها على الرغم من انه يحبها ولديه بعض الشكوك في انها لا تحبه وربما تحب شخص اخر.,

حاول الفليم ايصال رسالة ان النساء الساقطات او المعرضات للابتزاز ضحايا لحياة أسرية غير مستقرة وانه حتى قائد المجموعة تعاطف مع "البترونة", وقال لاحد الشباب بعدم اطلاق النار على راسها "البترونة" في حين تم تقديم "الموديل" الشخص الذي يقوم بالتصوير عاريا جانب الفتاة العارية بهدف الإسقاط والابتزاز بأنه مجرد موديل ومقابل مادي تافه وتم حرقه.

دون ان يتطرق الفيلم الى جريمة الاحتلال ووسائله القذرة في الابتزاز وحجم الأضرار التي كان يسببها العملاء او الساقطات في استهداف الشباب والمقاومين وضرب النسيج الاجتماعي والأخلاقي,.

بقي ان نقول ان الفيلم من اخراج وكتابة هاني ابو اسعد فلسطيني يحمل الجنسية الاسرائيلية والهولندية وتمويل هولندي حاول ان يقدم صورة مخففة ومبررة لمن يتعرض للابتزاز وإنهم ضحايا العنف او الاضطراب الأسري.

ولا يقل خباثة ومكرا عن فيلم اميرة والذي ايضا أثار ضجة لتشوهيه قضية الاسرى الفلسطينيين وتهريب النطف من داخل سجون الاحتلال واحتمال ان تكون نطفة ضابط إسرائيلي......كما هي نطف هكذا أفلام.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت