دعا تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، إسرائيل إلى دعم مساعي مصر نحو تعاون مع دول عربية وأفريقية، خاصة في مجال الطاقات المتجددة، في ظل الحراك المصري في قضية تغيرات المناخ.
"فأزمة المناخ تستوجب تعاونا بين الدول والشعوب، وهذا ينطبق بالتأكيد على مصر وإسرائيل أيضا، اللتين تتقاسمان بيئة مناخية مشتركة، تنتج عنها تحديات مشابهة، وبينها إمداد الطاقة النظيفة، منع تلوث البحر والبر، منع إغراق مدن ساحلية إثر ارتفاع مستوى مياه البحر، قلق حيال أمن الماء والغذاء، وقف التصحر ومواجهة كوارث طبيعية مثل الفيضانات والحرائق".حسب ما ورد في التقرير
وأشار التقرير، إلى أن "الخطوات المصرية من أجل تشجيع أنشطة إقليمية مشتركة مع دول مجاورة في موضوع المناخ، مثلما تم التعبير عنها في منتدى الشباب العالمي، تتجانس مع مصلحة إسرائيل وتُنشيء أساسا لتعميق وتوسيع العلاقات بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية".
ولعب الغاز الطبيعي دورا مركزيا في تحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل، في السنوات الأخيرة، وفقا للتقرير. "فقد شكلت مصر غاية لتصدير الغاز الطبيعي ومنشآت تسييله، فيما شكلت إسرائيل مصدر آخر للغاز إلى مصر وضعمت وضعها كمركز طاقة إقليمي وإنشاء منتدى الغاز للشرق الأوسط بقيادة القاهرة".
وأضاف التقرير أن "استمرار التعاون المثمر في مجال الطاقة يستوجب تنويع الدولتين لعلاقتهما والعمل في الطاقات المتجددة إلى جانب الغاز، فقد وضعت الدولتان أمامهما غاية بالاستثمار في تطوير متسارع لمصادر الطاقة المتجددة في السنوات القريبة. ولإسرائيل خبرة تكنولوجية متميزة بينما لدى مصر بنية تحتية متطورة ومناطق واسعة لنشر ألواح شمسية" .
واعتبر التقرير أن مشاركة إسرائيل في "معرض مصر للبترول"، الشهر الحالي، هي "مؤشر آخر على توثيق علاقات الدولتين"، وأن ترحيب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بوزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين إلهرار، خلال المعرض عكس "تقدير الرئيس لمساهمة إسرائيل في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة واستعداده لإخراج العلاقات الآخذة بالتوطد بين الدولتين في مجال الغاز إلى العلن".
وتابع التقرير أنه "فيما مصر منشغلة في موضوع المناخ منذ سنوات، تحاول إسرائيل اللحاق بما يحدث في العالم في هذا السياق، بواسطة وضع إستراتيجية شاملة وغايات بعيدة المدى. وسيستفيد الجانبان من توسيع الحوار بين الحكومتين، المجتمع المدني، خبراء وشبان، بهدف بلورة رؤية بيئية منسقة وتصميم سياسة تخدم احتياجاتهما المشتركة".