خلود الثورات مرتبط بإنجازاتها

بقلم: عبد الحليم أبوحجاج

عبدالحليم أبوحجاج.jpg
  • للكاتب الصحفي/ عبدالحليم أبوحجاج

بين الشهر والآخر من كل عام تتوارد على ساحاتنا جموع المحتفلين بأعياد الانطلاقة لتنظيمات فلسطينية كان لها دور في الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني . فتُدق الطبول وتصدح الحناجر وتخط الأقلام تفاخراً بتنظيمها العريق . وتبدأ المكايد بين " الضُّرتين "لتغيظ الواحدة منهما الأخرى بأن الاحتفال وصل إلى المليونية، فتتهيأ الأخرى بكاميراتها لتقول للمشاهدين عبر التلفاز أن عدد المحتفلين تجاوزوا المليون إلى المليون والنصف ، للاستدلال به على كثرة المنتسبين والمؤيدين . وكلا التنظيمين كاذب في ادعاءاته .

في شهر ديسمبر الماضي(2021) احتفلت الجبهة الشعبية بالعيد (54) بينما احتفلت حماس بعيدها (34).

وفي مطلع عام (2022) احتفلت فتح بعيدها (57) ، واحتفلت الجبهة الديمقراطية بعيدها ( 53) . إنها أعمار من سنوات طويلة ولكنها خالية من الدسم .

ألا ترى معي عزيزي القارئ ذا الوعي الموضوعي المحايد أننا لو استقرأنا انجازات كل فصيل من هذه الفصائل لوجدنا النتيجة /صفر . وأن مآلنا إلى التراجع والتقهقر مهزومين أمام الخدعة الكبرى . فلماذا الاحتفالات ما دمنا لم نتقدم خطوة واحدة نحو تحقيق أهدافنا الثورية؟ . لماذا كل هذا التفاخر ما دمنا لم نحرر شبراً من أرضنا السلبية ؟ . ولماذا نكست الفصائل الثورية بندقيتها وأطفأت شعلة العاصفة وألغت الكفاح المسلح واستبدلت به مقاومة سلمية بالمظاهرات والمؤتمرات والجلوس حول طاولة المفاوضات ؟. ولماذا تحولت بعض هذه الفصائل الكبرى إلى شرطي مرور يحفظ الحدود لإسرائيل ويحرسها من أخطار الإرهابيين ( المخربين)!.

وما دام الأمر هكذا فلنشطب كلمة مقاومة إسلامية ، وكلمة تحرير وطني من شعاراتنا التي كان لها وزن وقيمة ووراءها جماهير تدعم وتساند ، فلا توجد اليوم مقاومة ، ولا يوجد اليوم تحرير وطني بعد أن نكسنا البندقية وكممناها ، وأطلقنا لحناجرنا تلوين الكلام في غياب زعماء الكفاح المسلح ، أمثال: ياسر عرفات وجورج حيش وحواتمة وجبريل وآخرون .

ماذا تفيد أكوام السنين الفارغة من بصمات أصحابها ؟ وماذا لو وصلنا إلى المئة عام أو أكثر ما دمنا نتسول دولة تؤوينا وتسترنا من برد الغربة ولظى التشرد . إذن لا داعي للتفاخر بعدد سنيِّ انطلاقاتكم ، واهجروا هذه العادات وما يصاحبها من تطبيل وتزمير ، وابحثوا عن طريق آخر تلطمون فيه وجوهكم ندماً على ما فرطتم ما دمتم قد انتهيتم ولم تحققوا الدولة المنشودة ولا انتزعتم لها العاصمة الأبدية ، بل إنكم لم تحققوا إنجازا واحدا اللهم إلا الانقسام والتشرذم وترك الناس نهبا للضياع والتسول ، فأصبح هم الإنسان الفلسطيني اليوم في غزة والضفة لقمة العيش وتوفير ثمن ساندوتشات المدرسة لأولاده كل صباح ، أما قيادات آخر زمن فهم المترفون الذين يتقاسمون ما تدرُّه لهم البقرة الوطنية الحلوب . فهل يأتي يوم على شعبنا الفلسطيني فيرى فيه انتفاضة حقيقية على أنفسنا بالانقضاض على رؤسائنا وقوادنا بحركة تصحيحية يطرد أولئك الكهنة من خريطة الزعامة ويحل محلهم شباب ثوري غيور يجدد البيعة للبندقية والانتماء الفعلي للقضية ؟! .*

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت