ذكر نقرير لهيئة البث الإسرائيلي "كان 11"، بأن السعودية سجلت حضورها "من وراء الكواليس" في القمة الثلاثية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ يوم الثلاثاء، وجمعت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت.
وقال التقرير، إن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، حضر معنويا في شرم الشيخ خلال "القمة الثلاثية الاستثنائية" بين السيسي وبن زايد وبينيت، على الرغم من تواجده فعليا في الرياض.
ونقل التقرير عن "مصادر سعودية من العائلة الملكية" قولها إن القمة الثلاثية في شرم الشيخ بين بينيت والسيسي وبن زايد، تعتبر "اجتماعا مهما للغاية من أجل مستقبل".
وحول تنسيق محتمل مع السعودية في إطار عقد القمة، اكتفت المصادر السعودية بالقول: "نحن على تنسيق دائم مع حلفائنا في المنطقة"، في إشارة إلى مصر والإمارات.
وأشار التقرير إلى اللقاء الذي جمع بين السيسي وبن سلمان، قبل أسبوعين، في العاصمة السعودية؛ ولفتت إلى أن اللقاء الثلاثي عقد في ظل الغضب المتصاعد لدى السعودية وغيرها من الدول الخليجية بشأن نهج إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وفي سياق متصل، أشارت موقع "واينت" الإلكتروني، إلى أن بن زايد طرح خلال اللقاء أبرز النقاط التي ناقشها مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي زار الإمارات، يوم الجمعة الماضي، في أول زيارة لدولة عربية منذ 2011.
من جانبها، ذكرت وكالة "بلومبيرغ" عن مصدر وصفته بـ"المطلع"، قوله إن محادثات الإمارات وإسرائيل في شرم الشيخ ركزت على مفاوضات فيينا بشأن النووي الإيراني؛ وأضاف أن "القمة الثلاثية تأتي تنظيما من حلفاء واشنطن لأنفسهم في ظل غياب القيادة الأميركية".
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ترحب بالقمة الثلاثية التي عُقدت بين قادة مصر وإسرائيل والإمارات في شرم الشيخ لإجراء محادثات تطرقت لـ"النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين، إن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، روبرت مالي، يجري مشاورات وثيقة مع الشركاء الخليجيين.
وحاول بينيت خلال اللقاء الثلاثي الدفع باتجاه إنشاء تحالف ضد إيران، تشارك فيه إسرائيل ومصر والأردن ودول خليجية، في مقدمتها السعودية والإمارات، وتركيا. ويجري اللقاء بدعم أميركي.
ويأتي هذا اللقاء في إطار "هندسة إسرائيلية كاملة من أجل تطويق إيران"، حسبما ذكر "واينت". وجرى تنسيق اللقاء بصورة سرية، في الأيام الأخيرة الماضي.
كما حاول بينيت، خلال اللقاء، تبديد التوتر الحاصل مؤخرا بين الولايات المتحدة والإمارات، إثر رفض الأخيرة وكذلك السعودية زيادة إنتاج النفط فيها على خلفية العقوبات على روسيا، بعد غزوها أوكرانيا، وزيارة الرئيس السوري، الأسد، إلى الإمارات، الأسبوع الماضي، وسط استياء أميركي، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".
وسعى بينيت إلى إقناع الإمارات والسعودية بزيادة إنتاج النفط فيهما، "بهدف تقلص تعلق العالم بالنفط الروسي والإيراني". كما تسعى إسرائيل إلى مساعدة مصر بإيجاد مصادر بديلة لإمدادها بالقمح، إذ أن قرابة 85% من استهلاكها للقمح مصدره روسيا وأوكرانيا، وتضرر إمدادها بالقمح بسبب الحرب، الأمر الذي تسبب بغلاء الأسعار في مصر. "واللقاء يضع إسرائيل في مكانة دافع للاستقرار الإقليمي"، وفقا للصحيفة.