بكل حُب وشغف، تجلس عائلة دعيس بمنزلهم في مدينة الخليل، لصناعة الجميد وتجهيزه للبيع في الأسواق المحلية.

تقول سارة دعيس، إن للجميد مذاق جميل، يذكرنا بالطفولة والماضي ورائحة البلاد القديمة، لذلك يجب أن نعلمه للأجيال الصاعدة كي يبقى هذا الطبق حاضراً.

الجميد من منتجات الألبان المجففة والمُحَمَّضٌة التي تُجَمَّدُ حتى تستحجِر وتُطْبَخ أَو يطبخ بها، ويُطلق عليه عدة أسماء أخرى مثل الأقط، الجثي، المضير، المريس.

وأضافت في لقاء خاص مع وكالة (APA) إن عائلتها تعمل في صُنع الجميد منذ أكثر من 15 عاماً، وجميع أفراد الأسرة يشاركون في إعداده.

وتابعت دعيس "منذ أن وعينا على الحياة ونحن نرى أمهاتنا وجداتنا يصنعن الجميد في المنزل، وحرصاً على بقاءه في المنازل الفلسطينية، لا زلنا نطبقه بشكل مستمر، ونستثمره لكسب لقمة العيش".

ونوهت إلى إن صناعة الجميد وبيعه في الأسواق المحلية، هو مصدر رزق عائلتها الوحيد، لذلك يحرصون دائماً على إعداده بالطرق القديمة ليبقى بنكهته المتميزة.

وترى دعيس أن بالرغم من انتشار صناعة الجميد في المصانع المختصة، إلا أن إعداده في المنازل بالطريقة القديمة له مذاق مختلف، بعيداً عن الآلات المتطورة.

وذكرت طريقة إعداده، "يعد الحليب من المكونات الأساسية للجميد، حيث يُضع في كيس قماش خاص، ويتم خضه إلى حين فصله عن الزبدة، لإخراجه بقوام يشبه اللبن، ويطهى بعدها على النار ثم يعاد وضعه في الكيس مع إضافة الملح، ليتم تشكيله".

وأشارت دعيس إلى أن التمسك بكل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني واجب وطني، كي لا يتم سلبه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كمحاولتهم لسلب بعضاً من أساسيات التراث الشعبي.

وفقاً لها، يتم أخذ حليب الجميد من الأبقار أو الأغنام، ولضمان أن يكون طازجاً نقوم بتربية الماشية وحلبهم بذاتنا.

ينتشر استخدام الجميد في الأردن وفلسطين وشمال السعودية، خاصة من قبل البدو بسبب سهولة حفظه لفترات طويلة، وهو يعتبر المكوّن الأساسي لطبق الأردن الوطني المنسف.

وتطرقت دعيس إلى اختلاف أشكال الجميد النهائية، لكن طعمه القديم لم يتغير منذ مئات السنين، للحفاظ على نكهة الأجداد.

وترى أن سعادتها ترتبط بشكل كبير في استمرارها بإعداد الجميد، "لا أشعر بالسعادة إلا أثناء صناعة الجميد، كونه يعيدني بالذاكرة إلى أيام الطفولة".