- بقلم/أ.محمد حسن أحمد
يوم الحادي والعشرين من آذار شاهد على وحدة الدم والعرق والإرادة مع الأرض، وليس غريبًا أن يكون هذا اليوم عيد للأم و التي أنجبت الرجال، أنها الأم الفلسطينية ابنة الأرض المباركة التي جسد أبناؤها ملحمة معركة الكرامة في يوم ذكرى عيد الأم، هذه الملحمة التي أحدثت بارقة أمل صنعها ثوار فلسطين والجيش الأردني العظيم في الوقت الذي رفع الاحتلال شعاره المعروف الجيش الذي لا يقهر خاصة بعد هزيمة الجيوش العربية في يونيو (1967م)، فكان الرد من نشامى الأردن وفرسان فلسطين بقيادة زعيم الثورة الفلسطينية ياسر عرفات والملك حسين بن طلال والذي هبَّ بنخوته العربية وشهامته ليدافع عن كرامة العرب فالتحم الدم الفلسطيني والأردني في ملحمة الكرامة ، وهنا نسجل أن ظلمة الليل كلما ازدادت اقترب الفجر، فكان الانتصار في معركة الكرامة دافعًا لاستنهاض ساحات المواجهة مع الاحتلال ودعمًا معنويًا لجيوش العرب، حيث أعادت هذه الملحمة الثقة للأمة العربية جمعاء، وألقت الرعب والقلق لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق نستحضر أسباب الانتصار الذي هو مكوّن أساسي في الشخصية العربية التي تأبى الهزيمة والانكسار والذل والخنوع، ونحن العرب خير أمة أُخرجت للناس لكن عندما نتمسك بصبغتنا الدينية وعقيدتنا لنكون أعزاء على الأعداء رحماء فيما بيننا، هذه معادلة وميزان يحاول الاستعمار أن يبعد العرب عن دينهم ويخلقوا الفرقة بينهم؛ لأن وحدة العرب ستُفشل عليهم كل مخططاتهم، ولن يكون لهم كيان في المنطقة العربية ، فالأمة العربية مصيرها مشترك وسيبقى الأمل قائمًا في ملاحم تعيد أمجاد خير أمة أُخرجت للناس.
و في هذه الذكرى تحقق فلسطين إنجازا قانونيا آخر بعد قرار محكمة نيويورك (مقاطعة نيويورك الجنوبية) برد دعوى شاتسكي المرفوعة ضد فلسطين منذ عام 2002 باتهامات تتعلق "بدعم الإرهاب" بقيمة 900 مليون دولار أميركي، حيث وجدت المحكمة أن قرار الكونغرس الأخير، بإخضاع منظمة التحرير والسلطة الوطنية لاختصاص القانون الأميركي، بأنه قرار غير دستوري في سابقة قانونية وهذا يؤكد أن الصراع مع الاحتلال يتطلب تراكم الإنجاز بتحقيق النقاط لأننا لا نمتلك الضربة القاضية في صراع ممتد وحتما فإن الثبات والصمود يحققان الانتصار ،رحم الله شهداء معركة الكرامة وشهداء فلسطين والأمة العربية والإسلامية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت