توصية أمنية إسرائيلية بإبقاء "التسهيلات" المعلن عنها خلال رمضان ورسالة مصرية بشأن قمة شرم الشيخ

مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عقب مظاهرة ضد الاستيطان في الخليل

ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية على لسان مصادر أمنية إسرائيلية قولها ، يوم الجمعة، إن "العملية التي وقعت في بئر السبع وأدت لمقتل 4 إسرائيليين وإصابة آخرين على يد محمد أبو القيعان من سكان حورة النقب، يوم الثلاثاء الماضي، لا صلة لها بالأحداث والعمليات التي وقعت مؤخرًا في القدس أو الأحداث والمواجهات بالضفة الغربية."

ونقلت الصحيفة عن تلك المصادر قولها: "من الممكن أن يكون ما رأينها في بئر السبع جزءاً من اتجاه عالمي أوسع يخطط له تنظيم داعش، ولا يوجد ما يؤكد أن ما جرى له صلة مباشرة بالهجمات الفلسطينية، ومع ذلك فإن الخوف الآن هو من هجمات ملهمة، وقد يؤدي النجاح الاستثنائي لأبو القيعان إلى موجة من محاولات التقليد في القدس والضفة مع اقتراب شهر رمضان".

وبحسب الصحيفة، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخشى من أن الهجوم في السبع أن يكون بداية صحوة لـ "داعش" والمتطرفين الذين كانوا يؤيدون التنظيم، كما تخشى من أن يكون بداية لتقليد هجمات من قبل الفلسطينيين بالضة والقدس خاصة مع حلول شهر رمضان، الذي تعاملت تلك الأجهزة معه على مدى العقود القليلة الماضية، بالريبة والاستعداد لاحتمال وقوع أي هجمات.

وأشارت الصحيفة إلى أن" أبو القيعان كان ناشطًا إسلاميًا معروفًا، واعتقل بالسجن لصلته بتنظيم داعش، وتختلف قصة عمليته عما يجري في الضفة والقدس، وأن جهاز الشاباك لا زال يركز في تحقيقاته فيما إذا بث في الأشهر الأخيرة أي إشارات تدلل على عودته للتطرف، وعن الثغرة التي قد تكون سقطت بهذا الشأن خلال مراقبته."

ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل التمييز بين عملية السبع وما جرى وقد يجري في القدس والضفة، وحتى بشأن الوضع في قطاع غزة، إلا أن هناك توصية أمنية واضحة بإبقاء التسهيلات المعلن عنها بل وزيادتها لاحتواء أي تصعيد، وأن حماس هي الأخرى نقلت رسائل إلى إسرائيل هذا الأسبوع بنيتها الحفاظ على الهدوء خلال شهر رمضان.

اتصالات جديدة أجراها المسؤولون في جهاز المخابرات العامة المصري

هذا وكشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تجريها القاهرة بين الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية عن "اتصالات جديدة أجراها المسؤولون في جهاز المخابرات العامة المصري، المشرف على الوساطة، مع مسؤولي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لنقل رسائل إسرائيلية وأخرى من الجانب المصري نفسه".

وبحسب المصادر، فإن الوساطة المصرية هذه المرة جاءت بهدف "خفض التوتر" في الضفة الغربية والقدس ، مؤكدة أن "التوجه الجديد للفصائل بنقل المواجهات مع جيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس لا يعني إعفاء غزة من الرد الإسرائيلي، وفقاً للرسائل التي نقلتها حكومة الاحتلال إلى الجانب المصري".

 وأضافت المصادر، في أحاديث لصحيفة "العربي الجديد"، أن "مسؤولين أمنيين إسرائيليين طلبوا من القاهرة التدخّل لدى الفصائل النشطة في الضفة الغربية والقدس، بحكم الوساطة في قطاع غزة، بعد تقارير أمنية إسرائيلية رصدت تحركات تشير إلى تصعيد محتمل خلال الفترة المقبلة".

وأشارت إلى أن الجانب الإسرائيلي أبلغ المسؤولين المصريين بأن التداعيات "لن تكون في موضع التصعيد فقط، ولكن ستطاول غزة أيضاً حيث قيادة الفصائل".

وكشفت المصادر أن "ممثلين عن الفصائل أبلغوا مسؤولي جهاز المخابرات العامة المشرفين على الوساطة بالالتزام بما تم التوافق بشأنه في قطاع غزة، طالما أن الأمور تسير في إطار التزام الطرف الآخر بتعهداته، أما ما يجري في القدس والضفة، فهذا خارج أي اتفاقات"، مؤكدة أن "استمرار أعمال إعادة الإعمار، على الرغم من بطء وتيرتها، من بين الأمور التي تدفع غزة للوفاء بتعهداتها بشأن وقف إطلاق النار".

وبحسب المصادر، فقد نقلت الفصائل رسالة عكسية لحكومة إسرائيل بشأن ملف الأسرى المحتدم في الوقت الراهن، مؤكدة أن "ما سيؤجج الأوضاع هي الإجراءات بحق الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال".

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أخيراً، أن حركته ستقف خلف الأسرى، وهي تتابع ما يجري لهم داخل السجون وتوارد المعلومات حول توجههم لخوض إضراب مفتوح لتحقيق مطالبهم العادلة في حياة إنسانية داخل المعتقلات.

وشدّد هنية، في تصريح صحافي له بمناسبة ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين، على أن "حماس" ستساند الأسرى بكل الطرق والوسائل، مشيراً إلى أن حركته شرعت في سلسلة من الاتصالات مع دول شقيقة وصديقة لتدارك الوضع والضغط على المحتل قبل فوات الأوان.

وقال إن "المقاومة اليوم تفرض معادلاتها، يحملها ويحميها أبناء شعبنا في غزة والقدس والضفة والـ48، ويرفعونها لواءً خفاقاً في المنافي والشتات، ليمضوا في تناسق وتكامل يعملون لفجر جديد".

رسالة مصرية خاصة لـ"حماس"

في مقابل ذلك، كشفت المصادر لصحيفة "العربي الجديد"، عن رسالة مصرية خاصة نقلها المسؤولون المصريون أخيراً، بشأن القمة الثلاثية التي استقبلتها مدينة شرم الشيخ بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، قائلة إن الرسالة "كانت ودودة"، مضيفة أنه تم التأكيد على أن القاهرة "لن تكون متفهمة لأي تصريحات عدائية تطاول مصر، أو مسؤوليها، من جانب قادة الفصائل بشأن اللقاء أو استقبال مصر لبينت".

وبحسب المصادر، فإن الجانب المصري "أبلغ قيادة حماس أنه سيكون من غير المقبول صدور تصريحات رافضة أو مسيئة لمصر من قيادات الحركة"، وفي المقابل "مرت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ إلى تركيا من دون أي انتقادات".

القاهرة لن تكون متفهمة لأي تصريحات عدائية تطاول مصر

وكانت حركة "حماس" قد قالت، في بيان لها عقب زيارة هرتزوغ أنقرة، إنها تتابع "بقلق بالغ زيارات مسؤولي إسرائيل وقادته لعدد من الدول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات هرتسوغ لعدد من دول المنطقة".

بينما استنكرت حركة "الجهاد" في بيانها الاستقبال "على وقع التصعيد العدواني الإسرائيلي في القدس"، معتبرة أنها "تمثل انحيازاً للعدو في مواجهة جهاد الشعب الفلسطيني".

وأضافت الحركة أن السعي لاستعادة العلاقات مع إسرائيل بذريعة مصلحة هذه الدولة أو تلك هو "خذلان للقدس وفلسطين". وكشفت المصادر أنه تم التوصل إلى صيغة توافقية ترفع الحرج عن الطرفين، من دون أن توضح طبيعتها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن مصر "قدمت تعهدات بمزيد من التسهيلات خلال الفترة المقبلة بشأن قطاع غزة، مع إحراز تقدم واسع في تنفيذ الأعمال الإنشائية التي تنفذها القاهرة في إطار مبادرة إعادة الإعمار المصرية".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة