أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، مساء السبت، تعليق الضربات ضد السعودية وعملياتها العسكرية داخل اليمن لمدة 3 أيام.
جاء ذلك خلال كلمة لرئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة (بمثابة الرئاسة) مهدي المشاط، تزامنا مع حلول الذكرى السابعة لانطلاق عمليات التحالف العربي التي توافق 26 مارس/ آذار، نشرتها وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين.
وقال المشاط: "نعلن بشكل أحادي تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية برا وبحرا وجوا لمدة 3 أيام".
وأكد استعداد جماعته "لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي وثابت إذا التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي".
وأعلن المشاط كذلك "وقف العمليات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية (داخل اليمن) بما في ذلك مأرب (شرق) لمدة 3 أيام".
وأضاف: "بخصوص مأرب نعيد إلى الواجهة مبادرة السيد (عبد الملك الحوثي/ زعيم الجماعة) وفي حال تم الرد عليها بالإيجاب سنكون مستعدين للإعلان عن دخولها حيز التنفيذ".
وفي سبتمبر/ أيلول 2020 قالت جماعة الحوثي إنها سلمت المبعوث الأممي آنذاك (مارتن غريفيث) مبادرة من تسع نقاط حول مأرب دون الكشف عن تفاصيلها.
ومنذ فبراير/ شباط الماضي 2021 ضاعف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
وفيما يتعلق بالأسرى أعلن المشاط، استعداد جماعته لتبادل كلي مع الحكومة والتحالف؛ داعيا المبعوث الأممي (هانس غروندبرغ) إلى "ترتيب الإجراءات وتيسير تبادل الكشوفات والاتفاقات التنفيذية دفعة كاملة أو على مراحل وبما يضمن الافراج الكلي عن كافة الأسرى من الجانبين".
وقدم الحوثيون والحكومة في مشاورات عقدت بالسويد عام 2018 كشوفات بأكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف.
وحاليا، لا يوجد إحصاء دقيق بعدد أسرى الطرفين، لا سيما أن آخرين وقعوا في الأسر بعد هذا التاريخ.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة اليمنية، ولا التحالف العربي بقيادة السعودية بشأن مبادرة الحوثيين.
ومنذ الجمعة، صعدت جماعة الحوثي ضرباتها بواسطة الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة على منشآت حيوية في السعودية.
في المقابل، نفذ التحالف العربي، السبت، غارات جوية مكثفة على أهداف ومواقع للجماعة في العاصمة صنعاء (شمال) والحديدة (غرب).
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار، وفق الامم المتحدة، وبات معظم سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.