النخالة : "مستمرون في المقاومة حتى إسقاط راية العدو"

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.jpeg

تحدّث الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة في مقابلة شاملة مع موقع "العهد" الاخباري عن وضع المقاومة الفلسطينية وتطور قدراتها، وتصعيد "العمليات الفردية" في "الداخل الفلسطيني"، والتنسيق مع "محور المقاومة"، و"تطبيع" الانظمة العربية والعلاقة المتينة مع الجمهورية الاسلامية في ايران.

وأكّد النخالة أن "عمليات الطعن والعمليات الفردية الأخرى هي مظهر من مظاهر مقاومة الشعب الفلسطيني للعدو الصهيوني، وهي تعبير عن حالة القهر التي تسكن كل فلسطين"، موضحًا أن "عملاً كهذا يجب أن يدفع قوى المقاومة إلى تنظيم صفوفها أكثر، والاقتراب أكثر من الحالة الشعبية التي تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن من لم يقاتل اليوم سيقتل غدًا".

وشدد النخالة في مقابلته مع "العهد" على أن "يوم الأرض يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني، وهو تعبير حقيقي عن إرادة شعبنا في التمسك بحقوقه، وإن خروج شعبنا في هذا اليوم من كل عام يؤكد أن راية فلسطين يحملها أبناؤها جيلا بعد جيل في القدس والضفة الباسلة وفلسطين عام 1948 وفي قطاع غزة والشتات، فلا حملات التضليل ولا الانكسارات من حولهم استطاعت أن تهزم وعيهم وإرادتهم، وسنبقى على هذا الطريق إن شاء الله مقاومين وصامدين حتى نُسقط رايات العدو".

وحول التطبيع العربي وحال بعض الأنظمة، لفت النخالة الى أن "العقل يعجز عن أن يشرح أو يفسر ما يجري من حالة انهيار للنظام العربي بمجمله أمام المشروع الصهيوني، وهم يرون أن شعبنا المحاصر يستطيع أن يقاوم، ويستطيع أن يقاتل، وهم بكل مهانة يذهبون في الاتجاه الآخر، ويتحالفون مع العدو، وما قمة شرم الشيخ الأخيرة التي لم يمضِ عليها غير أيام قلائل، إلا مشهد من المشاهد التي تظهر حجم العجز العربي".

بالمقابل، يذكّر النخالة أنه "في هذا العالم المزدحم بكل شيء إلا العدل، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجانب الشعب الفلسطيني، مؤيدة ومساندة وداعمة، وأستطيع أن أقول إنها الوحيدة التي تدفع ثمن دعمها للشعب الفلسطيني".

وفي ما يلي، نص المقابلة:

 

1-على بُعد شهرين من الذكرى السنوية لمعركة "سيف القدس"، كيف تقيمون وضع المقاومة الفلسطينية اليوم؟

 

المقاومة الفلسطينية اليوم تقع تحت ضغوط هائلة، ومحاولات احتوائها بشكل مباشر أو غير مباشر لم تتوقف.

 

معركة "سيف القدس" من المفروض أنها فتحت آفاقًا جديدة أمام الشعب الفلسطيني، وأمام المحيط العربي.

 

للأسف الجانب الفلسطيني لم يستطع توظيفها في سياق صراعه مع المشروع الصهيوني بشكل إيجابي وبرؤية وطنية جدية، والمحيط العربي الذي قرر سلفًا شطب فلسطين والقدس من أجندته لصالح العدو، يتآمر مع العدو لاحتواء المقاومة بكل الوسائل المتاحة لديه، بهدف إحباطها وتطويقها بالحصار وببعض الإغراءات الرخيصة، وينفتح أكثر فأكثر على العدو الصهيوني، وبدلاً من الرهان على الشعب الفلسطيني وإرادته في مقاومة الاحتلال ومواجهة العدو التاريخي للأمة، ينحاز أكثر فأكثر إلى جانب العدو.

فلسطين لم تعد قضية للنظام العربي، فلسطين أصبحت عبئًا عليه ويريد التخلص منها، لذلك فإن التحديات أمام المقاومة أصبحت أكبر وأكثر تعقيدًا، وهذا يفرض علينا مسؤولية أكبر من ذي قبل، وأداءً مختلفًا يتناسب مع التحديات التي نواجهها.

 

2-عمليات الطعن في الداخل المحتل لا تتوقف والعدو يتوقع تصعيدًا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بدءًا من شهر رمضان المبارك. هل فعلاً الفلسطينيون قادمون على مرحلة حساسة أمنيًّا؟

 

عمليات الطعن والعمليات الفردية الأخرى هي مظهر من مظاهر مقاومة الشعب الفلسطيني للعدو الصهيوني، وهي تعبير عن حالة القهر التي تسكن كل فلسطين، ولكن هذا غير كافٍ لوقف تغول العدو على حقوقنا، وغير كافٍ لأن نقف جميعًا كقوى سياسية نكيل المديح للأعمال الفردية البطولية التي يجترحها الشباب الفلسطيني المبدع. إن عملاً كهذا يجب أن يدفع قوى المقاومة إلى تنظيم صفوفها أكثر، والاقتراب أكثر من الحالة الشعبية التي تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن من لم يقاتل اليوم سيقتل غدًا؛ بالإهانة، أو بالجوع، أو بالرصاص، لا فرق، ومن لم يقاتل اليوم سيرى أن ما بقي من أرضه ووطنه يذهب ولا يعود، من لم يقاتل اليوم سيرى القدس يهودية بأمّ عينيه، وسيرى أن فلسطين كل فلسطين أصبحت "إسرائيل"، ومن لم يقاتل اليوم سيرى نفسه بعد ذلك يقف في طابور الذل ليعمل في أرضه عبدًا لدى العدو.

 

هذا هو التحدي الذي يواجهه شعبنا الفلسطيني اليوم، وهو موجود على مدار الوقت في شهر رمضان وغير شهر رمضان.

 

3-الحراك في مناطق الداخل المحتل إلى اتساع، والمواجهات في الشيخ جراح بوجه المستوطنين تشتد، هل تتوقعون أن تنفجر الأمور أكثر هناك؟

 

دائمًا هناك سبب أو أسباب للمواجهات مع العدو، وجود العدو على أرضنا هو سبب دائم للمواجهة، وملاحقة الناس وقتل الشباب الذي لا يتوقف على امتداد فلسطين، ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتدميرها، هي أسباب إضافية تدفع الناس إلى المقاومة. والمقاومة هنا هي حالة واجبة طالما هناك احتلال، فالمقاومة هي الرد الطبيعي على الاحتلال، لا يوجد شعب حرّ يقبل بالاحتلال، والشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال على مدار الوقت، ولم يتوقف يومًا واحدًا.

 

4-ماذا عن الهيئة الوطنية للدفاع عن الداخل المحتل التي أعلنت مؤخرًا؟ هل نحن أمام نوع جديد من المواجهة المرتقبة مع الصهاينة؟

 

هذه الهيئة تم تشكيلها للتواصل مع أهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948، وهي تعبير في الوقت نفسه عن وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وأننا شعب واحد في مواجهة عدو واحد.

 

5-كيف تصفون العلاقة مع باقي الفصائل الفلسطينية؟

 

الحالة الفلسطينية تعاني من ضعف شديد، وهذا يؤثر على الأداء العام سياسيًّا وعسكريًّا، فما زالت الحزبية هي المسيطرة رغم محاولات الخروج منها إلى رؤية أوسع وأرحب.

إن الشعب الفلسطيني يعرف جبهة أعدائه الحقيقيين، ولكنه يرى أن القوى التي تتحكم بالإطار الرسمي المعترف به كممثل للشعب الفلسطيني يرتمي على أعتاب هؤلاء الأعداء، وشعبنا يعرف حقوقه، ولكنه لم يعد يعرف ما إذا كانت قواه الوطنية تريد دولة فلسطينية، أم حكمًا ذاتيًّا في غزة أو الضفة الغربية (بحسب البرنامج الإسرائيلي). هذه الضبابية في البرامج السياسية الفلسطينية تجعل العلاقات الفلسطينية في حالة ارتباك مستمر، وفي حالة إشكال، ودائمًا نبحث عن قاسم مشترك، ولكن ما زالت علاقاتنا كقوى فلسطينية محكومة لبرامجنا الحزبية ومصالحنا الصغيرة.

 

التنظيمات التي ترى في نفسها أنها أقرب في برامجها تحاول أن تضع برامج نضالية مشتركة كلما كان ذلك ممكنًا، وفي الفترة الأخيرة كان هناك بيان مشترك صدر باسم (الجهاد – حماس – الجبهة الشعبية)، وهذا كان خطوة إيجابية يمكن أن نبني عليها، ولكن ليست كافية.

 

6- ما هو موقفكم مما يجري في أوكرانيا والحرب الدائرة هناك؟

 

إن ما يجري في هذه الحرب يُعتبر حربًا عالمية بكل ما تعني الكلمة من معنى، حتى لو لم تشارك أميركا ودول الناتو بشكل عسكري مباشر في هذه الحرب، ولكنها تدفع بكل ما تملك من قوة في استمرار هذه الحرب، وتقدم دعمًا عسكريًّا واقتصاديًّا هائلاً لأوكرانيا في مواجهة الاتحاد الروسي. أمريكا صنعت هذه الحرب، وهيأت لها كل الظروف، بهدف استنزاف روسيا وتحجيم دورها الدولي الذي بدأ يبرز بقوة في السنوات الأخيرة. لكنني أعتقد أن ما سيترتب على نهاية الحرب سيغير وجهة العلاقات الدولية، وسيفرض تحالفات جديدة غير التي ترتبت في نهاية الحرب العالمية الثانية، وسيأخذ العالم في علاقاته وموازين القوى فيه شكلاً مغايرًا لما كان عليه من قبل. وما يقلق ويخيف هو وضع العالم العربي والعالم الإسلامي في هذه المتغيرات، وحتى اللحظة لا نرى إلا حالة الارتباك والتردد التي تسود المنطقة العربية، وانتظار النتائج، وأسوأ من ذلك الاقتراب من العدو الصهيوني والتحالف معه، وما مؤتمر شرم الشيخ الذي حضرت فيه مصر والإمارات والعدو، وكذلك المؤتمر الذي سيعقد في الكيان الصهيوني وستشارك فيه بعض الدول العربية وأمريكا، إلا مؤشر لما آلت إليه الأوضاع وحالة ضياع الهوية العربية لصالح العدو. لذلك أرى أن التموضع إلى جانب العدو الصهيوني والتحالف معه هو اختيار التبعية سلفًا وقبل انقشاع ضباب الحرب، للجانب الأمريكي والعدو الصهيوني.

 

 

7- كيف تصفون قدرات المقاومة عسكريًّا، وتحديدًا الجهاد الاسلامي؟

 

المقاومة تعتمد قبل كل شيء على المقاوم الفلسطيني، وعلى حاضنته الشعبية التي يستمد منها الإرادة في مقاومة الاحتلال. وفي حالتنا الفلسطينية يعيش الإنسان مرحلتين، في الأولى يكون مقاتلاً، وفي الثانية يكون شهيدًا. وعندما تكون مقاتلاً يجب أن تكون شجاعًا، وعندما تُستشهد يجب أن تكون نموذجًا وقدوة. بعد ذلك يأتي الحديث عن القدرات العسكرية التي هي في الأصل إمكانيات متواضعة مقارنة بما يملكه العدو، ولكننا نراهن على المقاتل الذي لديه رسالة، ولا يخشى شيئًا ولا أحدًا إلا الله. حتى الشهادة سينالها هدية من الله تعالى، في نهاية رحلة الجهاد والمقاومة. هذه هي قدراتنا الحقيقية في مواجهة العدو، بالإضافة إلى ما تنتجه أيدي مهندسي المقاومة في ورشاتها التي لا تتوقف، وتقدم إبداعات ذات قيمة كبيرة، ولها تأثير مهم في ميدان المعركة، ومعركة سيف القدس كانت دليلاً على ذلك.

 

8- في ظل موجة التطبيع الجارف عربيًّا وخليجيًّا، ممّ تستمدّ المقاومة الفلسطينية دعمها؟

 

موجة التطبيع هذه ليست جديدة، نعم أخذت شكلاً أكثر وقاحة وأكثر فجورًا، فمنذ اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر، وما تبعها من اتفاقيات وادي عربة مع الأردن، وكذلك اتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، كُسرت المحرمات العربية في مواجهة العدو الصهيوني، وتبع ذلك ما سُمي بمبادرة السلام العربية، والتي كانت إعلانًا عربيًّا عن أن فلسطين أصبحت "إسرائيل"، وفقط يحاولون ترويض الشعب الفلسطيني للقبول بالأمر الواقع، لكن الشعب الفلسطيني ما زال متمسكًا بحقه في فلسطين، ويبدع في أشكال المقاومة، مستندًا بذلك لإيمانه المطلق بعدالة قضيته وحقه التاريخي في فلسطين، وحالة التضامن والتعاطف من الشعوب العربية والإسلامية، وكذلك موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم تدخر جهدًا في الدعم والتأييد للمقاومة والشعب الفلسطيني على كل المستويات السياسية والعسكرية والمعنوية، وفي التصدي بكل قوة واقتدار للمشروع الصهيوني الذي يستهدف كل المنطقة، ويسعى إلى إنهاء القضية الفلسطينية بكل ما تعني الكلمة من معنى.

 

9- كيف تقاربون هذه الموجة، ولا سيما أن بعض العواصم العربية باتت مشرعة أمام أعداء الأمة؟

 

بصراحة يعجز العقل عن أن يشرح أو يفسر ما يجري من حالة انهيار للنظام العربي بمجمله أمام المشروع الصهيوني، وهم يرون أن شعبنا المحاصر يستطيع أن يقاوم، ويستطيع أن يقاتل، وهم بكل مهانة يذهبون في الاتجاه الآخر، ويتحالفون مع العدو، وما قمة شرم الشيخ الأخيرة التي لم يمضِ عليها غير أيام قلائل، إلا مشهد من المشاهد التي تظهر حجم العجز العربي، فبات كيان الاحتلال الصهيوني دولة إقليمية رئيسية، وبات رئيس وزراء العدو، ودماء الشعب الفلسطيني على يديه، شريكا أساسيا في رسم سياسات المنطقة العربية، ويتشارك مع العرب الذين احتل أرضهم، وذبح أبناءهم في كل الحروب، وهم أسرى حرب. لقد حضرت إسرائيل بقضاياها إلى قمة شرم الشيخ، وحضر عراب التطبيع ولي عهد الإمارات التي أصبحت مركزًا لتبييض أموال يهود العالم، وحضرت مصر في ضيافة مصر، ولم يكن لها من قضايا سوى بعض المعونات وبعض الوعود، وغابت قضية العرب المركزية، غابت القدس وأهلها، وفلسطين واحتلالها، وإن حضرت غزة أو الضفة، فمن باب كيف يمكن أن نطوع أهلها، ونجعلها أكثر استجابة للشروط الأمنية الإسرائيلية.

 

10- ماذا يمكن أن يقال عن العلاقة مع الجمهورية الاسلامية اليوم؟ وهل ترون أن الدول العربية تخلّت نهائيًّا عن فلسطين؟

 

في هذا العالم المزدحم بكل شيء إلا العدل، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجانب الشعب الفلسطيني، مؤيدة ومساندة وداعمة، وأستطيع أن أقول إنها الوحيدة التي تدفع ثمن دعمها للشعب الفلسطيني، من حصار وعقوبات ومؤامرات، ورغم ذلك يزداد موقفها صلابة وإصرارًا على دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومن الجانب الآخر ينهار النظام العربي أمام العدو الصهيوني بلا حساب وبلا خجل، ويتخلى عن فلسطين وعن القدس بلا حدود.

 

11- كيف تعلقون على الزيارة المرتقبة للملك الأردني إلى فلسطين، وما يحكى عن مسعى يقوده كي يحول دون حصول تصعيد في شهر رمضان المقبل؟

 

بصراحة، لو لم تسألني لأعفيتني من هذه الإجابة، ولكن للأسف هذا دور وظيفي يقوم به الأردن لصالح العدو مجانًا، وخاصة أن هذه الزيارة تأتي بناء على طلب العدو الصهيوني، بهدف تهدئة الوضع في الضفة الذي من المتوقع أن ينفجر بوجه العدو بمناسبة شهر رمضان المبارك.

 

12- على أعتاب يوم الأرض، ما هي كلمتكم للداخل الفلسطيني وشبابه الذين يسطرون أروع الملاحم بوعيهم ومواجهتهم للاحتلال؟

 

يوم الأرض يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني، وهو تعبير حقيقي عن إرادة شعبنا في التمسك بحقوقه رغم كل الظروف التي تحيط به، وإن خروج شعبنا في هذا اليوم من كل عام يؤكد أن راية فلسطين يحملها أبناؤها جيلا بعد جيل في القدس والضفة الباسلة وفلسطين عام 1948 وفي قطاع غزة والشتات، فلا حملات التضليل ولا الانكسارات من حولهم استطاعت أن تهزم وعيهم وإرادتهم، وسنبقى على هذا الطريق إن شاء الله مقاومين وصامدين حتى نُسقط رايات العدو ونطرده من بلادنا، وواجبنا اليوم هو أكثر من أي وقت مضى أن نستمر في الجهاد والمقاومة حتى يأذن الله لنا بالنصر المبين.

 

13 ـ آخر جمعة من شهر رمضان المبارك هو اليوم الذي أكد الإمام الخميني على إحيائه كيوم عالمي للقدس، بماذا تعاهدون الإمام والأمة في هذا اليوم؟

 

يهل علينا شهر رمضان المبارك، وهو شهر الجهاد وشهر الانتصارات الكبرى في تاريخ الإسلام، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيه يوم القدس الذي يتزامن وليالي القدر العظيمة، والذي اختاره الإمام الخميني رضوان الله عليه، ليكون يومًا تجتمع فيه كلمة المسلمين وترتفع راياتهم من أجل تحرير القدس، فسلام على الإمام الخميني، يوم وُلد، ويوم يُبعث حيًّا.

- كلمة أخيرة

في العصور الماضية كان الغرب الأبيض يغزو أفريقيا ويستعمرها، وينقل الناس إلى بلاده ويحولهم إلى عبيد. وفي العصر الحديث أتى إلينا الغزاة ليستعبدونا في بلادنا، هنا في أقدس البلاد فلسطين، ويحولوا شعبنا إلى عبيد في خدمتهم، لنبني لهم المستوطنات، ونعمل في مصانعهم، هنا في بلادنا. وتُفتح بلاد العرب والمسلمين لهؤلاء الغزاة القتلة، ويتم استقبالهم كسادة يتمتعون في بلاد العرب والمسلمين، تُفتح لهم الفنادق والمنتجعات، ويكون الجميع في خدمتهم، في خدمة القتلة. أما الضحايا فيجب محاصرتهم وتجويعهم وترويضهم. وبدعوى الواقعية يقبل المهزومون المقهورون بما يريده الغزاة، يقبل الذين لا يريدون أن يقاتلوا بما يريده القتلة، ومن لا يقبل يُقتل أمام أعين الناس، ويهدم بيته، ليكون عبرةً للآخرين، وليكون سببًا آخر للمقهورين المهزومين ليقولوا: لا قبَلَ لنا بهم، وعلينا الاستسلام.

 

لقد تركنا قواعد الاشتباك، وقواعد القتال، وقواعد النصر التي حددها الله لنا، فلحق بنا الذل والهوان، قال تعالى: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" صدق الله العظيم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بيروت