نتائج مفاوضات روسيا وأوكرانيا في اسطنبول وتفاصيل مواقف الطرفين

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه الوفدين الروسي والإوكراني قبل بدء محادثات جديدة في إسطنبول. (رويترز).jpeg

كشف فلاديمير ميدينسكي كبير المفاوضين الروس في المفاوضات مع أوكرانيا، أن موسكو خطت خطوتين باتجاه التقارب مع أوكرانيا، مشيرا إلى أنهما تخصان الشقين السياسي والعسكري، فيما قال مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودولياك، إن نتائج اليوم الأول من مفاوضات إسطنبول مع الجانب الروسي كافية لعقد لقاء بين زعيمي البلدين.

وقال ميدينسكي للصحفيين في ختام جولة اليوم من المفاوضات التي عقدت في اسطنبول، فيما يتعلق بالشق السياسي ، إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ليس بعد التوصل إلى اتفاق بين البلدين بكل تفاصيله، لكن بالتزامن مع توقيع وزيري خارجية البلدين عليه بالأحرف الأولى.

أما في الشق العسكري فتحدث عنه العضو الآخر في الوفد الروسي، ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي، الذي أعلن عن قرار وزارته خفض النشاط العسكري "بشكل جذري" على محوري كييف وتشيرنيغوف (شمال أوكرانيا) بهدف تعزيز الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف المناسبة لمواصلة التفاوض والتوصل إلى الاتفاق المنشود.

وكشف ميدينسكي أيضا عن الحصول على حزمة من المقترحات الخطية من الوفد الأوكراني خلال المفاوضات تتضمن ما يلي:
 
1. إعلان أوكرانيا دولة حيادية وغير نووية وقائمة خارج أي تحالفات على أساس دائم بموجب الضمانات القانونية الدولية ، ويتم تقديم قائمة بالدول الضامنة.

2. لا تنطبق الضمانات الأمنية على أراضي شبه جزيرة القرم ودونباس، أي أن أوكرانيا تتخلى عن محاولة استعادتها بالوسائل العسكرية.

وهنا أشار ميدينسكي إلى أن هذا الطرح يعكس موقف كييف ولا يتوافق مع موقف موسكو، علما بأنها لا تعتبر القرم ودونباس جزءا من الأراضي الأوكرانية أصلا.

3.  أوكرانيا ترفض الانضمام إلى التحالفات العسكرية، ونشر قواعد ووحدات عسكرية أجنبية واستضافة تدريبات عسكرية دون موافقة الدول الضامنة، بما في ذلك روسيا.

4.  روسيا لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

5.  أوكرانيا تطلب صياغة القرار نهائيا في اجتماع بين رئيسي البلدين.

ووصف ميدينسكي مقترحات أوكرانيا بأنها "خطوة بناءة نحو حل وسط"، مضيفا أن روسيا ستدرسها.

الوفد الروسي كان بناءً خلال مفاوضات إسطنبول

وقال مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودولياك، في تصريح صحفي عقب انتهاء مفاوضات الوفدين الروسي والأاوكراني بقصر دولما بهتشه بمدينة إسطنبول، أن المناورات المتعلقة بنقل الوحدات العسكرية ستنتهي وفقًا للصيغة التي اقترحها الوفد الأوكراني فيما يتعلق بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وفتح الممرات.

وأشار إلى إمكانية إنشاء نظام أمني جديد بناء على مقترحات بلاده، لافتا أن العديد من الدول حول العالم تقبل المقترحات الأوكرانية.

وتابع قائلا: "إن الكفاح البطولي للشعب الأوكراني يظهر أن هناك حاجة إلى تنسيق أمني جديد حتى لا تتكرر مثل هذه الحروب".

ولفت إلى أن الوفد الروسي كان بناءً خلال مفاوضات إسطنبول، مضيفا في الوقت ذاته أن المحادثات لم تكن سهلة.

تركيا تعلن الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا على عدة مسائل

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، توصل الوفدين الروسي والأوكراني في مفاوضاتهما بمدينة إسطنبول، إلى اتفاق على عدة مسائل.

وفي تصريح صحفي أدلى به عقب انتهاء جلسة المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني  في إسطنبول، أعرب تشاووش أوغلو عن بالغ امتنانه لرؤية زيادة التقارب بين الطرفين الروسي والأوكراني في كل مرحلة من مراحل المفاوضات.

وأضاف أن مفاوضات إسطنبول بين الوفدين الروسي والأوكراني، مؤشر على ثقة الأطراف بتركيا.

وتابع الوزير التركي قائلا: "اليوم تم تسجيل التقدم الأكثر أهمية منذ بدء المباحثات الروسية الأوكرانية".

وأشار أنه من المتوقع أن يحدد وزيرا خارجية البلدين مسار المسائل الأكثر صعوبة في اللقاءات القادمة.

وأكد تشاووش أوغلو أن المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، بذلوا جهودا دبلوماسية كبيرة منذ اندلاع الصراع بين الجانبين، بهدف تهدئة الوضع ومنع التصعيد.

ولفت إلى أن المساعي الدبلوماسية التركية تكللت بعقد اجتماع بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف، وأوكرانيا دميترو كوليبا، بولاية أنطاليا التركية في 10 مارس/ آذار الجاري.

وذكر أنه أجرى زيارة إلى روسيا ومن ثم أوكرانيا لمواصلة المشاورات مع مسؤولي البلدين، وذلك بعد اجتماع لافروف وكوليبا في أنطاليا مباشرة.

وأوضح تشاووش أوغلو أن استضافة إسطنبول لجولة المفاوضات، تعد مؤشرا على مدى إيلاء تركيا أهمية لكلا الدولتين ولإحلال السلام في المنطقة.

وجدد تأكيده أن تركيا تولي أهمية كبيرة لوقف إطلاق النار بين الطرفين في أقرب وقت ومن ثم إحلال سلام دائم بينهما.

ودعا تشاووش أوغلو في هذا السياق إلى وجوب إنهاء الحرب التي أدت إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد مئات الآلاف من ديارهم.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات