الولايات المتحدة والأردن ومصر والاتحاد الأوروبي تشارك في اتصالات مكثفة لمنع اندلاع أي تصعيد في الأراضي الفلسطينية خلال شهر رمضان
الجهود تتركز على الأسبوع الثالث من رمضان الذي يتزامن مع عيد الفصح اليهودي
مسؤول فلسطيني: هناك اتصالات ولقاءات كثيفة معلنة وغير معلنة لضمان "رمضان هادئ"
مصدر أوروبي: "الكثير من الاتصالات الأوروبية جرت مع الجانب الإسرائيلي لضمان منع التصعيد
لم تتوقف الاتصالات واللقاءات السرية والعلنية خلال الأسابيع القليلة الماضية، لضمان مرور شهر رمضان بهدوء في الأراضي الفلسطينية وخاصة بمدينة القدس المحتلة أوائل أبريل/ نيسان المقبل.
ويستذكر الدبلوماسيون والمسؤولون العرب والأجانب مشاهد الاشتباكات في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في رمضان الماضي، ولا يريدون أن تتكرر من جديد هذا العام.
وتركزت الاتصالات بشكل خاص على فترة عيد الفصح الذي يتواصل من 15 إلى 22 أبريل، وهو ما يتوافق مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان.
ويكثف المستوطنون الإسرائيليون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى خلال فترات الأعياد اليهودية وبخاصة عيد الفصح.
ويخشى المسؤولون الفلسطينيون والدبلوماسيون الدوليون من أن تزامن هذه الاقتحامات مع الوجود الكثيف المتوقع للمصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان سيفجر الأوضاع.
ويطالب المسؤولون الفلسطينيون والدبلوماسيون الدوليون والعرب إسرائيل احترام الوضع القائم بالمسجد الأقصى والذي بموجبه فإن المسجد هو لصلاة المسلمين وحدهم.
ولكن وسائل إعلام عبرية قالت إن الشرطة الإسرائيلية قررت السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان "كالمعتاد".
ومنذ 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية أحادياً للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى يومياً، ما عدا يومي الجمعة والسبت، في خطوة لطالما نددت بها دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس وطالبت بوقفها.
اتصالات ولقاءات مكثفة
وقال مسؤول فلسطيني كبير للأناضول: "هناك اتصالات ولقاءات كثيفة، معلنة وغير معلنة، بهدف ضمان رمضان هادئ وخاصة بالقدس الشرقية المحتلة".
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "تشارك في هذه الاتصالات واللقاءات الولايات المتحدة والأردن والاتحاد الأوروبي ومصر".
وتابع: "الموقف الفلسطيني في كل هذه اللقاءات والاتصالات كان واضحا وهو أن الهدوء يتطلب من إسرائيل أن توقف انتهاكاتها واستفزازاتها بالقدس بما في ذلك اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وعمليات الهدم وإخلاء المنازل والاعتداءات على المواطنين وعنف المستوطنين وأن يتمكن الفلسطينيون من كل أنحاء الأراضي الفلسطينية من أداء صلواتهم بالأقصى دون قيود".
وذكر أنه "تم التأكيد أن الكرة في الملعب الإسرائيلي فالاحتلال هو المتسبب بالتوتر وهو المسؤول الأول والوحيد عن التصعيد في حال وقع".
وشدد على أن "الفلسطينيين هم في موقع الدفاع عن النفس في وجه ممارسات الاحتلال والمستوطنين".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بحث هذا الأمر مع مسؤولين إسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء نقتالي بينيت، الأحد الماضي، قبل أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في نفس اليوم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني في رام الله: "سنعمل على منع الإجراءات التي يتخذها أي من الجانبين والتي يمكن أن تزيد من التوترات".
وأضاف: "يشمل ذلك توسيع المستوطنات وعنف المستوطنين وهدم المنازل وكذلك الإخلاء والتحريض على العنف".
وتابع الوزير الأمريكي: "أكدنا أيضا ضرورة الاستمتاع بشهر رمضان وعيد الفصح المسيحي وعيد الفصح اليهودي بشكلٍ سلمي، هذه المناسبات كلها تأتي معا في غضون شهر".
وكان بلينكن قال التصريحات ذاتها بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في القدس الغربية في ذات اليوم.
وكان الأمر ذاته قد تم بحثه خلال لقاء الملك الأردني عبد الله الثاني في رام الله مع الرئيس الفلسطيني، الاثنين، وخلال استقبال العاهل الأردني لوزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس في العاصمة عمان، الثلاثاء.
وقال الديوان الملكي الأردني في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إن الملك أكد في لقائه غانتس وجوب "احترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها، وإزالة المعيقات واتخاذ الإجراءات التي تضمن حرية المصلين في شهر رمضان الفضيل".
وأضاف: "شدد جلالته، خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية، على أن الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلب احترام حق المسلمين بتأدية شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى المبارك، وإزالة أية عقبات تمنعهم من أداء الصلوات، ومنع الاستفزازات التي تؤدي إلى التصعيد".
وفي الإطار، يتوجه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، إلى العاصمة الأردنية عمان، في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، للقاء الملك عبد الله الثاني.
جهود أوروبية
وعلى الصعيد ذاته، فقد أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي للأناضول، بأن "الكثير من الاتصالات الأوروبية جرت مع الجانب الإسرائيلي، مؤخرا، لضمان منع التصعيد خلال شهر رمضان".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "مطلوب وقف استفزازات وعنف المستوطنين ومنع كل ما من شأنه أن يسبب التوترات".
وكان مكتب الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية أدان اقتحام مستوطنين لمبنى فندق "بتراء" بالبلدة القديمة في القدس، مساء الأحد الماضي.
وقال في تغريدة: "نشعر بالقلق إزاء احتلال مستوطنين إسرائيليين لفندق فلسطيني في البلدة القديمة في القدس الشرقية".
وأضاف: "يأتي ذلك في وقت ينبغي فيه بذل أقصى الجهود من قبل جميع الأطراف لضمان الهدوء قبل شهر رمضان المبارك".
وتابع مكتب الاتحاد الأوروبي: "يجب على السلطات الإسرائيلية معالجة الوضع على الفور من أجل منع التوترات من التصعيد على الأرض".
والاثنين، قال مكتب الاتحاد الأوروبي في تغريدة أخرى: "يجب حماية الفلسطينيين وفقًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي. من الضروري الآن منع المزيد من أعمال العنف قبل حلول رمضان، الذي يتصادف عيد الفصح (اليهودي) وعيد الفصح (المسيحي) في أبريل المقبل".
وكان مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزراء الخارجية يائير لابيد، والجيش بيني غانتس، والأمن الداخلي عومر بارليف، عقدوا في الأسابيع الأخيرة لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين بينهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ.
انتهاكات متواصلة
لكن وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي، قال إن سلطات الاحتلال وجماعات المستوطنين تصعد انتهاكاتها في مدينة القدس الشرقية المحتلة قبيل حلول شهر رمضان.
وحذر في تصريح مكتوب، من محاولات تقودها جماعات المستوطنين، بغطاء من شرطة الاحتلال، لتفجير الأوضاع الهشة أصلا في مدينة القدس.
وقال الهدمي: "في الوقت الذي تزعم فيه الحكومة الإسرائيلية أنها ترغب بالهدوء في المدينة فإنها تواصل انتهاكاتها ضد المواطنين والمقدسات والعقارات الفلسطينية بالمدينة وتشجع المستوطنين على تنفيذ المزيد من الاعتداءات من خلال توفير الحماية لهم".
وأضاف الوزير الفلسطيني: "إذا ما كان المجتمع الدولي جادا فعلا بمنع التوتر بالمدينة فإن عليه أن يضغط بالفعل وليس فقط بالقول على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف انتهاكاتها ولجم جماعات المستوطنين".
وأعلنت إسرائيل اعتزامها اتخاذ عدد من الإجراءات قبيل شهر رمضان بما في ذلك السماح لفلسطينيين من الضفة الغربية، ضمن أعمار ستحددها، لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
ولم يتضح ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستسمح لسكان قطاع غزة بالوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة خلال شهر رمضان ولكنها أعلنت، الأحد، السماح لـ 20 ألف عامل من غزة بالعمل في إسرائيل.
وتمنع القيود الإسرائيلية الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة.
ويتدفق مئات آلاف الفلسطينيين من القدس الشرقية والمدن والبلدات العربية في إسرائيل إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان لأداء الصلوات