زيارة الملك عبد الله الثاني إلى رام الله.. استثنائية ضمن حراك دولي "غير مسبوق"

بقلم: علي ابوحبله

  • المحامي علي ابوحبله

ليست مصادفة أن تترافق زيارة الملك عبد الله الى رام الله واجتماعه مع الرئيس محمود عباس حيث تعقد قمة النقب بحضور أربع دول عربيه ووزير الخارجية الأمريكي بلينكن  ، رفض الأردن دعوة يائير لابيد وزير خارجية إسرائيل  لوزير الخارجية الاردني  ايمن ألصفدي  لحضور قمة النقب ونأى الأردن  بنفسه عن التجاذبات السياسية الاقليميه والدولية  ويعود ذلك لسياسة الملك عبد الله الثاني الحكيمة وفق رؤيته وفضل لقاء الرئيس محمود عباس  لبحث مستجدات القضية الفلسطينية على مشاركة الأردن بما يسمى "  قمة النقب "

الأردن يؤسس لمسافة مع غزوة السلام الإبراهيمي مجددا بالرغم من أن شركائه في التمحور الإقليمي وخصوصا ممثلي دولة مثل الإمارات وأيضا البحرين من الأطراف الأساسية في لقاء النقب المثير للجدل والذي يعتقد الأردن بان الهدف الأساسي منه هو مسالتين.

 أولا حشد الإدارة الأمريكية مجددا لكل الأطراف المعادية لإيران باتجاه موقف موحد تجاه الملف الإيراني تحديدا.

 وثانيا وقد يكون الاهم تقليص مسافات الموقف الإسرائيلي و الإماراتي تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا حيث لوحظ التباين مبكرا بالنسبة لوزارة الخارجية الامريكية خصوصا في مواقف ابوظبي وتل ابيب الأمر الذي يفسر بالرؤية الأردنية إصرار الوزير بلينكن على الضغط على نظيره الإسرائيلي يائير لابيد للتصريح علنا  بان إسرائيل تدين ما اسماه الغزو الروسي على أوكرانيا.

الأردن وجد أن مصالحه الوطنية والقومية لا تنسجم مع هذا اللقاء و معاييره الدقيقة  فيما يتعلق في الملفين السوري والفلسطيني ، وفيما يتعلق بالملف الأوكراني  فالاجتماع براي عمان كان ينبغي أن يدعى إليه أيضا ممثلون للسلطة الفلسطينية وعدم حضور الفلسطينيين وحضور الأردن سيؤسس لمسافة لا يرى الأردن مرحليا أنها تكمل اي نصاب سياسي الا الابتعاد اكثر عن الحلول السياسية في الصراع الأساسي والقضية الفلسطينية وإغلاق المسارات وتكريس القطيعة للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس.

لذلك اجتهد إعلاميون وكتاب أردنيون في عمان بإظهار زيارة الملك عبد الله الثاني الى رام الله باعتبارها رسالة مهمة  للعالم اجمع عن أن ثوابت المواقف الاردنيه لم تتغير حيث قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الاثنين إن استقرار المنطقة يتطلب حل القضية الفلسطينية.

وأكد العاهل الأردني عقب اجتماعه مع عباس في مدينة رام الله بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن الأردن "سيبقى دائما مع الأشقاء الفلسطينيين وحقوقهم، ونقف معكم باستمرار، رغم كل التحديات". وقال: "لا يمكن للمنطقة أن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل دولتين، يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية". وشدد على ضرورة "وقف كل الإجراءات الأحادية، خاصة في القدس والحرم الشريف، والتي تعيق فرص تحقيق السلام الشامل الدائم في المنطقة، والذي هو هدفنا جميعا لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل".

وأكد أن الأردن مستمر بجهوده للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بموجب الوصاية الهاشمية.

من جهته قال الرئيس محمود عباس "شرف كبير لنا أن تزورونا جلالة الملك، سعداء برؤيتكم في بلدكم الثاني فلسطين، لبحث العديد من القضايا والتشاور المستمر بيننا حولها، ويهمنا التواصل الدائم سواء بالزيارات أو عبر الاتصالات بيننا". وأضاف: "نحن مع الأردن المصلحة واحدة والهموم واحدة والآمال واحدة، لذلك نرحب دائما بمثل هذه الزيارات الهامة، وهي زيارة مهمة جدا للتشاور والحديث حول ما يحصل".وأكد قائلا "لا ننسى أبدا أن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية هو موقف فلسطيني، ونحن نعلم بأن تعليمات جلالتكم بأن كل شيء يتعلق بفلسطين لا تراجعه وإنما ينفذ فورا".

هذه المواقف تعبر عن نفسها الا وهي أن الاردن وفلسطين في مسار واحد وأن الاردن الشقيق لن يتخلى عن فلسطين مهما كانت التضحيات في ذلك لان هذا قدر الاردن في أن يكون السند الداعم لقضيته الاولى فلسطين والقدس .

بكل حال  يكرس الأردن جهوده لتعزيز علاقاته وصلاته واتصالاته مع السلطة الفلسطينية ويقول ضمنيا بالغياب الملموس والواضح عن أجندة قمة النقب بان حساباته  الوطنية والاقليميه لا مساومة عليها ، وأن سياساته تأخذ منحى متوازن بما يحقق أمن الأردن واستقراره   وهي حذرة في بعض التفاصيل خصوصا عندما يتعلق الامر بتجاوز الموقف العلني في الازمة الاوكرانية باتجاه المشاركة في اي عملية سياسية ضد موسكو  خصوصا وان مصالح الاردن الحدودية في الملف السوري تحديدا كانت طوال السنوات الماضية برعاية الصداقة الأردنية الروسية وعمان تخشى من اختلاط الأوراق هنا.

  أضافه لذلك فان الأردن يتخذ كافة التدابير والمواقف الاحترازية   من عودة شبح صفقة القرن ومحاولة إنعاشها وهي التي تجعل الاردن يؤسس لمسافة متباينة إلى حد ما مع نمطية السلام الإبراهيمي  ويتعاط بذلك بحرفيه ومهنيه سياسيه دون مجاهرته لعداء احد  ، ولا شك أن أي محاوله للانتقاص من الدور الأردني والوصاية الاردنيه على الأماكن ألمقدسه في القدس ستبوء بالفشل .

  الأردن بحسه الوطني والقومي يدرك المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية وتتهدد الأمن القومي الأردني ، ورغم اللقاء الذي عقد في رام الله بين الوزير بلينكن والرئيس محمود عباس ليست بصدد تقديم أي مبادرة لتحريك الملف الفلسطيني سياسيا او تفاوضيا .

وقد تكون المنطقه  مفتوحة على أفكار إسرائيلية تدعو إلى توفير مظلة إسلامية او عربية اشمل من الوصاية الأردنية على القدس والمسجد الأقصى وهو أمر تأخذه القيادة الاردنيه بحسبانها  ولن تسمح بذلك القيادة الاردنيه والفلسطينية بتمريره  

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت