قال بيني غانتس وزير الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، إن قواته لن تتوقف أو تتدخر أي جهد عملياتي من أجل تحقيق السلام والأمن واستعادة الهدوء بشكل كامل.
جاء ذلك في أعقاب تقييم أمني أجراه غانتس بمشاركة كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، حيث أشاد بقواته التي قامت بتصفية خلية الجهاد الإسلامي في جنين.
وفي السياق، يعقد هذا المساء رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت جلسة مشاورات أمنية مع كبار ضباط جهاز الشاباك، بحضور رئيسه رونين بار.
فيما زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، مقر وحدة المخابرات التي تشرف على العملية العسكرية في الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة.
تفاصيل جديدة حول عملية "قوة اليمام"
و نشر موقع "واي نت" العبري، مساء السبت، تفاصيل جديدة حول ظروف العملية التي نفذتها قوة اليمام الخاصة ضد ما وصفتها بـ “القنبلة البشرية الموقوتة” المتمثلة في شهداء عرابة الذين استشهدوا فجرًا.
وبحسب الموقع، فإن “نصف ساعة ذهبية” هي من فصلت بين المعلومة التي وصلت لجهاز الشاباك حول الخلية، وتنفيذ العملية بهذه السرعة من خلال القوة الخاصة بمساندة قوة أخرى من الجيش الإسرائيلي.
وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، تلقى جهاز الشاباك معلومات حول مكان الخلية، التي كانت تتحرك في مركبة بين جنين وطولكرم، وأثناء تجولها قرب عرابة، تحركت قوة بسرعة تجاههم وحاولت اعتقالهم، إلا أنهم بادروا بإطلاق النار بكثافة تجاه القوة الخاصة، ودار اشتباك بالمكان أدى لإصابة 4 جنود بينهم ضابط بحالة خطيرة، وتصفية أفراد الخلية بعد إطلاق وابل من النيران تجاه المركبة التي كانوا على متنها.
ووفقًا لجهاز الشاباك، فإن أفراد الخلية خططوا لهجوم كان سينفذ سريعًا، وأنهم نفذوا هجمات سابقة، وأن التقديرات بأنهم خططوا للتسلل إلى مستوطنة بالضفة، أو بمركبتهم إلى داخل الخط الأخضر لتنفيذ عملية على غرار ما جرى في “بني براك”.
وزار مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، الضابط المصاب الذي رمز له بحرف “س”، وقال إن الخلية كانت في طريقها للهجوم، وأن الجيش والشاباك والشرطة بوحداته الخاصة ومنها اليمام سيواصلون عملياتهم لوقف أي هجمات ولإعادة الشعور بالأمن بالنسبة للسكان.
والضابط المصاب 43 عامًا، يعمل برتبة مقدم في وحدة اليمام، وقاد عشرات العمليات التي أدت لاستشهاد واعتقال فلسطينيين من بينهم الشهيد أشرف نعالوة منفذ عملية بركان، واعتقال عاصم البرغوثي منفذ عملية جفعات زئيف، وإعادة اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفعيات من أبطال نفق الحرية.
الجهاد الإسلامي قد يصعد من غزة
هذا وقال موقع "واي نت" ، إن "عدوانية قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة والتي أدت لاستشهاد 7 فلسطينيين في غضون يومين، بمثابة رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل مصرة على منع تصاعد الهجمات."
واعتبر الموقع في تقرير تحليلي للصحفي والمحلل الئيور ليفي، أن "هذه العدوانية قد تؤدي إلى تقويض ساخات أخرى، وتقود الأطراف إلى تصعيد أوسع، وإذا دعت الحاجة إلى معركة أخرى."
وأشار ليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي يركز جهوده بشكل أساسي على مناطق شمال الضفة الغربية، معتبرًا أن ذلك ليس من قبيل المصادفة، لكنه جاء مع كشف هوية منفذ عملية بني براك ضياء حمارشة من قرية يعبد في جنين، لكن الصورة أكبر منه، حيث تعد جنين حاليًا أكبر وأخطر "عش للإرهابيين ضد إسرائيل". وفق وصفه.
ولفت إلى جنين تعتبر مركز قوة للجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، إلى جانب وجود قوة حاضرة لحماس وكتائب شهداء الأقصى داخلها، مشيرًا إلى أن معظم التهديدات التي ظهرت ضد إسرائيل في الأسبوع الماضي من قبل العناصر المسلحة في الضفة كان مصدرها جنين.
واعتبر أن ذلك لا يشكل مفاجأة كبيرة، وأن هذا الاتجاه واضح لأي شخص يتابع عن كثب الوضع الفلسطيني.
وقال "مرت 4 أشهر على بداية 2022، وخلال هذه الفترة اعتقل 800 فلسطيني يشتبه أن معظمهم كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات، وكان هناك اعتقالات وقائية لعوامل تحرض على التصعيد، وكان القصد من هذه الاعتقالات خفض التوتر قد الإمكان، لكن لا أحد من السذاجة يعتقد أنه يمكن منع أي نشاطات إرهابية بشكل كامل". وفق تعبيره.
وأضاف "المجموعات العسكرية كانت موجودة، والأسلحة كانت ولا تزال موجودة منذ فترة طويلة، والضعف السيادي للسلطة الفلسطينية في مناطق محددة مثل جنين لم يبدأ أمس أو الثلاثاء، ما تغير هو أن الإرهاب رفع رأسه". وفق تعبيره.
واعتبر الصحفي الإسرائيلي أن هناك عاملان يشجعان على تشكيل خلايا عسكرية بالضفة، من الخارج صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ويعمل من تركيا ولبنان، وهو عامل رئيس في تجنيد الخلايات العسكرية، والثاني الجهاد الإسلامي الذي يهيمن على شمال الضفة الغربية وينجح في تهريب وضخ مبالغ مالية كبيرة لنشاطات الخلايا العسكرية التابعة لها ويقوم بشراء الأسلحة وتجنيد فلسطينيين ليسوا بالضرورة مرتبطين به، وذلك لتنفيذ هجمات مقابل أن يدفع لهم، ويقف خلف هذه النشاطات أمين عام الحركة زياد النخالة، ورئيس الجناح العسكري أكرم العجوري، وكلاهما يعملان من لبنان.
ويرى ليفي، أن ما ينبغي أن يزعج إسرائيل الآن هو إمكانية أن يذهب الجهاد الإسلامي للرد على الاغتيال من قطاع غزة، وهو تنظيم له وجهات نظر ومصالح مختلفة أثبتت في الماضي ذلك وأنه لا يستسلم لرغبات حماس التي تسعى لإبعاد غزة عن الحرب في هذه المرحلة وتركز جهودها على تصعيد الأحداث بالضفة وشرقي القدس وحتى "عرب إسرائيل". وفق قوله.
وقال ليفي "من المرجح أن يرغب الجهاد الإسلامي بشدة في الرد على اغتيال نشطائه، وعلى الرغم من أن أولويته الأولى هي أن يأتي الرد من الضفة الغربية، إلا أنه إذا لم ينجح واشتد الضغط الإسرائيلي، فمن المؤكد أنه سيكون أقل ترددًا في استخدام القوة الأكثر فاعلية لديه والرد من قطاع غزة، ومن ثم يمكن أن يدخل هذا التصعيد مرحلة أكثر خطورة".