- أحمد إبراهيم
تعيش المنطقة ومنذ فترة ما يمكن وصفه بمهرجان المصالحة للجميع ، مصالحة تأتي في ذروة تغيرات متعددة ومتوالية لا تتوقف ، الأمر الذي سيؤثر بالتأكيد على كثيرا من قضايانا السياسية ، ولعل أبرزها القضية الفلسطينية.
في البداية يجب أن نعترف بأن ما يجري في العالم من تحولات الآن بات يؤثر على جميع المسارات السياسية والقضايا الاستراتيجية المتعددة ، وخلال الفترة الأخيرة فقط حصل تقاربا مصريا تركيا ، وإسرائيليا تركيا ، بل ومصريا قطريا ، وغيرها من خطوات التقارب السياسية المهمة الأخرى.
وفي هذا الصدد أيضا رصدت بعض من وسائل الاعلام حديث يتزايد وبقوة بشأن العلاقات الأردنية الفلسطينية ، وأشارت بعض من هذه الوسائل أن بعض من كبار المسؤولين السياسيين في الأردن أكدوا على أهمية العلاقات مع الفلسطينيين ومختلف الفصائل.
وأنا هنا لست بمعرض عن الحديث عن أهمية هذه العلاقات ، فالعلاقات الفلسطينية الأردنية أكبر من أن تحتوى وأعظم من أن يكتب عنها .
واعتقد أن جميع الزملاء أو الأصدقاء الأردنيين يؤمنون بأهمية هذه القضية ، بل ويشيدون دوما بها سواء من خلال مقالاتهم الصحفية أو البوصلة الوطنية الأردنية التي دوما ما غابت عنها فلسطين.
غير أن الأردن هي جزء أصيل من العالم والشرق الأوسط ، هذا الجزء الذي طالما اعتززنا به وبمواقفه السياسية الاصيلة الوطنية.
وخلال الفترة الأخيرة تزايدت التجاذبات بشأن الدور الأردني في القضية الفلسطينية ، ولاحظت أن بعض من المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي تنتظر من الأردن الكثير والكثير ، وفي هذا الصدد قالت بعض من المنصات والنشطاء بالمقاومة أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الأردن ، خاصة إزاء الوضع في المسجد الأقصى ، أو غيره من المقدسات الدينية الأخرى.
وتؤمن الأردن بضرورة تهدئة الأوضاع في الأقصى أو عموم الأراضي الفلسطينية ، وهو موقف تتشارك فيه مع المملكة جميع الأطراف الدولية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وبالحديث مع أحد المصادر الفلسطينية الصديقة انتقد وبشدة أي موقف يمكن أن ينال أو ينتقد الموقف الأردني ، موضحا أن هذه الأقوال أو التصريحات تعود إلى سوء فهم الوضع الدقيق في القدس ، وتفهم الأردن الباسلة دوما إلى حاجة الجمهور الفلسطيني للاحتفال بشهر رمضان سلميا.
غير أن ما سبق يجب أن يتم دراسته ومتابعته سياسيا ، خاصة وأن العاهل الأردني الملك عبد الله شفاه الله لوطنه وللعرب جميعا ، سيجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأيام المقبلة في عمان عقب عودته من رحلة العلاج ، وسيكون الهدف لمناقشة الأوضاع الدقيقة في فلسطين والتعاون بين الدولتين الذي من شأنه أن يحافظ على الاستقرار والنظام في الضفة الغربية والقدس خلال شهر رمضان.
وتزداد أهمية هذه الخطوة خاصة وأن العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس التركب رجب طيب أردوغان راضيان عن التعاون الاقتصادي والأمني ، وسيعملان على التنسيق سياسيا في بعض من القضايا ، خاصة القضايا السياسية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت