صمود الشعب الفلسطيني يربك حسابات الاحتلال ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته

بقلم: علي ابوحبله

جنين - تشييع جثامين شهداء جنين شأس كممجي من كفر دان ومصطفى ابو الرب من مسلية في مسيرة حاشدة وسط المدينة 2.jpg
  • المحامي علي ابوحبله

عقب العمليات الموجعة التي ضربت العمق الإسرائيلي في بئر السبع والخضيره وبني براك  وآخرها عملية ديزنغكوف وقد ذهب ضحيتها 14 إسرائيلي وأصابت الأمن الإسرائيلي في مقتل ،   تشن  سلطات الاحتلال عمليات واسعة في مختلف المحافظات الفلسطينية بعد قيامها بعدد من عمليات الاغتيال ، وتشكل جنين اليوم معضلة أمام إسرائيل ، فقد هددت قوات الاحتلال مساء الأحد، والد الشهيد رعد فتحي زيدان منفذ عملية تل أبيب بتصفيته إذا لم يسلم نفسه فورًا.

ويرفض والد منفذ عملية تل أبيب فتحي زيدان الخضوع للمخابرات، وردد الآية القرآنية ” قَالُوا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا “، مؤكدًا أنه لن يسلم نفسه. وتتعرض عائلة الشهيد لمضايقات وضغوط مستمرة من الاحتلال، وتلقى والده عدة اتصالات من المخابرات طالبته بتسليم نفسه مع أبنائه لكنه رفض، وقد هاجم الاحتلال منزله قبل يومين ولم يعثروا عليه، علمًا أنه ألقى كلمه عقب استشهاد ابنه، أثارت غضب الاحتلال الذي اعتبرها تحريضاً ودعماً للعمليات، وطالبت إسرائيل السلطة الوطنية عبر الولايات المتحدة، بقطع راتبه التقاعدي كونه عقيد في الأمن الوطني، وعدم صرف راتب شهيد لابنه الذي نفذ هجومًا في تل أبيب.

أمام ذلك التحدي وأمام قلعة الصمود في جنين تقف حكومة الاحتلال أمام خيارات جميعها قد تقود لانفجار فلسطيني في وجه الاحتلال خاصة وأنها تتخوف من تداعيات إصرار المتطرفين والأصوليين من اقتحام المسجد الأقصى  ، فقد أصدرت جماعات الهيكل المتطرفة دعوتها المركزية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال “عيد الفصح” العبري، وذلك من 15 لغاية 22من شهر 4-2022 “منتصف شهر رمضان”.ونشرت الدعوة مرفقة بصورة لخروف صغير رمزًا للقربان الذي يتوعد الحاخامات بتقديمه في الأقصى هذا العام.

 وجاءت الدعوة بعد الاجتماع أو “القمة الحاخامية” التي عقدت في المسجد، ولدعوات حاخامات اليمين لتقديم القرابين فيه مساء الجمعة 15-4-2022. وقالت جماعات الهيكل المتطرفة أن المشاركة في “عيد الفصح” العبري في الأقصى مهم.

وتأتي دعوتها هذه قبل 11 يومًا من موعد الاقتحامات المرتقبة، لتخرج جماعات الهيكل بذلك عن تحفظها الذي اتبعته منذ ما بعد معركة “سـ.ـيف القدس” والذي كانت بموجبه تتجنب النشر العلني عن اقتحاماتها وتلجأ إلى أساليب تعبئة أخرى.

هذا الإعلان يؤكد أن الاقتحام قائم، وأن حكومة الاحتلال وشرطتها قد تعهدت بتأمينه وحمايته، وقد حُصرت الاقتحامات بالأوقات الصباحية لحشد جهود شرطة الاحتلال وجماعات الهيكل المتطرفة خلالها، وهو ما يجعل التصدي لهذه الاقتحامات أولوية أولى للدفاع عن الأقصى اليوم.، ويأتي هذا الإعلان مكملاً للقمة الحاخامية التي عقدت في الأقصى، ولدعوات حاخامات اليمين الصهيوني الديني لتقديم القرابين فيه مساء الجمعة 15-4-2022، وهو ما تعهد بفرضه رفائيل موريس زعيم جماعة “العودة إلى جبل الهيكل”.

ووفق كل المؤشرات فان المنطقة حبلى بالمفاجآت التي تخشى من حدوثها  حكومة الاحتلال وهي في حاله من الضعف والترنح بعد انسحاب عديد سليمان من الحكومة وفقدانها للاكثريه  

يتمثل الهدف المعلن للجهود القائمة التي تبذلها حكومة بينت  منذ قرار وقف حرب غزة الرابعة في تجنب الحرب الخامسة بكل ما يحيط بها من تحديات ومخاطر. وتتعلق المخاطر الأساسية من الحرب القادمة بما تحمله من طبيعة صفرية تقوم على تحقيق هدف تحييد التهديد القادم من غزة من وجهة نظر إسرائيل،  وتخشى من تداعيات أي حرب مماثلة أن تمتد وتسمح بتداخل أطراف إقليمية أخرى، وخاصة مع إمكانية التصعيد في المسجد الأقصى والقدس وغيرها من المناطق في الضفة الغربية والمدن الفلسطينية  المختلطة عام 48  

تصاعد أعمال المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني يربك حسابات الاحتلال ، ويعيد  القضية الفلسطينية لواجهة الإحداث ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته ، حيث  يتطلع الفلسطينيون إلى نهج مغاير من المجتمع الدولي نحو إيجاد حل جدي وسريع في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد سنوات من التهميش وفي ظل تعنت اسرائيلي وامعان في تجاهل الحقوق الوطنيه وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني و رفض الحكومات الإسرائيلية الجلوس على طاولة المفاوضات لإحياء عملية السلام.

إن القضية الفلسطينية واجهت واقعا من التهميش على مدار الأعوام الماضية في ظل عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ القرارات الدولية والأممية الخاصة بالقضية الفلسطينية. وهذا الوضع يزيد في تعقيدات الوضع ويقود لتفجير الاوضاع في المنطقه برمتها

هذا في الوقت الذي نشهد فيه تحرك دولي لحل الأزمة الأوكرانية الروسية ، بينما لم يفعل الشيء ذاته تجاه إسرائيل التي تحتل الأرض الفلسطينية منذ ما يقارب ٧٤ عاما

مطلوب من المجتمع الدولي الشروع الفوري لتطبيق قرارات الشرعية الدولية والصادرة عن المنظمات الدولية كمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وضرورو التوقف عن ممارسة ازدواجية المعايير التي يمارسها المجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بفلسطين وحقوق شعبها، والعالم اجمع يدرك أن الفلسطينيين يتعرضون "للظلم واحتلال الأرض منذ عشرات السنين".

ويطالب الفلسطينيون بحقهم بالعيش بحريه وكرامه وحق تقرير المصير وحقهم بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية. وفي حال تقاعس المجتمع الدولي عن وضع حدود لتغول  سلطات الاحتلال  واعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني  فان المنطقة مرشحه للانفجار الشامل

 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت