اقتحمت قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى، وذلك لليوم الثالث على التوالي، من أجل تأمين الحراسة لاقتحامات "جماعات الهيكل" المزعوم لساحات الحرم القدسي الشريف، بمناسبة عيد "الفصح العبري".

وانتشرت قوات التدخل السريع في ساحات الحرم وعند المصلى القبلي واعتلت صحن قبة الصخرة، وقامت بإخلاء الفلسطينيين من ساحات الحرم وأبعدتهم عن مسار اقتحامات المستوطنين، كما قامت بإغلاق أبواب مصليات الأقصى وحاصرت المصلين والمعتكفين.

ووفرت قوات شرطة الاحتلال الحراسة للمستوطنين الذين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات تضم 40 مستوطنا، حيث نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وقاموا بتأدية شعائر تلمودية بالجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة.

واستمر الاقتحام نحو ثلاث ساعات ونصف، قبل أن ينسحب المستوطنون، وقوات الشرطة من المسجد.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، في تصريح مكتوب، إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد، اليوم ، بلغ 622 مستوطنا.

وتمت الاقتحامات على شكل مجموعات، ضمّت كل مجموعة عشرات المستوطنين، بحراسة عناصر من الشرطة الإسرائيلية.

وفي المقابل، واصلت شرطة الاحتلال التضييق على الفلسطينيين، ونصبت الحواجز داخل القدس القديمة وعند الطرقات المؤدية إلى أبواب الأقصى، ومنعت من الكثير من الفلسطينيين وخاصة من جيل الشباب( تحت سن الـ25 ) الدخول للأقصى لأداء صلاة الفجر، واعتدت على بعضهم قرب مقبرة اليوسفية.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز صوب المصلي القبلي بالمسجد الأقصى، كما قامت بإخلاء النساء من محيط المصلى القبلي لتأمين مسار اقتحام المستوطنين.

وأصيب العشرات بحالات اختناق داخل المصلى القبلي، بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز نحو المحاصرين داخله.

وتأتي اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه للأقصى، في وقت تخطط الجماعات الاستيطانية لتنظيم "مسيرة أعلام" حول أسوار البلدة القديمة، غدا الأربعاء.

وقال منظمو المسيرة إنها "جاءت ردا على فقدان "السيادة الإسرائيلية بالقدس المحتلة".

وتقدمت جمعيات استيطانية بطلب لشرطة الاحتلال، للسماح لها بإقامة "مسيرة أعلام" حول أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، الأربعاء.

ودعت الجمعيات الاستيطانية مناصريها للحضور يوم الأربعاء، عند الساعة الخامسة بعد العصر للتجمع غرب القدس المحتلة والبدء بالمسيرة.

وستمر "مسيرة الأعلام" قرب باب الأسباط في مكان إلقاء الحجارة تجاه حافلات المستوطنين الأحد.

 

ومنذ اليوم الأول من "عيد الفصح" العبري الذي يصادف الخامس عشر من نيسان الجاري حتى الواحد والعشرين منه، يواصل المستوطنون اقتحام المسجد، وتدنيس ساحاته بطقوسهم التلمودية.

وأفاد حراس الأقصى بأنهم كشفوا أكثر من 15 محاولة لإدخال القرابين إلى المسجد، تلبية لدعوات أطلقتها "منظمات الهيكل"، التي أعلنت عن جوائز مالية لمن ينجح في إدخال القرابين، وتقديمها في ساحات الأقصى.

وبلغت حصيلة اعتداءات الاحتلال على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى خلال تأمينها اقتحامات المستوطنين على مدار الأيام الأربعة الماضية أكثر مئتي إصابة ونحو ستمئة اعتقال.

 

حماس: ماضون في الرّباط والتصدّي للاحتلال وسيبقى الأقصى إسلاميًا خالصًا
قالت حركة حماس في بيان "يؤكّد شعبنا كلّ يوم على أنّه خطّ الدّفاع الأوّل عن ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى، برباطه وصموده وتضحياته، مسطرًا بذلك ملحمة بطولية ستُفشل مخططات الاحتلال الساعية لفرض التقسيم الزماني والمكاني، عبر تكرار اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلّين الآمنين."

وأضاف في بيان :"نجدّد التأكيد أنَّ المسجد الأقصى المبارك، كان وسيبقى إسلاميًا خالصًا، ولن يكون للمحتل الغاصب مكان فيه، وستتحطّم أحلامه أمام صمود ورباط شعبنا المتجذّر في هذه الأرض المباركة. "

 

هنية يهاتف وزير الشؤون الخارجية في نيجيريا

وهاتف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جيفري اونيما وزير الشؤون الخارجية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، مستعرضًا الأحداث الجارية في المسجد الأقصى منذ أيام، ومحاولات المستوطنين إدخال وذبح القرابين داخل المسجد.

وعبر رئيس الحركة عن شكره لدور نيجيريا الإيجابي في محاولتها تعليق صفة الاحتلال كمراقب في الاتحاد الإفريقي، داعيًا إياها إلى مزيد من الضغط من أجل شطب العضوية بالكامل، وإحباط الاختراق الإسرائيلي في القارة الذي يستهدف ثرواتها واستقرارها وأمنها.

وأكد حرص الحركة على دور نيجيريا المركزي في القارة الإفريقية وقضايا المنطقة، ومعربًا عن تطلعاته لدور أكبر لنيجيريا لمكانتها ودورها، راجيًا الله أن يحفظها من التوتر، وينعم عليها الأمن والاستقرار.

من جانبه أعرب  الوزير النيجيري عن تقديره وشكره للاتصال، مشددًا على موقف نيجيريا الواضح بأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، لافتًا إلى أن جرائم الاحتلال في فلسطين تعزز موقف نيجيريا الرافض للاحتلال ووجوده في الاتحاد الإفريقي  بصفة المراقب.

وقال "نؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني وعودته لأراضيه عام 48"، معربًا عن رفضه المخطط الإسرائيلي القاضي بضم الأراضي الفلسطينية، ومؤكدًا أنه سيدرس الإدانة الشديدة لجرائم الاحتلال في الأقصى مع الحكومة النيجيرية.

 وعبّر عن تعاطف نيجيريا وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، واستمرارها في المناداة في المحافل الدولية كافة بضرورة احترام حقوق الإنسان في فلسطين.

الديمقراطية : المسجد الأقصى لا يقبل القسمة ولا يتسع لغير الفلسطينيين والعرب والمسلمين

قالا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين :" المسجد الأقصى لا يقبل القسمة ولا يتسع لغير الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وشعبنا سيفشل المشاريع الإسرائيلية التهويدية."

وشددت في بيان :" دولة الإحتلال تمارس عدواناً أكثر عنجهية ودموية بحق شعبنا الفلسطيني، وتعمد على فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، مستغلة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية الروسية والصمت العربي والدولي، في ظل غيبوبة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وغياب الحماية لشعبنا."