ما بين زمن الجارية "عرفة"...واحلام الحرة شراة الهاشمية

بقلم: عبد الرحمن القاسم

  • عبد الرحمن القاسم

-عرفة-

656 ليست مقدمة او المفتاح الدولي للاتصال باحدى الدول بل السنة الهجرية التي وردت فيه عبارة  "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم" كانت مكتوبة على سهم دخل من احد شبابيك القصر ليستقر في صدر "عرفة"

"عرفة": محظية المستعصم بالله الخليفة السابع والثلاثون العباسي, كانت ترقص وتغني في دار الخليفة وفي حضرة الخليفة المحاصر قصره بعساكر الغزاة التتار فانزعج الخليفة من ذلك السهم "الاختراق الامني للقصر" وفزع فزعا شديدا، وأحضر السهم الذي أصاب الجارية عرفة  فإذا عليه العبارة اعلاه . فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة.

دار الخلافة والتي كانت محاطة بحنود السلطان هولاكو والذي بفضل خيانات بعض الامراة والولاة الذين كانوا يبعثون بالهدايا والعطايا لاتقاء غضب وسخط هولاكوا عليهم ويبقيهم اياما اطول على كرسي الولاية او الامارة. وكذلك الوزير الاول او المستشار المقرب لدي الخليفة المستعصم. "مؤيد الدين بن العلقمي" والذي كان اي ابن العلقمي يشير على المستعصم بان يرسل الهدايا والعطايا لهولاكو وهو اول من اشار لهولاكوا بقتل المستعصم اخر خلفاء الدولة العباسية.

 

- شراة العلوية الهاشمية-

فتاة جميلة وتضاربت اكثر من رواية ان كانت اسيرة من بين الف امراة كن يعانين من سوء معاملة اسرهن وواذلالهن في سجون الروم لدى غزوهم بلدة عمورية في الاناضول بتركيا. او انها كانت في السوق واختلف مع احد جند الروم حول بضاعة فصفعها على خدها. او ان احدا من الغزاة حاول جرها من شعره او اهانتها فصاحت "وامعتصماه", وقال لها ذالك المعتدي: ساخرا " انتظريه حتى يأتيك على حصانه الأبلق لينصرك" وينقل تلك الصورة الى الخليفة المعتصم بالله ابن الرشيد. الاعرابي  قائلا :" كنت ... ، في سوق عمورية، فإذا بامرأة عربية في السوق مهيبة جليلة تسحل إلى السجن، فصاحت في لهفة: وامعتصماه وامعتصماه". ليحرك الخليفة جيشا قوامه 90 الف مقاتل مقاتل لفتح عمورية في شهر رمضان الفضيل.

وللموضوعية والامانة لم يكن صوت شراة هو السبب الرئيس بل  ارتفاعا لموجات الصدى الأليم الذي تردد طيلة سنوات على حدود الخلافة، بسبب انطلاق فتنة بابك الخُرَمي الذي كون جيشا عظيما، وأقام له نحلة عقائدية بالغة التعقيد، فيها إيمان شديد بالحلول وتناسخ الأرواح وعداوة مفرطة للإسلام والمسلمين.وطوال عهد المأمون كانت فتنة بابك تقض مضاجع المسلمين، وان  بابك الخرمي وأتباعه، نجحوا في الاتصال بإمبراطور الروم توفيل بن ميخائيل ، فأوهموه بأن الطريق إلى بغداد سالكة وسهلة، فجهز الرجل جيوشه الفتاكة التي عبرت أمواج الدم وأقامت جسورا من الجماجم والدموع. في  أطراف الدولة الإسلامية مثل مدن خط الشام المحاذية لتركيا الآن أكثر المدن عرضة لعدوان إمبراطور الروم ، و أسر أكثر من ألف امرأة مسلمة بعد تقتيل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، وتشويه أجسادهم بالتقطيع والتعذيب الوحشي، وعلى الضفة الأخرى للتاريخ والضمير انطلق جيش المعتصم، فكانت معركة عمورية.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت