المستوطنون والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية

بقلم: سري القدوة

انقلاب حافلة على طريق المدينة المنورة
  • بقلم  :  سري  القدوة

الاثنين 25 نيسان / أبريل 2022.

 

الاعتداءات الوحشية بحق كنيسة القيامة والمصلين المحتفلين بسبت النور جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم المستوطنين حيث قامت سلطات الاحتلال بفرض حصار شامل على المنطقة لمنع وصول أعداد كبيرة منهم للصلاة بالكنيسة ونصبت الحواجز وقامت بالاعتداء على حرمة الكنائس واستباحتها بأسلحتهم في استفزازا صريح للمصلين المسيحيين مما يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقه في الوصول إلى دور العبادة والأماكن المقدسة والصلاة فيها بحرية تامة .

 

مواصلة الاعتداءات وتكرارها تعد استخفافا بمشاعر المسيحيين وتدنيس لمقدساتهم وتفريغ للكراهية والحقد والعنصرية ببعديها القومي والديني من قبل جيش الاحتلال وبتعليمات من المستوى السياسي وهي جزء لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس ومقدساتها خاصة المسجد الأقصى المبارك .

 

بات الصراع يحتدم بين المستوطنين انفسهم حيث شكل تحركهم تحت رعاية جيش الاحتلال وتواطوء المستوى السياسي الاسرائيلي مع برامجهم المتطرفة مما ادى الي استمرت عربدة المستوطنين في ساحات الحرم القدسي رافقها عنف غير مسبوق لشرطة الاحتلال وقوات القمع الخاصة ولم تفرق حكومة الاحتلال في تعاملها بين مسلم ومسيحي في القدس فخطوات القمع امتدت لتشمل الكنائس ولتستهدف الوجود المسيحي ايضا في حرب اسرائيلية ضد الموروث الثقافي والديني للشعب الفلسطيني  وقدمت كل ما يلزم لتوفر الغطاء لممارسات المستوطنين بحجة ممارسة شعائرهم الدينية في الحرم القدسي على حد تعبيرهم وهم يعلمون ويدركون تماما أن المسألة لا تتعلق بممارسة شعائر دينية بقدر ما تشير الى النوايا الاستعمارية والهدف التهويدي للقدس وفرض مخطط  التقسيم المكاني والزماني للحرم القدسي الشريف تماما كما حصل يحصل في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل .

 

سياسة الاستيطان وممارسات المستوطنين من خلال الأحزاب المتطرفة وجماعات الهيكل المزعوم تتمدد في العمق الفلسطيني لتستهدف الضفة الغربية حيث تتواصل عربدة المستوطنين فيما يسمى بعيد الفصح اليهودي مستغلين الغطاء الديني لممارسة الاستعمار الاستيطاني وتهويد الارض الفلسطينية حيث قاموا وبدعم وتسهيلات من سلطات الاحتلال باستغلال الأعياد اليهودية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد الأقصى المبارك من خلال تثبيت حقوقهم المزعومة بممارسة طقوسهم التوراتية في الحرم القدسي في محاولة منهم للاستيلاء على كامل المكان تمهيدا لإقامة الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك .

 

لقد عملت ما يسمى بتجمع منظمات جبل الهيكل بتوجيه دعوات لاقتحامات يومية جماعية للمسجد الأقصى المبارك وشهدت باحات المسجد أحداثا دامية عقب اقتحام قوات الاحتلال ساحاته والاعتداء على المصلين والمعتكفين بطريقة وحشية بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة في عمل استفزازي غير مسبوق لتفريق المصلين وبدا المسجد الأقصى كساحة حرب بعدما هاجمت قوات الاحتلال آلاف المعتكفين والمرابطين المتواجدين واعتدت عليهم بالضرب والقمع وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع وتعمدت عناصر الشرطة إخلاء الساحات بضرب المتواجدين بالهراوات ولم تستثني من ذلك كبار السن والنساء والأطفال وطواقم الإسعاف والصحافة فيما واصل مئات المستوطنين اقتحام ساحات المسجد بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة .

 

حكومة الاحتلال تواصل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الاسلامية والمسحية ولتمتد لتشمل الاعياد المسحية دون أي اعتبار للعواقب في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي كما هو واضح من اعتداءاتها المتكررة على المسجد الأقصى والحرم الشريف والمصلين الفلسطينيين وكنيسة القامة واستئنافها لغاراتها الجوية على قطاع غزة المحاصر مما يعرض أرواح المدنيين للخطر ويسبب دمارا هائلا بالمنطقة.

 

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت