زمن الكرتنة الجزء الخامس .

بقلم: رضوان عبد الله

...بقلم الكاتب والاديب العربي الفلسطيني،الاعلامي د. رضوان عبد الله
   في الوقت الذي تزداد فيه الصعوبات والمعيقات المعيشية على شعبنا الفلسطيني عموما وفي لبنان على وجه الخصوص تظهر رايات الكراتين ،  لا عالية ولا خفاقة ،حتى ان العشرات من الجمعيات والمؤسسات ، من موزعي هذه الكراتين ،  لا يخجلون حين يمتشقون الكاميرات والهواتف الجوالة ليأخذوا الصور الجماعية مع حاضنة الرز والسكر والملح والعدس والزيت و ربما الفول والحمص ، مع الكرتونة ذي الراية بالوان متعددة ، كنموذج من نماذج كراتين التموين الممهورة بختم وبوستر وربما بتوقيع الجمعية او المؤسسة،في ظاهرة اقل ما يقال عنها انها موسم تسول تجاري لجلب التمويل لتلك الجمعية او المؤسسة على ظهر الققراء والمعوزين...، وان دل ذلك على شيء فانما يدل على تذلل اصحاب تلك المؤسسات  كي يتم استجلاب تمويلات اضافية من سفارة من هناك او وزارة من هنالك او ربما من جمعية ( كبيرة!!! )، تحتضنهم كي تنفذ مآربها المموهة او المشبوهة ، الا من رحم ربي، ويتم ايصال (من الجمل أذنه)  ، وهذا ما حصل حقيقة وليس تخمينا في العشرات من الامكنة التي تم توزيع تلك الكراتين على الفقراء، ويتم تصويرهم مع الطاقم الموصل لتلك " المكرمة - المنحة - الهبة " المؤسساتية بوجود الكرتونة طبعا، كي يتم ثتبيت ان تلك المكرمة او المنحة او الهبة قد تم ايصالها بالزمان والمكان..وبكل "امانة".!!!ا....
   وافظع ما تم تصويره من هبة مخزية ، كرتونة تحتوي بما لا يزيد عن اربعين او خمسين الف ليرة لبنانية ،اي ما يوازي دولارين ان لم يكن دولار ونصف قد تم تغليفهم بكرتونة جديدة وممهورة بما قلناه...!!!
   لا نريد ان نتدخل بعمل المؤسسات المسماة ب(غير الحكومية والموجودة في مخيمات وتجمعات اللاجئين )، كي لا نظلم ادارات بعضها وبرامجها المهمة وربما التطويرية والتحسينية ، ولا نريد ان نتهمهم بأنهم يتعملقون على شرائح شعبنا كالفطريات او الطفيليات التي تتسلق على الاغصان العامرة كي تحفظها وتبقيها بين اوراقها الخضراء ولا على اغصانها القوية الهيفاء ، لكن ما نود ان نذكر به كل الناس وكل "الامبراطوريات المؤسساتية " في المخيمات، والتي نشأت في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي مر بها شعبنا على مدى سبعة قرون ونيف ،ان الشعب الفقير عنده عزته وكرامته، وان الشرائح الشعبية الفلسطينية اخر همها الاكل والشرب،على اهمية ذلك، ولكن ليس بالخبز او بالكرتونة يحيا الانسان مذكرا بالوقت ذاته حين انطلقت الثورة الفلسطينية كانت قد انطلقت دفاعا عن الكرامة الشخصية الفردية و الجماعية كافة،وهذا ما جعل انشودة ((ولعوا النار بهالخيام وارموا كروتة التموين...ّ.ّّ)) ، تزدهر وتشتهر منذ النكبة الى اليوم....!!!
   اما كراتينكم الوضيعة فعودوا بها من حيث اتيتم...شعبنا كرامته فوق اي اعتبار..والتمثيل السياسي المتمثل بالكيان السياسي لشعبنا (منظمة التحرير الفلسطينية )هو المعني اولا واخيرا بالحفاظ على شعبنا وكرامته....اما التمثيل الاغاثي والتشغيلي ( الاونروا) ، فمن حق شعبنا بكل اطيافه ان يطالبها بان تقوم بدورها على اكمل وجه لحين العودة الى ديارنا....ولن نقبل اي مؤسسة لن تكون بديلا عن الاونروا في الإغاثة والخدمات ، رغم كيد اي مفوض اونرواتي كان من كان ، ومن اي دولة هبط او حط ، اما كراتينكم ومشاريعكم المشبوهة وكاميراتكم فعودوا بها من حيث جئتم بها....وارجعوها لمن تسولتم منهم على حساب كرامة شعبنا....ولن نشكر احدكم لما قدمه الى اي من افراد شعبنا...لأن ذلك اقل بكثير مما يجب ان تقدموه.....وما ازدهاركم في كل ازمة يمر بها شعبنا الا الدليل الواضح على غث عملكم وغشه و شبهة عمله......!!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت