- عبد الرحمن القاسم
_١_
الحضور.... رغم حواجز الاحتلال والانتشار المكثف في ازقة وطرقات وحواري القدس العتيقة زحف مئات الالاف من مختلف مناطق فلسطين شيبا وشبانا ونساءا عبر الحواجز ولفت انتباهي شاب في مقتبل العمر يمسح حذاءه لوهلة اعتقدت ذلك تانقا فهمس باذني صديقي ورفيقي الدكتور بشار احمد انه احد الداخلين خلسة وليخدع جنود الاحتلال الذين يتفرسون في الوجوه وينظرون لاحذية الشباب....وقال لي رجل في العقد السادس انه اخذ اذنا من العمل لياتي من نابلس وليس معه سوى اجرة القدوم للقدس..ودخل في المحاولة الثانية وتبرع له شخص باجرة الاياب.....
...تشهد ابواب الاقصى تدافعا وازدحاما منذ صلاة العصر وحتى الفجر منهم من يخرج لقضاء حاجة او يدخن سيجارة او ارجيلة او ساندويش....او فنجان قهوة....خارج الحرم ..وتتكرر العبارات صلوا على النبي...وحدوا الله....طريق..للداخلين...للخارجين...للنساء..ومن يتذمر ومن يتافف ويحوقل ويبسمل....ومن يعتبر نفسه اجنبي ويقول العرب....متعودين على الفوض ...
سدنة الحرم الاقصى والحراس والشباب المقدسي المتطوع يصل الليل بالنهار في خدمة حجيج الاقصى.....ونوارة جمعية طبية خيرية ونقابة الاطباء الفلسطينيين فرع القدس والاطباء والكادر التمريضي والمتطوعون على اهبة الاستعداد لتقديم الخدمة ..شكرا لهم.... اشبه بمستشفى مصغر بمختلف التخصصات شكرا جمعية نوارة وكل المتطوعين لمتابعة اي حالة صحية وتقديم العلاج اللازم
...استرقت وقتا بعد الانتهاء من صلاة التراويح وقبل صلاة قيام الليل لاجد نفسى مندسا في احد مقاهي القدس واجبرت على مشاهدة جزء من مبارارة بين فريق مانشستر ستي وريال مدريد واشاهد تسجيل هدفين في اقل من عشر دقائق الشوط الاول رغم عدم متابعتي للرياضة واميتي بالفرق والتصفيات الرياضية. وطرفة احدهم انه في المقاهي والتي تشهد اكتظاظا للسباق في تدخين ارجيلة باقل وقت ممكن لا داعي لطلب ارجيلة فقط اجلس بالمقهى واسترق الدخان العابق بالمكان....
...في القدس اياما معدودة تنتعش الحركة التجارية وخاصة الماكولات والعصائر وبالمناسبة البعض يعتقد ان الاسعار مرتفعة وهي ليست كذلك ففي الايام العادية هكذا الاسعار ولكنها بالنسبة لبقية مدن الضفة تعتبر اعلى سعرا وينسى القادمون من مختلف فلسطين كمية القهوة والتمور والمياه والحلويات توزع مجانا في الطرقات والازقة وتسمع عبارة اكسب صلاة النبي في دلالة على مجانية العرض...
في الطرقات يتنشر شباب وفتية القدس وجيل الغد وبين الحين والاخر تسمع هدير الشباب باغاني وطنية...وتهليلات وتكبرات العيد...في حركة لاجبار جنود الاحتلال ...على تاكيد جيل المستقبل تمسكهم بفلسطينية وعروبة واسلامية القدس ...
ونتشتر الفتية عقب صلاة الفجر للتطوع للتنظيف ساحات الاقصى ليبقى باحلى حلة وجاهز لاستقبال ضيوفا وحجاجا جدد.....
هكذا هي القدس لوحة جميلة... بالدخول خلسة...او تذمر الناس...او التدافع ....او اثارة حنق وغضب الجندي الذي يكتم غيظا ويزداد قناعة ان كل سياسات حكومته وغطرسته وهمجية المستوطنين لن تجدي نفعا ....
وباتمام صلاة الفجر والعودة الى المنزل في... نابلس... اريحا جنين...عكا....حيفا...ام الفحم منهك جسديا وانك اديت التزاما دينيا ووطنيا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت