التحدي الاقتصادي الصعب أمام غزة

بقلم: أحمد إبراهيم

اسواق غزة.jpg
  • أحمد إبراهيم

جاء مشهد العمال الراغبين في العمل داخل إسرائيل من القطاع ليعكس الكثير من الدلائل والانعكاسات ، لعل أبرزها الحاجة إلى العمل ، بل والخشية من أن الأحداث الأخيرة يمكن أن تجرهم إلى حرب أخرى في ظل رغبة سياسية أكيده للهدوء.
والحاصل فلا يمكن وبأي حال من الأحوال أن ننسى هذا المشهد اللافت لعشرات من العمال الفلسطينيين وهم في طريقهم للعمل في الداخل الإسرائيلي ، هذا المشهد يعكس الكثير من الحقائق أولها صعوبة الأوضاع في غزة مقارنة بعموم محافظات الوطن.
اللافت أن بعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى أن الكثير من سكان القطاع يرغبون في أن تستمر حركة حماس في احباط أي نشاط عسكري أو أمني الأن لحركة حماس من أجل الحفاظ على هدوء شهر رمضان والاحتفال بعيد الفطر.
اعترف بأن الجملة السابقة قاسية ، بل ويمكن أن ينكرها البعض خاصة وأن المقاومة حق مشروع ، وحركة حماس مهما كان حجم الاختلاف معها لا يمكن أن نزايد عليها في هذه النقطة ، غير أن الواقع الاقتصادي والمالي بل والمجتمعي يفرض على حركة حماس ضرورة العمل جديا من أجل الحفاظ على استقرار حياة المواطن.
وأعتقد أن حركة حماس تحلت بالكثير من المسؤولية وهي تسمح بل وتتفاوض بصورة غير مباشرة على السماح للعمال في غزة الدخول إلى إسرائيل ، والقيادي في حركة حماس هو إنسان وأب قبل أن يكون قياديا ، ويعرف مصاعب الحاجة إلى المال في القطاع المحدود الفرص ، مقارنة بالضفة الغربية أو الداخل الإسرائيلي على سبيل المثال والذي تتنوع فيه فرص العمل.
في لندن تعرفت على الكثير من الشباب ، والمثير للانتباه أن غالبيتهم من الفتيات، رايتهن وهن يمتلكن الكثير من أدوات النجاح في العمل ، بداية من اللغة الإنجليزية المتميزة ، والمهارة ، والتفاني في العمل.
دفعني هذا دوما أن أقول أن اهل غزة دوما على موعد من الظلم الغير مبررـ عموما أحيي القيادات التي اتخذت قرارا بإدخال العمال إلى الداخل للعمل والحصول على أي مكسب ، خاصة في ظل الأزمات التي لا تتوقف بالقطاع.
لا أريد هنا أن أذكر قيادات حركة حماس بأن بعضها تحدث عن إمكانية تحقيق الرفاه للمواطن عقب السيطرة والحكم في غزة، إلا أن الواقع الآن بات يفرض علينا ضرورة الحذر والانتباه للوضع الاقتصادي البعض الذي تعيشه غزة ، وهو الوضع الذي بات لا يحتمل في ظل هذه التطورات.
حفظ الله فلسطين وأنار دوما طريق شعبها الأبي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت