رسالة سياسية إلى المقاومة ....يجب الحذر مما هو قادم

بقلم: أحمد إبراهيم

المقاومة الفلسطينية.jpg
  • أحمد إبراهيم

أعلنت عدد من المنصات الإعلامية الرسمية التابعة لمنظومة حركة الإخوان المسلمين في تركيا أن أنقرة قررت رسميا تقيد حركة عناصر حركة حماس عبر أراضيها ، بل وأنها أيضا تمنع قيادات حماس من التحرك انطلاقا من أراضيها وقامت بتضييق الخناق عليها أمنيا أيضا .
وأشارت بعض من منصات المعارضة التركية بل وحتى بعض من المنصات الرسمية إلى أن التغيير في موقف تركيا يرجع إلى الخوف من النفوذ الإيراني في الضفة الغربية ومحاولة طهران حصد أي مكاسب استراتيجية من وراء حماس ، الأمر الذي اثار غضب تركيا بصورة لافتة.
كل هذا يأتي مع تأكيد مصادر سياسية لي شخصيا بأن العاهل السعودي الملك سلمان ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقة بين حماس وإيران ، وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي ذاته.
بداية وقبل أي شيء تأتي هذه التطورات مع إعلان قناة مكملين التابعة للمعارضة المصرية وقف بثها الفضائي ، وإعلان عدد من كبار الإعلاميين المصريين المعارضين في تركيا أيضا وقف نشاكهم كلية ، ونقله إلى منطقة أخرى من مناطق العالم ، لعل منها لندن أو السويد أو الغرب الأوروبي أو حتى ألمانيا.
وبات من الواضح أن تركيا تراجع سياستها بالكامل من حركة الإخوان المسلمين ، وهي المراجعة السياسية التي فرضتها على أنقرة تطورات الموقف السياسي والأمني بالعالم أو بالشرق الأوسط.
ومن تداعيات الحرب الأوكرانية ، وحتى اتفاقات السلام والتعاون الإسرائيلية العربية بات واضحا أن تركيا تفهمت تطور اللعبة السياسية بالمنطقة ، والأهم من هذا أن تركيا فهمت إن الرهان الحالي على جماعة الإخوان المسلمين سيكون رهانا خاسرا ، وأن التطورات بالعالم لا في صالحها ولا في صالح مصالحها أو شؤونها الاستراتيجية.
واعتقادي شخصيا أن حركة حماس تعرف تماما هذا ، وتعرف أن العالم لم يعد يقبل الكثير من سياساتها ، ولعل هذا ما يفسر الاندفاع السياسي نحو إيران ، واندفاع السنوار في الحديث عن عظمة إيران وقوتها ، وهي رسالة سياسية دقيقة مفادها أن حماس ستعوض هذا الغياب التركي بإيران ن باعتبار ان الموقف في إيران الدعم لحماس لم يتغير منذ سنوات.
غير أن المنطق السياسي يفرض على حماس عدم رهن موقفها مع أي دولة مهما كانت ، وهذا أمر معيب ومن الخطأ الرهان دوما على مواقف الأطراف الداعمة . واذكر قيادات حركة حماس بالمأزق السياسي الذي عاشته السلطة الفلسطينية في عهد الخالد ياسر عرفات ، الذي واجه الكثير من التغيرات الدولية التي لم تصب في صالحه ، بداية من الغضب العالمي من عمليات المقاومة في السبعينيات وحتى غزو الكويت وهجوم الأطراف الدولية بل والعربية ضده.
ورأى الخالد أن المقاومة السياسية هي الحل الأفضل لكشف ممارسات الاحتلال وإعلاء الشأن الفلسطيني ، ومن هنا نصيحة لقيادات حماس ...إياكم والرهان على المواقف الإقليمية .
إياكم والرهان على مواقف الزعماء في المنطقة والعالم ...إياكم والرهان على المتغيرات الإقليمية ...يجب أن تكون وجهتنا السياسية فلسطين ...فلسطين وحدها وما تفرضه علينا المصلحة الوطنية.
عاشت فلسطين في القلب دوما وعشا نضال شعبها الأبي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت