ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال احتفالات النصر السوفياتي على النازية عام 1945 مرتدياً نوطاً باللونين البرتقالي والأسود كما هي العادة في هذا الحدث الذي تحضره روسيا سنوياً بعناية. ما هو هذا النوط وما دلالته؟
يسمى "شريط القديس جاورجيوس"، هو رمز عسكري روسي يتكون من ثلاثة خطوط سوداء وخطين برتقاليين يعود إلى الحقبة الإمبراطورية ويمنح عادة كتكريم للأعمال البطولية وأيضاً فيما بعد لإحياء لذكرى المحاربين القدامى خلال الحرب العالمية الثانية.
ويتمتع الرمز بشعبية واسعة في روسيا كرمز وطني وطريقة لإظهار الدعم للحكومة الروسية، وهكذا فقط ظهر حرف Z الشهير الذي ارتبط بالغزو الروسي لأوكراني مرسوماً على شكل شريط القديس جاورجيوس في عدة مدن روسية دلالة على دعم الغزو.
وعادة ما يثير الرمز الجدل في بعض الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي عقب انهياره مثل أوكرانيا ودول البلطيق نظراً لارتباطه بالمشاعر الانفصالية أو المؤيدة لروسيا.
خلال العهد السوفيتي الطويل، تم الإبقاء على النوط بلونيه المميزين في نظام الجوائز العسكرية ولكن فقط في السياقات غير الرسمية وتم تغيير اسمه بطبيعة الحال إلى "شريط الحرس"، بعد أن كان يسمى في ظل الإمبراطورية الروسية "الشريط الجورجي" نسبة إلى القديس جاورجيوس.
بحسب التقاليد المسيحية، كان جاورجيوس (280 – 303م) جندياً في الجيش الروماني قبل ان يحكم عليه بالإعدام لرفضه التخلي عن إيمانه وأصبح يرمز إلى العسكرية منذ الحروب الصليبية.
تأسس الشريط عام 1769 كأعلى وسام عسكري في الإمبراطورية الروسية العمل به عام 1998 بموجب مرسوم رئاسي وقعه رئيس روسيا آنذاك بوريس يلتسين. يمنح للأفراد ولكن أيضاً للوحدات العسكرية أثناء الحرب وظل مستعملاً في الجيش الإمبراطوري حتى الثورة البلشفية عام 1917.
ظهر الرمز مرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية وزينت به "وحدات الحرس" في الجيش السوفيتي ومنح لجميع المحاربين القدامى الذين شاركوا في حملات الجبهة الشرقية ضد ألمانيا النازية. بعد الحرب، كان الشريط يستخدم أحياناً في البطاقات البريدية لإحياء ذكرى قدامى المحاربين في الحرب لكنه رغم كل ذلك لم يتمتع بالأهمية التي يتمتع بها اليوم.
في عام 2005، بمناسبة الذكرى الستين للنصر أطلقت في روسيا حملة شبه رسمية لتوزيع شرائط القديس جاورجيوس في الشوارع، ومنذ ذلك الحين يتم ارتداءه بانتظام في هذه المناسبة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال العرض العسكري السنوي في الميدان الأحمر بموسكو بمناسبة ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية "إن حلف شمال الأطلسي كان يثير تهديدات على الحدود الروسية، الغرب كان يستعد لغزو روسيا."
وأكد أن " العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا كانت ضرورية وفي الوقت الملائم، مشيرا إلى أنه كانت القرار الصحيح الوحيد.
وأضاف" أنتم الآن تحاربون من أجل أمن روسيا".
وتابع أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعا عن "الوطن الأم" بمواجهة "تهديد غير مقبول" تطرحه الدولة المجاورة المدعومة من الغرب.
وقال "أتوجه إلى قواتنا المسلحة، أنتم تقاتلون من أجل الوطن الأم، من أجل مستقبله"، مشددا على وجوب بذل كل ما يمكن "حتى لا تتكرر أهوال حرب شاملة جديدة".
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أن بلاده لن تدع روسيا "تستأثر بالانتصار على النازية" عام 1945، في وقت تنظم روسيا عرضا عسكريا ضخما احتفالا بذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية.
وقال زيلينسكي في رسالة فيديو يظهر فيها ماشيا في الجادة المركزية في العاصمة كييف "نحن نعتز بأسلافنا الذين هزموا النازية مع شعوب أخرى في إطار التحالف ضد هيتلر" مضيفا "انتصرنا آنذاك وسننتصر الآن" في إشارة إلى الهجوم الذي تشنه روسيا على أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير.
وتابع "عدونا كان يحلم بأن يرانا نعدل عن الاحتفال بالتاسع من أيار/مايو وبالانتصار على النازيين لإعطاء فرصة لتعبير ’اجتثاث النازية’".
و"اجتثاث النازية" هي الحجة الرئيسية التي ذكرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتبرير الهجوم على أوكرانيا.
وقال زيلينسكي "كافح ملايين الأوكرانيين النازية ... طردوا النازيين من لوغانسك، طردوا النازيين من دونيتسك، حرروا خيرسون وميليتوبول وبيرديانسك من المحتلين، طردوا النازيين من يالطا وسيمفيروبول وكيرتش ومن كامل القرم، حرروا ماريوبول من النازيين"، معددا مدن شرق وجنوب أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية حاليا ومدن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
وتابع "هم طردوا النازيين من كامل أنحاء أوكرانيا، لكن المدن التي ذكرتها اليوم تلهمنا بصورة خاصة، تمنحنا إيمانا بأننا سنطرد المحتلين من أرضنا".
وأكد أن "في يوم الانتصار على النازيين، نحن نقاتل من أجل انتصار آخر، الطريق إلى هذا الانتصار طويل لكن لا يساورنا أدنى شكّ في انتصارنا" مضيفا "انتصرنا آنذاك، وسننتصر الآن".
وختم "قريبا جدا ستحتفل أوكرانيا بيومي نصر".